<!--
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin;} </style> <![endif]-->
جلست تحدثها في سلسلة فضفضات متتالية من القلب عن تحول مشاعر زوجها نحوها وانقلاب المشاعر والعواطف والأحاسيس التى كانت تجمعهما معاً إلى جبال ثلوج من اللامبالاة وعدم الاهتمام، وأن سنوات العشق والغرام التى كانت تجمعهما معاً تحت سقف واحد تحولت بفعل صعاب الزمن وانشغالاته إلى تعود " مجرد تعود وروتين يومى " فالأمس مثل اليوم مثل الغد لا شئ جديد تحت الشمس يدفعهما للخوض في معارك الحياة بلذة وتفاؤل .
أحست منها باليأس ينسج خيوطه حولها كما ينسج العنكبوت خيوطه بإحكام شديد للإيقاع بفريسته ، حاولت أن تطرق معها كل باب موصد أمام ناظريها ليعيد إليها الزوج الحبيب .
ولكنها تساءلت كثيراً لماذا لا تستعيد الزوجة منا " الحبيب الزوج " ؟
استعجبت وسألتها بدهشة استيقنتها من تقاسيم وملامح وجهها حتى قبل أن ينطق فمها بكلمة واحدة
هى : وهل هناك فرق بين الزوج الحبيب ......والحبيب الزوج ؟
صديقتها : أخبرينى أنت هل هناك فرق بينهما ؟
هى : بدت عليها ملامح الحيرة وجلست صامتة متأملة معنى كلامها
صديقتها : ( أعادت عليها السؤال بطريقة أخرى ) هل تحبين زوجك ؟
هى : (أجابت بسرعة دون تفكير ) طبعاً ......وهل هناك زوجة لا تحب زوجها ؟
صديقتها : أيهما فيه تحبين أكثر الزوج أم الحبيب ؟
هى : (تنهدت وهى تستعيد ذكريات الماضى بينهما وقالت ) الحبيب ( ثم استطردت تقول بانتباه واضح كمن فاق إلى واقع مرير ) ولكن أين منى الآن الحبيب ؟ سنواتى تتجاوز الثلاثين وزوجى قارب الأربعين .
صديقنها : وهل للسنين اعتبار وتأثير على قوة الحب بينكما ؟
هى : للأسف كلما ازداد بنا العمر اتسعت الفجوة بيننا ووضحت الهوة العميقة التى يتلاشى فيها الحب ويظهر على سطح علاقتنا التعود والروتين .
صديقتها : من منكما يزيد تلك الفجوة اتساعاً ؟
هى : ( قالت بدون تردد منفية أن تكون هى السبب ) طبعاً هو .
صديقتها : تؤكدين أنه هو ..... من أتاك بكل تلك الثقة ؟
هى : ( أوضحت معللة ) تصرفاته معى هى مصدر ثقتى الدائمة ، حاولت معه مراراً أن أستعيد معه ومنه الحبيب ولكنه دائماً ينعتنى بالمراهقة الصغيرة .
صديقتها : حاولى مرة أخرى وأخرى واخرى ..... غيرى من أسلوب تعاملك معه ....زيدى قربك له عاطفياً .....المسى مشاعره بقوة مشاعرك .
هى : ( بلهفة الغريق الذى وجد طوق النجاة ) كيف ؟ علمينى
صديقتها : أنا من تعلمك فن التعامل مع نصفك الآخر ؟ لدى كل منا مفتاح زوجها ..... ابحثى في نفسك .... فتشى في أعماقك عن مفتاحك يا صديقتى ولكن بروية حتى لا تذهب جهودك سدى ..... أعيدى قراءة نفسك من جديد واعرفى مكامن قوتها وضعفها ..... أعيدى بناء ما تهدم منها .
هى : لا أملك أدوات البناء .
صديقتها : تملكيها ..... لست وحدك من يمتلكها جميعنا يمتلكها ولكن القليل منا من يحسن الاستخدام ، نتعامل مع أزواجنا بفلسفة خاطئة .... نتقرب إليهم ولا نظهر لهم إلا أجمل ما فينا فقط ايام خطبتنا ...ونظن أننا ملكناهم بالزواج ، نتعامل مع الزواج على انه نهاية المطاف ... ثقافة خاطئة تربينا عليها وننشئ عليها بناتنا للأسف .
الزواج يا صديقتى شراكة بين اثنين لا ثالث لهما قائمة على استمرارية العطاء بين قطبيها ......روعة ما فيها السكنى فيها .
هى : أحاول بكل قوة أن أستعيد زوجى ؟
صديقتها : الأصح أن تستعيدى حبيبك بمودة ورحمة ، لا أن تستعيدى زوجك بقوة .
هى : ما سلبته الأيام منى بالقوة لا يستعاد إلا بالقوة .
صديقتها : الحروب فقط هى التى نتعامل معها بالقوة ..... استعادة حبيب الماضى المختبئ في زوجك ليست حرباً ..... بل هدنة نحاول فيها ترتيب أوراقنا وتجهيز عدتنا لمواصلة خوض غمار الحياة بالحبيب الزوج ..... لا بالزوج فقط مشتغلين فيها أقوى أسلحتنا وأعلى شهاداتنا .
هى : تعلمين أنى على مشارف مناقشة الدكتوراه
صديقتها :(ابتسمت لها وفالت ) لا أعنى أبداً شهاداتك العلمية الجامعية .
هى : ماذا تقصدين إذن ؟
صديقتها : شهاداتنا القلبية وحيلنا الأنثوية واستراتيجياتنا العاطفية .
هى : أحتاج بشدة أن تحجزى لى مقعداً داخل جامعتك الأسرية .
صديقتها : ( ضاحكة ) العفو يا صديقتى ..... جميعنا يتعلم فن الحياة للحياة مع أنفسنا ..... ألم تقرئى قصة الأعرابية الشهيرة التى صاغت أروع النصائح لابنتها ليلة عرسها ، أهدتنى إياها أمى يوم خطبتى ولقنتنى فلسفتها جيداً وعلمتنى إياها ، أصغيت إليها بنهم شديد وهى الآن سر نجاحاتى في حياتى الزوجية .
هى : أعدك أن أقرأها ؟
صديقتها : الأولى أن تعدى نفسك أن تطبقيها .... أخرجى بها من حيز القراءة إلى حيز التطبيق ...... ما أريدك أن تسعى إليه التفعيل ..... هبى زوجك الحبيبة حتى يهبك الحبيب .
هى : أحاول معه كثيراً ولكن لا تجدى معه الهبات .
صديقتها : أرض عشقه لك أصبحت صحراء بفعل السنين فامنحيه الوقت الكافى لإنبات بذور هواك من جديد ، ولا تملى التكرار وكثرة الحرث والسقيا ، فيوماً ما سيزهر بستانك بأروع الورود وسيملأ شذاها وعبيرها حياتك مجدداً فقط مزيداً من الصبر لأستعادة الحبيب الزوج .
هى : الطريق معه ملئ بالمطبات والمشوار طويل .
صديقتها : تسلحى دائماً بقوة إيمانك به ويقينك بعشقه لك وحبه إياكى ، واحذرى اليأس وفقدان الأمل فيه ومنه .
ساحة النقاش