<!--

<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin:0in; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

( عالـم البيئــة )

 

الأحتبـاس الحـرارى

      بقلـم : 

             د/علـى  مهـران  هشــام

 

 

تعرف  ظاهرة الاحتباس الحراري  على انها الزيادة التدريجية في درجة حرارة ادنى  طبقات الغلاف الجوي المحيط بالارض؛ كنتيجة لزيادة انبعاثات غازات الصوبة  الخضراء منذ بداية  الثورة الصناعية وحتى الآن  ، وغازات الصوبة الخضراء والتي يتكون  معظمها من بخار الماء وثاني اكسيد الكربون والميثان واكسيد النيتروز  والاوزون هي غازات طبيعية تلعب دورًا مهمًا في تدفئة سطح الارض حتى يمكن  الحياة عليه بأمان ( تحافظ على درجة حرارة الأرض  بمتوسط 30 درجة مئوية )  فبدونها قد تصل درجة حرارة سطح الارض إلى 20 درجة مئوية تحت الصفر،  حيث تقوم تلك الغازات بامتصاص جزء من الاشعة تحت  الحمراء التي تنبعث من سطح الارض كأنعكاس للاشعة الساقطة على سطح الأرض من  الشمس، وتحتفظ بها في الغلاف الجوي للارض؛ لتحافظ على درجة حرارة الأرض في  معدلها الطبيعي.

 

 زيادة نسب الغازات الدفيئة هى ناتج  للزيادة في نسب التلوث البيئي والجوي  الناشئة عن ملوثات البيئة الطبيعية مثل البراكين وحرائق الغابات والملوثات العضوية  والملوثات الصناعية الناتجة عن نشاطات الانسان  كاستخدام الطاقة الأحفورية ( بترول وفحم وغاز  طبيعي ) وكذلك الغازات السامة المنبعثة من المصانع والورش والمركبات المتهالكة وقطع الاخشاب وازالة  الغابات وتصحير الأراضى ، والذى  يؤدي بدوره الى زيادة انبعاث غازات الدفيئة وبالتالى حدوث  ظاهرة الأنعكاس أو الأحتباس الحرارى INVERSION

 

يذكر الدكتور "مارك سيريز"، مدير المركز الوطني للثلج والجليد في أميركا أنه من المهم للغاية استيعاب الطريقة التي يؤثر فيها الاحتباس الحراري على الكتل الجليدية من جهة وتداعيات هذا الأمر على تعزيز معدلات الحرارة من جهة أخرى  وذلك لتوعية الحكومات بضرورة التقليل من الأنشطة البشرية التي  تفاقم من ظاهرة الاحتباس الحراري، لا سيما فيما يتعلق بانبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يحجز الحرارة في الفضاء ويمنع انعكاسها خارجه، وقد سعى علماء آخرون على مدى السنوات الماضية إلى قياس مدى انحسار الكتل الجليدية معتمدين على سلسلة من المؤشرات مثل زحف الغطاء النباتي على المناطق الشمالية في وقت كانت فيه النباتات مقتصرة على المناطق الجنوبية. وفي هذا السياق، يؤكد  "سيريز" أن التأثير المناخي لتراجع الكتل الجليدية في الشمال، بات ملحوظاً أكثر، وتدلل عليه المعطيات العلمية التي تثبت أن تناقص الكتل الجليدية يمنع أشعة الشمس من الانعكاس في الفضاء مما يزيد من ارتفاع درجة الأرض وسخونة الكون ، هذا الارتفاع الذي يقود بدوره إلى ذوبان مزيد من تلك الكتل الجليدية وتعريض الكثير من المدن الساحلية فى العالم لخطورة الغرق. ورغم استمرار الكتل الجليدية في القطب الشمالي، وتدني درجات الحرارة هناك التي تهبط ما دون الصفر بدرجات،  إلا أنها أصبحت أكثر دفئاً مقارنة مع القطب الجنوبي.

