<!--
<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin:0in; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
( عالـم البيئــة )
نطاق التربيـة البيئيـة
بقلـم :
د/علـى مهـران هشــام
من المعلوم ، أن أي نظام أو برنامج تعليمي تربوي يجد تبريره في بعض القيم الفلسفية، اعتماداً على تعريفات محددة للأخلاقيات والقيم والفضائل والمعايير على مدار قرون عدة، حيث أن تقبل وتشكيل المبادئ والنظريات الأخلاقية هو في الواقع عمليات متدرجة لعلم التطور الإنساني في ظروف البيئة المحيطة. إن القيم الأخلاقية من وجهة النظر البيولوجية هي التحكم في حرية الحركة والتصرف في مجال التصارع على البقاء، أما من الناحية الفلسفية، فإن القيم الأخلاقية تعرف بأنها الاختلافات والفوارق بين السلوك الاجتماعي والسلوك البدائي أو غير الاجتماعي. هناك القيم التي تتناول العلاقة بين الفرد والأرض، والحيوان والنبات الذي ينمو فوقها، فالأرض هي الملكية المستقرة الثابتة، ولكن مازالت العلاقة بالأرض تمثل علاقة اقتصادية بحتة، تتضمن مزايا ولكن لا تفرض التزامات ؟!. وهذه أحد أهم المخاطر والقضايا البيئية المتلاحقة والمعقدة أيضا.
إن النجاح الكبير الذي يتحقق عن طريق العلم جعلنا نفتقد النظرة المتوازنة للحياة ، لذا فإن التقدم يقود أو يؤدي إلى حل مقنع يقلل أو يزيد من مشكلات الإنسان والبيئة في المجتمع. على الطرف الآخر، الطبيعة لم تضع حدوداً نهائية للقدرات البشرية، ولن تستطيع أن تصل إليه من كمال مطلق. إن كمال الجنس البشري أو صقله لانهاية له، فتقدم عملية صقل وتطور العقل البشري تعتبر مستقلة عن أي قوة تحاول تكبيلها وشل حركتها، وهذه العملية تسير بلا حدود توقفها، إلا عند نهاية الكون الذي يحتوينا.
على كل حال، فعلى الرغم من اختلاف البيئات المحلية والإقليمية والعالمية فإن المفهومات الأساسية للتربية البيئية ونطاقها قابلة للتطبيق في كل مكان، وهي في الحقيقة الجوهر، والموضوعات الأولية التي يسعى المربون البيئيون أن يصلوا بها الى النطاق عالمي، وهي بالأهمية نفسها للمواطن العادي ولمتخذى القرار وصانع الخطط والمناهج على حد سواء، ويجب أن تكون عنايتنا بها أساسية كعناية المرء منا بحجرته وبصحته، وبمنزله وحديقته وفناء مدرسته، أو مزرعته. وهي مركبة معقدة كالعناية بالتدفئة الأرضية والتغيرات المناخية واشتعال الغابات الممطرة، والغيوم الحمضية ،ومخاطر الاشعاعات والحروب، وادارة النفايات، واستعمالات الأراضي والتخطيط الحضري والعمرانى لكونها جميعاً تتعلق بنوعية البيئة والحياة في الحاضر والمستقبل.
هناك عدة مستويات تحدد فلسفة النطاق والتربية البيئية نوجزها فى التالى:
# الكوكب الطبيعى يشمل جوه وغلافه المائي (المياه)، وغلافه الحجري (الصخري والترابي).
# النطاق البيولوجي أي جميع الأجناس الحية التي تطيع القوانين الطبيعية والإيكولوجية البيئية والكيمياوية والبيولوجية.
# النطاق التكنولوجي والاجتماعي، أي كل مايشيده ويصوغه الإنسان في عالم الأبنية والآليات والمركبات، والحكومات والاقتصاديات والفنون والأديان والثقافات التي تخضع لقوانين طبيعية وكيميائية وبيولوجية وبيئية وأي قوانين أخرى من تصميم الإنسان.
إن إسهامات التربية في التحسين الضروري لإدارة التراث المشترك الذي تشكله الأرض يعد أمراً أساسياً. فالتربية يمكنها بالفعل أن ترهف حس فئات السكان جميعها إزاء المشكلات الهامة المطروحة، كما يمكنها أن تدخل عدداً من المفاهيم الكفيلة بفهم هذه المشكلات، وإيضاح المصالح أو القيم التي تدخل في الاعتبار في كل موقف. ويمكنها كذلك أن تتيح اكتساب المعارف والمهارات والإدارة اللازمة لحل مجموعة من المشكلات المركبة المتصلة بالبيئة. من هنا، فيجب أن تتسم التربية البيئية بطابع الجمع بين فروع العلم المختلفة. كما ينبغي أن تستهدف تعزيز الإحساس بالقيم، وأن تسهم في رفاهية الجميع، وأن تُعنى ببقاء الجنس البشري. ينبغي أيضا أن تستمد التربية البيئية قوتها الأساسية من مبادرة الدارسين والتزامهم العمل، وأن تسترشد باهتمامات الحاضر وتطلعات والمستقبل. التربية البيئية يلزم أن تكون موجهة لحل المشكلات الحقيقية للبيئة البشرية، ويتم ذلك باتباع نهج جامع لفروع التعلم تتعذر بغيره دراسة العلاقات المتبادلة بين التربية والمجتمع أو فتح التربية على المجتمع عن طريق حث أفراده على العمل المقرون بالجودة وتهذيب وترشيد السلوك العام للبشر فى تعاملاتهم مع المعطيات والقضايا البيئية والمجتمعية من منظور فكر عالمى وادارة وتنفيذ يواكب الامكانيات المحلية . إن تطوير مناهج التربية البيئية يتطلب عدة خطوات منها:
* أن تكون المواد متعددة الوسائل (مطبوعة، سمعية، بصرية، وغيرها) وأن تشمل أدلة تعليمية ومواد تعليم ذاتي للطلاب، وملصقات وخرائط. * أن تؤكد المواد على مختلف عمليات وتقانات التعليم والتعلم. * ينبغي إبقاء الأسعار عند أقل مستوى ممكن.
*ينبغي أن تصمم المواد والمناهج على نحو يسمح للمعلمين والطلاب بتعديلها وتطويرها كل خمس سنوات على الأكثر وبما يتناسب مع التحديث والثورة المعرفية العالمية.
والله المستعـان ،،،،
http://kenanaonline.com/drmahran2020
ساحة النقاش