<!--

<!--<!--<!--

( عالـم البيئــة )

 

وثيقـة الدوحـة للمنـاخ

      بقلم : 

             د/علـى  مهـران  هشــام

------------------------------------

على مدار 13 يوما من 26 نوفمبر إلى 8 ديسمبر 2012 م  استضافت دولة قطر مؤتمر الأمم المتحدة للتغيرات المناخية  المؤتمر ال 18 للتغير المناخي Doha2012  شاركت  فيه نحو 194 دولة وكان يهدف الى تقييم التقدم الذي تحقق في مجال تطبيق السياسات المتعلقة بالتغير المناخي فى العالم , فضلا عن توفير  تجمع للدول الأطراف من أجل تمكينها من تبني قرارات مهمة  وخاصة فيما يتعلق باتفاقية (كيـوتـو) التي انتهت  صلاحيتها في

 عام 2012 م.          

فى بداية الحوار أشتملت بنود الوثائق التي تأتي تحت عنوان «بوابة مناخ الدوحة إلى  المستقبل»  نصا لتعديل التزام فترة ثانية لبروتوكول كيوتو ونصا  يتعلق بتمويل متوسط الأجل لمكافحة التغير المناخي حتى 2020 واعتماد 100  مليار دولار في العام الواحد وخارطة طريق لعام 2020 وما بعده, ولكن دبت الخلافات بين الدول الفقيرة والنامية والتى تدفع من صحة شعوبهم وتدهور مواردهم الطبيعية والبيئية وتدنى أعمال التنمية فى أوطانهم , كل ذلك بسبب جشع وطمع الدول الصناعية والغنية والتى تفضل المنفعة المادية والمكاسب الذاتية الضيقة  على حساب المحافظة على البيئة كما ان هذه الدول المتقدمة هى السبب الأول فى سخونة الكون والأنبعاثات الكربونية وتراكم النفايات وتلويث كوكب الأرض.

 عموما, تحدث خلال الجلسة الختامية  عدد من وفود الدول المشاركة , حيث أكد الممثل الامريكي أن المؤتمر أنجز الكثير من الأعمال باعتباره مؤتمرا انتقاليا للانتهاء من بروتوكول (كيوتو) على مساري (بالي) و(ديربان) مما يسمح بتحقيق الأهداف. وأوضح الممثل الامريكي أن فريق العمل التعاوني طويل الأجل حقق الكثير خلال الفترة الماضية كما تم الاتفاق على وضع خطوط جيدة لعمل الصندوق الأخضر وإنشاء لجنة للتمويل والتكنولوجيا وشبكة للتكيف وغير ذلك من الانجازات. ثم  خاطبت ممثلة الاتحاد الأوروبي المؤتمر بكلمة   اعتبرت فيها أن  ما تم الاتفاق عليه في الدوحة "خطوة متواضعة لكنها أساسية على مسار الانجاز الذي لا يكتسب مغزاه إلا عبر التزام وإرادة  سياسية".

من جانبها أعربت مجموعة ال 77 والصين في كلمة لها عن امتنانها لكل الجهود التي بذلتها دولة قطر من أجل التوصل إلي نتائج منصفة وعادلة لمؤتمر الأمم المتحدة الثامن عشر للتغير المناخي  COP18 مؤكدة أنه بإمكان اتفاق الدوحة أن يتحول إلى منعطف حاسم في إطار تنفيذ الاتفاقات لما بعد 2020.

وبدورها قالت ممثلة الجزائر التي ترأس بلادها الدورة الحالية لمجموعة الي 77 والصين أن البلدان النامية أتت إلى الدوحة وتحدوها رغبة كبيرة في تعزيز ما تم التوافق بشأنه عام  2010  في ديربان. وأضافت أن مجموعة ال 77 والصين أبدت خلال مفاوضات التغير المناخي بالدوحة قدرا كبيرا من تحمل المسؤولية والمرونة و معربة عن  تقديرها لكل من دافع عن مواقف هذه المجموعة التي تستند إلى مبادئ عادلة ومنصفة.