 

على كل حال، أظهرت أبحاث مولتها الهيئة القومية للعلوم فى أمريكا  أن التغير السريع في مناخ العالم قد يكون هو الذي أوقع الفوضى في  عمليات دوران مياه المحيطات في الماضي  وقد يؤدي الآن إلى تغيرات هائلة في البيئة في شتى أنحاء العالم مما يستعى التدخل العاجل لجميع الدول والهيئات والمنظمات البيئية والحقوقية وجمعيات المجتمع المدنى والقطاع الخاص المحلى والعالمى لأخذ التدابير الاحترازية وتطبيق المعايير العلمية والقانونية اللازمة لمنع التلوث أو تخفيضه حتى يمكن إعمار الكون وأستمرار الحياة بأمان وصحة وسلام.

    

وخلاصة القول، فإن  النتائج التي تم التوصل إليها فى الكثير من الدراسات البيئية والمناخية تشير  ، إلى أن دوران المياه في أعماق المحيطات في نصف الكرة الجنوبي أوقف فجأة عملية "القَلب"- وهي عملية شبيهة بعملية الحزام التي تتبادل فيها المياه المالحة الباردة الموجودة في أعماق المحيطات مكانها مع مياه دافئة على السطح،  ، ولكن يبدو أنه في الوقت الذي كانت فيه هذه العملية تمر في مرحلة التوقف تماماً في الجنوب، فإنها نشطت في نصف الكرة الشمالي. ومن المعتقد أن هذا التحول دفع بمياه حارة أكثر من المعتاد إلى أعماق البحار، فانبعثت نتيجة لذلك على الأرجح الكميات المخزونة من غاز المستنقعات (الميثان) التي أدت إلى مزيد من الارتفاع في درجة حرارة الكرة الأرضية وفناء كميات هائلة من الكائنات البحرية التي تعيش في أعماق المحيطات تدريجا والذى يعد من السلبيات البيئية لهذه الظاهرة الكونية .

 

إن البيئة ومحيطها والمناخ الجوى النظيف والجميل تناشد البشر أن يرشدوا سلوكهم ويسترجعوا ضمائرهم ويوقفوا إفسادهم المتصاعد للطبيعة البكر، ويقع على متخذى القراروالقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدنى ووسائل الإعلام القطرية والدولية الدور الرئيسى فى  حماية الموارد البيئية من التدهور وأن تسلك  مشروعات التنمية طريقا رشيدا من خلال التوازن بين المعطيات والاحتياجات الطبيعية وعمليات الأستثمار النفعى من أجل تحقيق الأمان المعيشى والسلامة المجتمعية  للأجيال الحالية والمستقبلية.

 

والله  المستعـان ،،،، 

http://kenanaonline.com/drmahran2020

 

* المصدر: د/على مهران هشام ، مجلة العلم : باب عالم البيئـة ، العدد 443 سبتمبر – أكاديمية البحث العلمى ودار التحرير للطبع والنشر ، القاهـرة ، مصـــر 2013 م

 

 

المصدر: * المصدر: د/على مهران هشام ، مجلة العلم : باب عالم البيئـة ، العدد 443 سبتمبر – أكاديمية البحث العلمى ودار التحرير للطبع والنشر ، القاهـرة ، مصـــر 2013 م.
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 92 مشاهدة
نشرت فى 1 سبتمبر 2013 بواسطة drmahran2020

ساحة النقاش

د/على مهـران هشـام

drmahran2020
......بسم الله..... لمحة موجزة (C.V) 2021 البروفيسور الدكتور المهندس الشريف علي مهران هشام . Prof. Dr. Eng. Ali Mahran Hesham ## الدكتوراه من جامعة هوكايدو.. اليابان ** حاصل علي الدكتوراه الفخرية... ألمانيا. 2012 ** حاصل علي الدكتوراه الفخرية - جامعة خاتم المرسلين العالمية - ، بريطانيا، فبراير 2021 ** »

ابحث

عدد زيارات الموقع

617,106