<!--

<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin:0in; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

( عالـم البيئــة )

           الأستثمـار الأخضـر

بقلـم : 

        د/علـى مهـران هشـام

الاستثمار الأخضر ، الأستثمار البيئى ، الأقتصاد الأخضر ، التنمية الخضراء ، كلها مصطلحات ناعمة حديثة  ترمى إلى أحترام الإنسان للبيئة ومعطياتها وعدم تقديم المنفعة المادية التى ينتجها الاقتصاد الأسود أو البنى المتغول والمصاحب له التلوث والتدهور العام للحياة الصحية للإنسان والمكان  إضافة إإلى ،الاستنزاف للموارد الطبيعية المقدرة للأجيال القادمة .

إن الاستثمار الاقتصادي في المجال الإيكولوجي هو مساهمة كبيرة في احترام البيئة و السعي إلى عدم تثقيلها،  و يكون الاستثمار المالي إيكولوجياً إذا ارتبط ارتباطاً وثيقاً بمفهومي النزاهة الإيكولوجية والفعالية الإيكولوجية والنزاهة بمعناها الإيكولوجي تعنى الحالة التي يتم فيها ممارسة الأخلاق البيئية والتي تقود حتماً للارتقاء بالإنسان و البيئة المحيطة كما تعنى أيضا إلى أي درجة يكون المشروع الاستثماري الذي يتم تمويله رفيقاً بالبيئة وعناصرها المتعددة.

مع انتشار الوعي البيئي الاجتماعي والسياسي يزداد عدد الراغبين باستغلال أموالهم في مجالات حماية البيئة لأنه لم يعد يكفي المستثمر اليوم معرفة إذا ما كان شكل الاستثمار و الادخار الذي يقوم به نظيفاً بل يطمح إلى ما هو أبعد من ذلك ألا و هو معرفة الدرجة التي يساهم فيها استثماره في تحسين شروط البيئة وإنسانها وهذا ماتعنيه الفعالية الايكولوجية وعادة يتم قياس الفعالية الاستثمارية في المجال الإيكولوجي من خلال  معرفة حجم الفوائد التي يعود بها الاستثمار الإيكولوجي على حماية البيئة.

على كل حال، ظهر مفهوم الاقتصاد الأخضر علي الساحة الكونية خلال السنوات القليلة الماضية، ولقد وضح  ذلك جلياً في كلمات رؤساء الدول والحكومات ووزراء المالية  والأقتصاد بمجموعة العشرين، ونوقشت فكرة الاقتصاد الأخضر في سياق التنمية المستدامة وتقليل الفقر، لقد عرف برنامج الأمم المتحدة للبيئة الاقتصاد الأخضر   بأنه  "ذلك الذي ينشأ مع تحسن الوجود الإنساني والعدالة الاجتماعية، عن طريق تخفيض المخاطر البيئية "، أما تعريفه البسيط فإنه  "هو الاقتصاد الذي يوجد به نسبة صغيرة من الكربون ويتم فيه استخدام الموارد بكفاءة.

إن النمو في الدخل والتوظيف وتخفيض  البطالة المتوحشة وخاصة فى الدول النامية  يأتي عن طريق الاستثمارات العامة والخاصة التي تقلل انبعاثات الكربون والتلوث، تدعم كفاءة استخدام الموارد والطاقة، وتمنع خسارة التنوع البيولوجي، وهذا لايتحقق إلا من خلال استراجيات وخطط وبرامج بيئية ثابتة ومستقرة ويقوم بها متخصصين وتبنى عمليات مراجعة  وإصلاح فى السياسات والتشريعات المنظمة لذلك.

السؤال القائم الآن كيف يمكن الاستفادة من الاقتصاد والاستثمار الاخضر؟ نذكر بإيجاز المشروعات التالية:

=  تبنى مشروعات الزراعة الخضراء التي تركز علي المساحات الصغيرة والاسمدة الطبيعية والتي من الممكن أن تخفض الفقر، والاستثمار في الطبيعة التي يعتمد عليها الفقراء، كالمحميات والصيد والمزارع والتشجير والمشاتل  وغيرها.