وقد أعربت  الكثير من البلدان النامية عن مطالبها وحددت أولوياتها لهذه المرحلة في الدوحة ولكن الأمر يتعلق الآن بتفعيل منظومة قوية لفترة الالتزام الثانية لبروتوكول كيوتو وإتاحة وتمكين البلدان النامية بما فيه الكفاية من التمويل الأمر الذي يخولهم للقيام بأعمال من شأنها التخفيف من تداعيات التغير المناخي ومشاركتهم بشكل فاعل في تنفيذ منهاج  ديربان وضرورة  ألتزام الدول الغنية والصناعية بواجباتها وتنفيذ تعهداتها التى ألتزمت بها فى  المؤتمرات السابقة .

أما  ممثل مصر والمجموعة العربية  فقد  أعلن موافقة المجموعة على القرارات التي اتخذها مؤتمر التغير المناخي والتي تعكس الموقف الحالي للإرادة السياسية والتوافق الدولي. كما أوضح أن المجموعة العربية كغيرها من الأطراف كانت تأمل في تحقيق نتائج أكثر طموحا في عدد من الموضوعات محل البحث إلا أن إحساس المجموعة بالمسؤولية في هذه اللحظة التاريخية دفعها لإعلان موافقتها  تمشيها مع هذه القرارات باعتبارها محطة على طريق طويل . إن  الجميع سوف يبني على هذه المقررات وصولا الى التنفيذ الكامل والمتواصل للوثيقة  . ان المجموعة العربية أظهرت خلال المؤتمر الكثير من المرونة والتعامل الايجابي والمنفتح مع كافة الأطروحات المقدمة بالرغم مما شاب بعض مواقف المشاركين  خلال العملية التفاوضية من تشدد .   وستستمر المجموعة العربية  في المرحلة المقبلة بالمشاركة البناءة في المفاوضات الدولية متعاونة مع كافة الأطراف الأخرى لبناء مستقبل أكثر أمنا  وأمانا للجميع.
لقد مثل مؤتمر الدوحة بوابة بين فترتين تاريخيتين فمن خلاله تم الانتهاء بنجاح من تحقيق نتائج طموحة وذات معنى فيما يتعلق بفترة التزام ثانية لبروتوكول كيـوتـو وذات طبيعة قانونية وأرقام طموحة لتخفيض الانبعاثات ووجود قواعد تحافظ علي السلامة البيئية  من أجل  التوصل إلى نتائج طموحة للجهود المبذولة منذ عام 2007 م  وذلك في إطار مجموعة العمل للتعاون طويل الأجل في مجالات التخفيف والتكيف والتمويل ونقل التكنولوجيا وبناء القدرات وتدابير الاستجابة.

وخلاصة القول , ورغم الحديث حول فشل مؤتمر الدوحة أو نجاحه , فقد اتفق الجميع على العمل بالمرحلة الثانية من بروتوكول كيـوتـو والتى تلزم   الاتحاد الأوروبي واستراليا وعشر دول صناعية أخرى بالحد من أنبعاثات غازات الدفيئة بحلول العام 2020 . كما نرى أن  المؤتمر خطوة إضافية هامة وتنبيه وإنذار مبكر من وإلى كل دول العالم , بأن المحافظة على البيئة ومواردها وعدالة وتوازن التنمية , يجب أن يسود الآن وفى المستقبل لتحقيق الأمان والسلامة والسلام  والحياة  الكريمة المطمئنة والنظيفة على كوكب الأرض.

 

والله  المستعـان,,,,

 

http://kenanaonline.com/drmahran2020

 

 

 

المصدر: * د/على مهران هشام : مجلة العلم - باب عالم البيئة - العدد رقم 435 شهر يناير 2013 م - دار التحرير للطبع والنشر - القاهرة - مصر
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 103 مشاهدة
نشرت فى 5 يناير 2013 بواسطة drmahran2020

ساحة النقاش

د/على مهـران هشـام

drmahran2020
......بسم الله..... لمحة موجزة (C.V) 2021 البروفيسور الدكتور المهندس الشريف علي مهران هشام . Prof. Dr. Eng. Ali Mahran Hesham ## الدكتوراه من جامعة هوكايدو.. اليابان ** حاصل علي الدكتوراه الفخرية... ألمانيا. 2012 ** حاصل علي الدكتوراه الفخرية - جامعة خاتم المرسلين العالمية - ، بريطانيا، فبراير 2021 ** »

ابحث

عدد زيارات الموقع

660,280