( دعـوة إلى التسـامح )

بقلم:                  

د/علـى مهـران هشـام

 

التسامح لا يعني عدم المبالاة أو القبول بالآخرين على مضض. لكنه أسلوب حياة يقوم على التفاهم المتبادل واحترام الآخرين، وعلى الإيمان بأن التنوع العالمي أمرٌ يتعين الأخذ به وليس الخوف منه."

كان هناك صديقان ‏يمشيان في الصحـراء ، خلال الرحلة تجادل الصديقان  فضرب ‏أحدهما الآخر على وجهه ؛؛‏الرجل الذي أنضرب ‏على وجهه تألم و لكن دون أن ينطق بكلمة ولكنه قام وكتب على ‏الرمال: "اليوم أعز أصدقائي ضربني على وجهي " استمر الصديقان في ‏مشيهما إلى إلى أن وجدوا واحة فقرروا أن يستحموا , فإذا بالرجل الذي انضرب ‏على وجهه تعلق قدمه في الرمال المتحركة و بدأ في الغرق، و ‏لكن صديقة أمسكه وأنقذه من الغرق , و بعد ان نجا الصديق من الموت قام و كتب ‏ على قطعة من الصخر :
" اليوم أعز ‏أصدقائي أنقذ حياتي"   الصديق الذي ضرب صديقه و أنقده من الموت سأله : لماذا في المرة الأولى عندما ضربتك كتبت على الرمال و الآن عندما أنقذتك كتبت على ‏الصخرة ؟فأجاب صديقه : ‏عندما يؤذينا أحد علينا ان نكتب ما فعله على الرمال حيث رياح ‏التسامح يمكن لها أن تمحيها ،؛و لكن عندما يصنع أحد معنا معروفاً ‏فعلينا ان نكتب ما فعل معنا على الصخر حيث لا يوجد أي نوع ‏من الرياح يمكن أن يمحيها , فلنتعلم أن نكتب آلامنا على الرمال ‏وأن ننحت المعروف على ‏الصخر.   إن التسامح صفة أساسية وطبيعية في وجدان الفئات
الشعبية المبرئة من الضغائن الشخصية والسياسية ضيقة الأفق والتي تؤمن بفطرتها وأن الناس أخوة مهما اختلفت ألوانهم ولغاتهم وانتمائهم، -  فلا مكان للعنصرية، ولا مكان للتخوين والتكفير والإقصاء والإلغاء في وسط البسطاء والنفوس البريئة من الناس.   إن موضوع التسامح اليوم هو موضوع الساعة على مستوى الوطن والعالم، بعد إن استشرى الخصام، وبدت البشرية على أبواب الكراهية  والحروب الطاحنة بصورة  غير مسبوقة تقودها النزعات الشريرة  غير المبررة والعنف المجنون.
 الإنسان جاء إلى هذه الحياة الفانية الزائلة  كي ينفق عمره المحدود في سلام ومحبة وطمأنينة وآمان وتعاون مع غيره لجعل الحياة أكثر جاذبية  وبهجة وأمناً... ولا يعني ذلك ان تكون خالية من الاختلاف وتعدد وجهات النظر، لان الاختلاف سنة من سنن الكون  وتعمير الأرض واستجابة لأوامر الله  فى خلقه، والاختلاف وسيلة من وسائل التطور والنمو والتغير – بعيدا عن كونه   أداة من أدوات التناحر والاقتتال".
 على كل حال, فإن  إيقاظ الضمير الإنساني النائم في صدر كل إنسان مهما كان دينه أو لسانه  أو مكانه أو مذهبه.  اننا اليوم بحاجة إلى كلمة التسامح في أوساط المجتمعات كون حياة الإنسان قصيرة على هذه الأرض ولا يجوز ان تتبدد هذه الحياة بما لا يعود على صاحبها وعلى المعايشين له بما يقود إلى الفرقة  والخوف والقلق والإرهاب.
إن المجتمعات العنصرية متخلفة، حتى وإن كانت على درجة عالية من التقدم التقني والاجتماعي. حيث  أن التقدم الحقيقي هو العدل والحرية والشعور  بالمواطنة المتساوية".
أننا اليوم بحاجة إلى التسامح على المستوى الوطني، والعربي، والعالمي.    
وضرورة مضاعفة الجهود بين كافة شرائح المجتمع من اجل إشاعة ثقافة التسامح ونبذ العنف والعنصرية والطائفية والكراهية بين أبناء المجتمع الواحد ونشر ثقافة الوسطية والاعتدال وعدم الغلو فى الطرح واحترام الاخر وتعظيم مفردات الحكمة والمودة  والمحبة والتعاون  والقيم النبيالة والأخلاق الانسانية  الرفيعة.   إننا فى حاجة إلى  من  يزرع البسمة والتسامح في هذا العالم المضطرب المليء بوسائل وأدوات التناحر والاقتتال من اجل المصالح المادية والنفعية وهذا دور وسائل الاعلام ( المسموعة والمقروءة والمرئية ) ومؤسسات المجتمع المدنى والمساجد والكنائس ومراكز الشباب والنوادى والمدارس والجامعات والبيت والأسرة  والفرد نفسه عليه الدور الكبير فى ترشيد وتهذيب سلوكه تجاه البيئة والانسان والارض والمكان فى كل وقت وفى أى زمان.

والله المستعـان,,,

 

المصدر: * من مذكرات ومقالات الدكتور على مهـران - شبكة الانترنت
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 151 مشاهدة
نشرت فى 22 مارس 2013 بواسطة drmahran2020

ساحة النقاش

د/على مهـران هشـام

drmahran2020
......بسم الله..... لمحة موجزة (C.V) 2021 البروفيسور الدكتور المهندس الشريف علي مهران هشام . Prof. Dr. Eng. Ali Mahran Hesham ## الدكتوراه من جامعة هوكايدو.. اليابان ** حاصل علي الدكتوراه الفخرية... ألمانيا. 2012 ** حاصل علي الدكتوراه الفخرية - جامعة خاتم المرسلين العالمية - ، بريطانيا، فبراير 2021 ** »

ابحث

عدد زيارات الموقع

659,843