<!--

<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin;} </style> <![endif]-->

هى : كنت أسعى معك لحماية الجدار فسحقنى الطوفان حتى النهاية .

هو : ما هذا الهراء الذى تتحدثين عنه ؟

هى : أعرف أنك لن تعير كلماتى أدنى اهتمام ، كما أعرف أنك ستتهمنى بالجنون لكنى أخبرتك منذ البداية أنك لن تقوى على احتمالات هذا الجنون لكنك عارضتنى ودخلت مدارى بإقدام شديد ، أفهمتنى أننى المجنونة الوحيدة العاقلة فى هذا العالم .

هو : وكيف يجتمع الجنون والعقل فى آن واحد ؟

هى : هذا ما كنت أبحث له عن إجابة معك .

هو : وهل توصلت للإجابة ؟

هى : نعم أسرع مما كنت أتخيل ، أفقتنى من حلمى سريعا لأكتشف أنى أمسكت السراب .

هو : وما هو هذا السراب ؟

هى : ألست تعرفه ؟

هو : دلينى عليه فقد اختلطت موازين الأشياء عندى .

هى : السراب الذى أقصده هو حبك يا سيدى .

هو : وهل كان حبك لى سراب ؟

هى : بل حبك أنت لى ، استهوتك اللعبة الجديدة فأردت الإمساك بخيوطها .

هو : برغبة منها .

هى : بل بدافع منك ، أوهمتها أنك شهريارها المنتظر ..... مجنون العصر الجديد .....حتى صدقت أوهامك .

هو : ليس خطأ منى .

هى : خطأ من إذن ؟ خطأ فى تفكيرها ؟ ألست تعنى ذلك ؟

هو : حاولت أن أغير نظرتها للحياة .

هى : بقتلها ؟

هو : من قال أنى قتلتها ؟

هى : أنا التى أقول ذلك .

هو : أنت حمقاء .

هى : أعرف ذلك جيدا كما تعرفه أنت ، ألست أنا التى أطلقت هذا الاسم على نفسى منذ أن عرفت طريق هواك ؟ ألست أنت من كان يلومنى عليه ؟

هو : كنت لا أعرفك .

هى : وهل عرفتنى الآن ؟ أتظن أنك حقا عرفتنى؟

هو : تريدين أن ألقنك الدرس من جديد لتتأكدى هل حقا عرفتك ام لا ؟

هى : لا ..... وعيت الدرس جيدا حتى قبل أن يبدأ ، أدركت النهاية قبل إدراكى البداية .... انتهى الدرس يا أستاذى العزيز فلا تعيده على مرة أخرى حتى لا أمله فأنساه .

هو : تكرار الدرس ينسيكى إياه ؟

هى : نعم ..... ألم أكن فى نظرك مختلفة عن الخريات كما كنت تلقبنى ؟ هذه واحدة من أوجه إختلافى تكرار الشئ على مسامعى يفقدنى ألم تعلمى له لأول مرة ، اتركنى أذكره كلما حاولت نسيانه دون أن تذكرنى أنت به حتى يستمر أثر تعلمه .

هو : حتى إذا ما انتهى الدرس .

هى : أعدته بداخلى من جديد .

هو : وإذا مللت تكراره ؟

هى : وهل يمل الإنسان نفسه ؟

هو : ربما .

هى : متى؟

هو : إذا اعترته الرتابة ، رتابة الأحداث والأزمان والأشخاص .

هى : ومن أين ستأتينى الرتابة إذن والأحداث والأزمان والشخاص متغيرين ؟

هو : أستبحثين عن أستاذ آخر ؟

هى : مثلما ستبحث أنت عن تلميذة أخرى .

هو : ليفهمك درسا آخر ؟

هى : أو لأفهمه دروسا أخرى ..... ربما أصبح انا المعلم .

هو : وماذا ستعلميه ؟

هى : فلسفة الحياة كما علمتنى إياها .

هو : وما هى هذه الفلسفة ؟

هى : من لم يشرب من بئر التجربة مات عطشا فى بحور الجهل .

 

 

 

المصدر: من مجموعتى القصصية
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 61 مشاهدة
نشرت فى 1 أكتوبر 2014 بواسطة drnagwasallam

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

11,163