زيادة الاستثمارت في الأصول الطبيعية التي يستخدمها الفقراء في حياتهم اليومية.

= الاعتماد علي الطاقة المتجددة ( الطاقة الشمسية ، طاقة الرياح ... ) لأنها تساعد في حل مشكلة فقر الطاقة.

= الترويج للسياحة وغيرها من الأنشطة الاقتصادية غير الملوثة للبيئة، لأنها تعتمد علي دعم الاقتصاد المحلي وحل مشكلة تدنى الدخل.

= مشروعات الاقتصاد الأخضر لدياه القدرة علي تحقيق التنمية المستدامة ومحاربة الفقر علي نطاق واسع، كما أن الاقتصاد الأخضر يمكنه تحقيق النمو والتوظف مثل الاقتصاد البني، ولكنه يحقق مالا يحققه الاقتصاد البني من اهتمام بالجوانب البيئية والاجتماعية والحياة الصحية والراحة المستدامة.

= دعم مشروعات النظافة والاستفادة من المخلفات والنفايات باعتبارها مواد خام جديدة يمكن الاستفادة منها مرة أخرى .

= تبنى مشروعات المبانى والعمارة  والمنشآت صديقة البيئة والمركبات والسيارات صديقة البيئة.

العالم اليوم ، يحتاج بحق  إلى تبنى  اقتصاد جديد،  فالتغير المناخي والتصحر والأزمة المالية والعولمة الخارجة وكثرة المشاحنات والنزاعات والحروب المحلية والاقليمية والعالمية والتى قد تخرج  عن نطاق السيطرة،  والتى يعتبر النظام الاقتصادي السائد السبب الجذري في حدوثها ناهيك عن السوق المعولمة  التى تشكل القوة المسيطرة على حياتنا، وهي التي تقوِّض القيمة الحقيقية لمجتمعاتنا الإنسانية ولكوكبنا.

الأستثمار الأخضر هو نموذج جديد من نماذج التنمية الأقتصادية السريعة النمو، والذي أساسه يقوم على المعرفة بالاقتصاديات البيئية والتي تهدف الى معالجة العلاقة المتبادلة ما بين الأقتصاديات الأنسانية والنظام البيئي الطبيعي، والأثر العكسي للنشاطات الأنسانية على التغير المناخي الكونى، وهو يناقض نموذج ما يعرف بالأقتصاد الأسود أو البنى والذي أساسه يقوم على الوقود الأحفورى مثل الفحم والبترول والغاز الطبيعي.

وخلاصة القول، فقد أظهرت التجارب العالمية أن مفهوم الإقتصاد والاستثمار الأخضرد ينطوي على إمكانيات للنمو المتواصل ، وخلق فرص عمل  جديدة  وصحية مما يحد من الفقر والبطالة والمرض كما يساعد على التوصل إلى أمن في الغذاء والماء والطاقة، وتحقيق تنمية مستقرة أكثر عدالة لتوزيع الدخل وضمان النمو والرخاء المستدام للإنسان والمكان.

 

والله  المستعـان ،،،،

            http://kenanaonline.com/drmahran2020

 

 

 

 

 

 

المصدر: د/على مهران هشام : مجلة العلم - باب عالم البيئة - عدد شهر مارس 2015- العدد رقم 460 القاهرة
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 559 مشاهدة
نشرت فى 13 مارس 2015 بواسطة drmahran2020

ساحة النقاش

د/على مهـران هشـام

drmahran2020
......بسم الله..... لمحة موجزة (C.V) 2021 البروفيسور الدكتور المهندس الشريف علي مهران هشام . Prof. Dr. Eng. Ali Mahran Hesham ## الدكتوراه من جامعة هوكايدو.. اليابان ** حاصل علي الدكتوراه الفخرية... ألمانيا. 2012 ** حاصل علي الدكتوراه الفخرية - جامعة خاتم المرسلين العالمية - ، بريطانيا، فبراير 2021 ** »

ابحث

عدد زيارات الموقع

659,850