عودى إلىّ فإن الآه تقتلنى فأنت نبضى الذى يسرى بشريانى
واستغفرى خطئى فالحزن يعصرنى فما غوانى إليها إلا شيطانى
ظننت أن هواها بين جوانحى دب الخشوع فهز كل كيانى
والليل صمت قاتل يرجوننى حتى لطول الليل قد أضنانى
أنا لا أحس بأنها معبودتى بل قد أحس بانها سجانى
الذ كريات تحوم حولى تلومونى والشك فى نفسى عدو ثانى
قد حرضتنى على الحياة لأننى متمرد كتمرد الفيضان
أدركت أنى بعدها لم يهوها قلبى كعاشقة لوجدانى
ووجدت أن البحر يعصف غاضبا والموج ينساب على الشطآن
والقلب يصرخ قائلا هيا ابتعد عنها ودعك من عصيانى
فذهبت أبحث عنك فى نفسى لا أبتغى منك سوى الغفر ان
من غيرك يعد للقلب فرحته من يبدد آلامى وأحزانى
وأين أهرب من دمعى وغربته وأين اهرب من ليلى وأشجانى
من يزرع الأزهار فى عمرى من يزرع الأمن فى صحراء حرمانى
لمن أبوح بأن الدهر عذبنى أشكو إليه ولا أشكو لإنسان
لمن أقول له أنه أمنى وأنه أهلى وكل أوطانى
عودى إلىّ فإنى طفلك الأوحد وأنت حصنى الذى بالحب أغرانى
شوقى إليك اليوم أرسله شوقى الذى بالليل أبكانى
فقمت أكتب اسما لم يفارقنى فكتبته فإذا به حرفان
حاء وباء هما فى القلب منتظرانى قد جمعا حبا يحويه قربانى
فتقبلى منى فالحب لو رجلا لو كان مثلى عاشقا لبكانى
عودى إلىّ واسمعى إعلانى فأنا قديما كنت قلبا جانى
أو كنت سيلا يليه تدفق الطوفان أو كنت بركانا عظيم الشان
عودى إلىّ فإن شمسى كفت عن الدوران
ساحة النقاش