وأنا صغيرة ........ صغيرة قوى كنت متعودة دايما أسمع من ماما كل ليلة حدوته قبل النوم ، بس كانت ماما دايما بتحكى حدوتتها يا عن الرسل والأنبياء يا حدوته عن الحيوانات ....... وكنت وقتها مفكرة إن الحيوانات فعلا بتتكلم وتضحك زينا إحنا البنى آدمين يعنى إمبارح حدوته القرد الشقى والنهاردة حدوته الأرنب اللى مابيسمعش الكلام وبكرة حدوته الديك الذكى ....... والغراب الكداب .......... والطاووس المغرور ........إلخ وكتير كتير من الحواديت .
كانت ماما بالنسبالى موسوعة حواديت وأغانى ماما اللى بتألفهالى لوحدى أنا وإخواتى ، لحد ما كبرت حبتين وعرفت إن ما فيش حيوانات بتتكلم زينا – إحنا البنى آدمين مختلفين لينا لغة وحياة خاصة بينا – والحيوانات كمان ليها لغة وحياة خاصة بيها وطبعا إحنا البشر أحسن منهم كتير ......... دى اللى أنا كنت مفكراه وأنا صغيرة لكن لما كبرت ........ كبرت قوى إكتشفت إكتشاف خطير إكتشاف هزنى ...... زلزلنى ....... لأن الحيوانات الحقيقيين – مش أبطال حواديت ماما – طلعوا أحسن مننا إحنا البشر بكتير ، يعنى مثلا عمرى ما سمعت من ماما عن حمار رشح نفسه لرئاسة الجمهورية ولا خنزير عمال بيفتى فى اللى يعرفه واللى مايعرفهوش عمال على بطال فى أمور الدين ولا ناموسة حاربت جاموسة عشان التانية جات غصب عنها بتاكل فى أرضها ولا طور باع أرضه حته حته باسم دعاوى الخصخصة ، ولا خروف مد إيديه لديب ويقول معاهدة سلام ....... يا سلام على دى سلام محتاج الواحد مننا يعد صوابع إيديه بعديه ، ولا عمرى سمعت عن ديك بياكل لحم أخوه الديك اللى أضعف منه عشان يكوش على ثروته ، ولا ......... ولا.....ولا....... ولا.......... ولا...........آلاف من الحواديت اللى بتحصل بجد وحقيقى ما بينا إحنا البشر .
يعنى كان المفروض على ماما الله يرحمها وهى بتحكيلى الحواديت زمان وأنا صغيرة تقوللى حواديت الدنيا مش حواديت قبل النوم .
ساحة النقاش