<!--<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} </style> <![endif]-->
( عالم البيئـة )
البصمـة المائيـة
بقلم:
د/علـى مهــران هشـأام
المياه هي عصب الحياة و ثروة لا تقدر بثمن، فتلوثها او عدم استقرار امداداتها يهدد حياة الشعوب وتنمية المجتمعات ويمثل خطرا حقيقيا على الامن القومي لأي دولة , لذا فمعرفة كمية المياه اللازمة لإنتاج منتج او تقديم خدمة هو امر ضروري لتحديد المنتجات والخدمات غير الأساسية التي يجب الاستغناء عنها لعجزها عن تقديم فائدة توازي وتفوق قيمة المياه التي استهلكت في انتاجها.
يعاني أكثر من خُمس سكان العالم من أزمة توفر المياه العذبة والنقية والصحية، وأصبحت مسألة المياه تحظى بأهمية كبيرة إقليمياً وعالمياً، حتي ان الكثير من الخبراء والباحثين في قضايا البيئة والمياه يؤكدون ان النزاعات والحروب القادمة بين الدول قد تحدث بسبب المياه. الكثير من الناس والمؤسسات يسرفرن في استهلاكها، رغم أن الفواتير الشهرية تقيم سلوك وقيمة المياه التي نستخدمها بصور متعددة، ومنها غسيل السيارات وحديقة المنزل والاسراف المائي في المباني الخدمية والمصانع وري الاشجار، ناهيك عن رش المياه بواسطة الخرطوم امام المقاهي والشوارع وفي المناسبات العامة بدون ترشيد أو حكمة و الذي يظل يتدفق منه المياه لساعات طويلة دون جدوى. !!
تعد البصمة المائية، من المصطلحات الحديثة نسبياً على ثقافة المستهلك، والتي قد لا يتوقف لديها كثيراً، باعتبارها من القضايا التي تعالجها الحكومات، ومتنصلاً بذلك من مسؤوليته الشخصية، في حين أنه هو المحرك الرئيس لقضايا استهلاك المياه، وبالتالي، فإن البصمة المائية لكل شخص، تعني كمية المياء التي يستهلكها مدى حياته أو هي كمية المياه الذي يستهلكها أي منتج منذ زراعته حتي وصوله الي ايدينا لاستخدامه .
البصمة المائية أيضا هي أحد أهم الوسائل التي تدفع المستهلك لإعادة النظر والتدقيق في مفهوم وفكرة الترشيد من كافة الجوانب والأبعاد، من خلال معرفة المحتوى المائي الافتراضي لمختلف السلع والخدمات، وحجم المياه اللازمة لإنتاج مختلف السلع التي يستهلكها ويستخدمها البشر، وهي التي تحدد ثقافة استهلاك المياه المرتبطة بشكل مباشر بالمسؤولية المجتمعية، التي من أهم نتائجها، هو تغيير مسار المستهلكين نحو الاهتمام الحقيقي بقضايا البيئة التي تصب في مصلحتهم.
علي الطرف الاخر، لم تعد فكرة الترشيد التقليدية من الحلول المثالية التي يجب الاكتفاء باتباعها، نظراً للتقدم التكنولوجي والأبحاث العلمية المتقدمة التي تجبرنا كمستهلكين على التعامل مع المؤشرات الحالية بكثير من الثقافة والحكمة والوعي، وتبنّي المسؤولية في اتجاه حماية مواردنا الطبيعية، وفي مقدمها المياه.
بالنظر لسلوكنا اليومي في المنازل فالكثير منا لا يعلم أهمية إحكام إغلاق صنابير المياه وكذلك الخزان للحد من تلوث مياهه، وفى حالة حدوث تلف في عوامات خزانات المياه، سوف يهدر حوالي 15 لتراً في الدقيقة الواحدة خلال فترة وصول المياه، وفق برنامج الدور الأسبوعي.
الهدف من ترشيد المياه هو توعيتنا كمستهلكين بأهمية المياه، باعتبارها أساسَ الحياة ، فتنمية الموارد المائية أصبحت مطلباً حيوياً لضمان الامن الغذائي ومدخل للتنمية المستدامة في كافة المجالات الصناعية والسياحية والزراعية، وذلك عن طريق العمل على تغيير الأنماط والسلوكيات والعادات الاستهلاكية للمياه اليومية.
يبلغ متوسط البصمة المائية (وهو ما يعادل كمية المياه المستهلكة بشكل مباشر أو غير مباشر) في منطقة الشرق الأوسط، 8600 لتر من المياه يومياً، مقارنة مع متوسط المعدل العالمي للاستهلاك، وهو 3794 لتراً في اليوم.
ان استخدام مفهوم البصمة المائية او المياه الافتراضية تساعد على تحقيق الامن المائي والغذائي في المناطق الجافة والصحراوية , وتطالب عدة هيئات دولية باستخدام ملصق يوضح قيمة البصمة المائية على كل سلعة تباع في الأسواق وذلك من اجل تشجيع المزارعين وأصحاب الشركات الصناعية على زيادة الاهتمام برفع كفاءة استخدام المياه في نشاطاتهم وذلك لتحسين صورة منتجاتهم عند المستهلكين ( تعزيز المنافسة ) ، وقد حددت الهيئة العالمية للقياسات ( الايزو ) الرقم 14046 معيارا قياسيا للبصمة المائية .
إنتاج كيلوجرام واحد من القطن المستخدم في صناعة بنطلون الجينز يحتاج عشرة آلاف لتر من المياه تشمل زراعة القطن والصباغة والغسيل والمواصلات والتسويق، كما أن فنجان من القهوة منذ زراعته حتي يصل لايدينا لنشربه يستهلك 140 لترا من المياه.
عموما، البصمة المائية هي مجموع الماء العذب الذي استخدم في إنتاج أي منتج، ويندرج تحت هذا المسمى كل مياه استخدمت في إنتاجه سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وتشمل المياه التي استخدمت منذ لحظة البدء بإنتاج وتحضير المواد الخام المكونة للمنتج حتى وصوله إلى المستهلك جاهزًا، ويتم احتساب نسبة التبخر وكميات المياه الملوثة الناتجة عن عمليات الإنتاج من ضمن البصمة المائية للمنتج أيضا، وهذا يجعل البصمة المائية تتغير للمنتج نفسه حسب المنطقة الجغرافية التي ينتج فيها.
وخلاصة القول ، استخدام مفهوم البصمة المائية يهدف الى تحسين ادارة الموارد المائية من خلال تحديد المحاصيل الزراعية التي يمكن انتاجها محليا والاصناف التي يجب استيرادها من خلال إضافة حساب الجدوى المائية عند حساب الجدوى الاقتصادية والاجتماعية لها , ويمكن لهذه الطريقة ان توفر كميات مياه هائلة وذلك بعدة طرق , فمثلا يتم الاستغناء عن زراعة بعض المحاصيل ذات كميات المياه الافتراضية المرتفعة ويتم استيرادها من دول أخرى بينما يتم زراعة محاصيل بمياه افتراضية اقل, أيضا يمكن استغلال هذه العملية في تغيير طرق الري والزراعة التقليدية واستعمال وسائل حديثة واكثر كفاءة , أيضا يمكن تقليل الاعتماد على المياه العذبة في زراعة الاعلاف واستعمال مياه بديلة وأيضا استخدام البصمة المائية في المصانع.
والله المستعـان،،،
http//:kenanaonline.com/drmahran2020
ساحة النقاش