<!--
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} </style> <![endif]-->
عالم البيئـة
الأخلاقيـات البيئيـة
بقلم:
د/علـى مهـران هشـام
أصبح التعامل مع البيئة فى العصر الراهن على أنها كائن حى يتنفس ويحس ويتفاعل بالسلب والإيجاب مع الكائنات المحيطة الأخرى ىسواء كانت حية أو غير حية. لقد تعدت البيئة الحدود الفردية والمحلية الضيقة وأصبح كل العالم على كوكب الأرض معنى بهذه البيئة التى لاتعرف جغرافيا أو ايدولوجيات عرقية أو سياسية أو دينية أو أختلاف أقتصاى أو أجتماعى أو غيرها بين الأمم ، فالاعاصير فى هايتى أو دول أمريكا الجنوبية تؤثر على ولاية فلوريدا بالولايات المتحدة وتؤرق دول أوربا والشرق الأوسط.
التطور العلمي لعلم البيئة غير المفهوم التقليدى عن العالم الطبيعي، الذى يجعل من الانسان "سيدا" على الطبيعة إلى تصور يرى عكس ذلك، فالبشرية في الحاضر تواجه احتمال وقوع كارثة بيئية يعود السبب فيها تحديدًا إلى أن الإنسان في ملاحقته العمياء وحبه لذاته النفعية والمندفعة نحو الثروة المادية أخل "بميزان الطبيعة"، وهدد الأنظمة البيئية التي لا يمكن للحياة البشرية أن تقوم إلا بها. وعليها
إن الأنظمة البيئية ليست "مغلقة"، ولا تكفي نفسها بنفسها بصورة مطلقة، فكل نظام بيئي يتفاعل مع غيره من الأنظمة الأخرى، والعالم الطبيعي يتكون من شبكة من الأنظمة البيئية أكبرها المنظومة البيئية العالمية التي شاعت تسميتها بـ"المجال البيئي"eco-sphere أو "المجال البيولوجي" bio-sphere. .
احتياطات المعادن وفق التقديرات العالمية لن تدوم أكثر مما يتراوح بين 40 و80 سنة. وخلال 50 عاما قد تزول الغابات الاستوائية المطيرة التي من شأنها أن تنقي مناخ الأرض وتنظمه إذا ما استمر معدل التصحر الحالي على معدلاته ، إضافة إلى ذلك فإن المصانع ومحطات الطاقة تلوث الأنهار والبحيرات والغابات التي تمد الإنسان بالغذاء والوقود والماء والموارد الحيوية الأخرى. وأخيرًا تمتلك التكنولوجيا الذرية القدرة على سحق الجنس البشري وتدمير الكوكب الأرضى بأكمله إذا أستمرت القلاقل والمشاحنات والحروب والكراهية بين الشعوب والشعوب والدول والدول والأمل فقط فى التسامح والتصالح وسطوع أنوار المحبة والأخوة وأحترام الآخر وحقوق الإنسان فى الحرية والحياة الكريمة والآمنة والمستقرة.
على كل حال، القضية الأخلاقية التي يتشبث بها علماء البيئة بشدة هى الالتزام الأدبي تجاه الأجيال القادمة، حيث أن طبيعة المسائل البيئية تحتم ألا تظهر نتائج السلوك المتبع تجاهها إلا بعد عشرات -بل مئات- السنين وتعارض مقولات، مثل: لِمَ الاهتمام بنضوب الوقود الحفري إذا كان أهل هذا الزمن لن يكونوا موجودين عندما ينفد؟ ولِمَ القلق بشأن تراكم المخلفات النووية إذا كانت الأجيال التي ستتعامل معها لم تولد بعد؟
من خنا، يسعى علماء البيئة إلى مد مفهوم مصلحة الإنسان ليشمل الجنس البشري كله -الآن ومستقبلاً- وبالتالي لا يفرق بين الأجيال الحالية والأجيال في المستقبل ولا بين الأحياء ومن لم يولدوا بعد، وهو ما يجعل جيل الزمن الحاضر مجرد "حماة " للثروة التي كونتها الأجيال السابقة ووجبت المحافظة عليها من أجل الأجيال المستقبلية. وهذا المفهوم يمثل الاخلاقيات البيئية المنشودة ، وتعبيرا عن امتداد حب الإنسانية والتعاطف معها عبر الأزمنة تمامًا، كما تتعدى هذه المحبة والتعاطف والألقة حدود القومية والعرق والنوع. واللون. واللغة.
وخلاصة القول، لابد أن يتكاتف الجميع أفرادا وجماعات وشعوبا ودول بتعزيز القيم الأخلاقية والفضائل البيئية التي تجسد هذه الرؤية البديلة بدعم الإنسانية وتشجيع الناس على العمل الجماعي وعدم التصادم، وتعزيز قيمة "التكنولوجيا ذات الطابع الإنساني"، وعدم تشجيع النزعة المادية والنفعية والاستهلاكية ، والعودة إلى الطبيعة. النقية والجميلة أيضا.
والله المستعـان،،،،،،
Http//:kenanaonline.com/drmahran2020
ساحة النقاش