كان ياما كان ....... في احدي البحيرات كانت تسكن علي شاطئها بطتان جميلتان وسلحفاة كبيرة كثيرة الكلام ، وكانت بينهم صداقة ومحبة كبيرة .
وفي يوم من الايام جفت البحيرة ، فبكت البطتان ومعهما السلحفاة .
وقالوا : يعز علينا مفارقة الاوطان ولكن لا مفر من الانتقال الي مكان اخر يصلح للمعيشة .
فقالت السلحفاة : انني سوف اذهب معكما الي اي مكان في العالم فنحن اصدقاء والصداقة علاقة جميلة عظيمة علاقة محبة ومودة ، وليس في الامكان في هذا الزمان تعويض الصديق الوفي ، وانتما خير الاصدقاء والخلان لي .
فقالت البطة لها : هيا تعالي معنا سوف نحملك ونطير بك ولكن نرجوك الا تتكلمي كثيرا حتي لا تشغلينا عن الطيران ، وتذكري دائما انه حيين يرانا الناس سوف نسمع تعليقات فلا داعي تلقي لها بالا ولا تردي عليهم لان في الصمت النجاة .
وقالت لها البطة الاخري محذرة : ايتها السلحفاة ، اذا تكلمت فاللوم كله سيكون عليك وحدك .
قالت السلحفاة : سوف اشغل نفسي عن الكلام بذكر الله في نفسي ولن اتكلم ابدا ، هيا نرتحل سويا .
فاحضرت البطتان غصن شجرة وقالتا للسلحفاة : امسكي من وسط الغصن بفمك جيدا ، ثم امسكت كل واحدة من البطتين بطرف من الغصن علي عنقها وطارتا في الهواء والسلحفاة في الوسط . ياللعجب .
وكلما مروا علي جماعة قالوا نفس الكلام
والسلحفاة لا تنطق كما قالت لهم .
ثم لم تستطع الصبر علي الصمت ففتحت فمها وتكلمت وهي تقول لهم : انهما صديقاي ، فلم العجب والتعجب ؟
فوجئت بنفسها حين فتحت فمها افلت منها الغصن ، وسقطت علي صخرة ، فتكسرت ضلوعها .
فصاحت من الالم : حقا الدين النصيحة ، وفي الصمت السلامة .
لقد خسرت صديقتي ، وتكسر جسمي ، وفقدت الوطن ، ولن اجد احدا يهتم بي وانا مكسورة وسوف اموت بسبب فلتة لسان .
الدروس المستفادة :-
1- ان الصداقة شيء جميل ونعمة عظيمة ينبغي ان يحرص عليها المسلم .. وذلك بان يكون له اصدقاء يحبهم ويحبوه .
2- ان المسلم لابد وان يقف مع اصدقائه في الازمات .
3- علي المسلم ان يقبل نصيحة اخيه .
ساحة النقاش