authentication required

<!--

<!--<!--[if !mso]> <object classid="clsid:38481807-CA0E-42D2-BF39-B33AF135CC4D" id=ieooui> </object> <style> st1\:*{behavior:url(#ieooui) } </style> <![endif]--><!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

( عالـم البيئــة )

 

إعصـار سانـدى... وإدارة الأزمـات

      بقلم : 

             د/علـى  مهـران  هشــام

------------------------------------

تعرضت  الولايات المتحدة فى نهاية شهر  أكتوبر 2012 م  لأسوأ كارثة طبيعية, عندما هاجمها إعصار ساندى  بأمواجه التى وصلت أرتفاعاتها أكثر من خمسة أمتار وسرعات تجاوزت 150 كم فى الساعة مع تساقط متواصل للأمطار مما أدى إلى تعطل الحياة  وخلو المدن الكبرى من سكانها  مثل مدينة نيويورك  التى أظلمت وأضحت مدينة تسبح تحت الماء .

الأمر المهم هنا, ليس دراسة الإعاصير وتحليل الظروف المناخية لها أو

التعرض لتاريخ الأعاصير ودرجات خطورتها وتوقع حدوثها , ولكن الأهم هو كيفية مواجهة الكوارث وإدارة الأزمات وتقليل المخاطر والخسائر إلى أدنى  حد ممكن وتوظيف التكنولوجيا والعلوم الحديثة لخدمة البشر والتنمية.

 عموما, تعرف الكارثة  Disaster بأنها اضطراب في أداء المجتمع أو التجمعات  نتيجة لظروف ما سواء كانت طبيعية أو من صنع الإنسان , وتتضمن خسائر كبيرة وآثار سلبية على الأرواح والنواحي المادية والاقتصادية والبيئية . تتفاوت قدرة المجتمع أو التجمع العمراني المتأثر بالكارثة على مواجهتها  طبقا  لإمكانياته العلمية والتكنولوجية والموارد الأقتصادية والسلوك العام للسكان وثقافتهم البيئية والحضرية. أما مخاطر الكوارث  Disaster Risk فهى الخسائر المحتملة في الأرواح والوضع الصحي  وسبل المعيشة والممتلكات والخدمات التي يمكن أن تصيب مجتمع أو تجمع ما بسببها ، في فترة زمنية محددة.

 على الطرف الآخر, فإن الأزمة Crisis هى تهديد أو خطر متوقع أو غير متوقع لأهداف وقيم ومعتقدات وممتلكات الأفراد والمنظمات والدول, كما تعرف الأزمة كذلك على أنها توقف الأحداث في المنطقة التى تحدث فيها مع اضطراب العادات والسلوكيات العامة مما يستلزم أتخاذ القرارات العاجلة من المسئولين لإعادة التوازن للمجتمع. وتتسم الأزمة بالتالي:

* الإدراك بأنها نقطة تحول. * تتطلب قرارات سريعة.

* تهدد أهداف وقيم الأطراف المشاركة بها.

* فقدان السيطرة أو ضعف السيطرة على الأحداث.

 *تتميز بضغط عامل الوقت والشعور بالضبابية وعدم وضوح  الحلول الناجعة , إضافة إلى الاضطراب الذى يولد القلق وعدم الأمان والخوف من المستقبل.

السؤال القائم الآن , كيف تعاملت أمريكا , أكبر دولة فى العالم مع كارثة طبيعية مثل إعصار ساندى؟

بداية , أرسل الرئيس أوباما ( أتوقع أن تكون معالجته لإعصار ساندى أحد الأسباب لإعادة أنتخابه رئيسا للولاية الثانية ) للشعب الأمريكى رسالة واضحة كقائد أعلى للبلاد , مفادها أن سلامة الأمريكيين وأرواحهم أهم من أى شىء وأنه سيظل يعمل بكل جد لمواجهة الأزمة بالتعاون مع حكام الولايات.   بدأت إدارة الأزمة  بشكل علمى ومدروس مبكرا , عقب التنبؤ باقتراب ساندى من الأراضى الأمريكية،  مئات الآلاف من السكان الذين يقطنون فى المدن التى تقع فى مسار الإعصار المتوقع تم إجلاؤهم وتوفير أماكن مؤقتة بديلة  لإعاشتهم حتى يمر الخطر. أظهر الرئيس ونائبه جو بايدن,  للشعب الأمريكى أن أهم شىء هو سلامة الناس وصحتهم , وهذا واجبهم الأصيل الذى أقسموا عليه لتحمل المسئولية.

ثم أعلنت الولايات حالة الطوارئ وتم إيقاف العمل بالمدارس والمؤسسات الحكومية وأخذ كل الإجراءات وتم إعلان حالة « الكارثة الكبرى »  فى ولاية نيويورك بعد أن أحدث إعصار ساندى أضرارا بالغة فى البنية الأساسية والمرافق فيها.  الدرس الآخر المهم,  هو عدم العشوائية أو تضارب القرارات ومصارحة المسئولين المواطنين بالأضرار والخسائر التى يتوقع حدوثها وبدأت حملة جمع تبرعات عاجلة لتعويض المضارين، مع إعلان الحكومة الفيدرالية دعمها المادى الكامل لكل المضارين من الخسائر التى سببها الإعصار. ثم انعقدت اجتماعات طارئة لتنفيذ خطة الطوارئ والتعامل مع الأزمة ــ وليس التخطيط لها ــ فإدارة الكوارث والأزمات هى علم منهجى يتم تطبيقه ولا يعتمد على توجيهات الرئيس أو المسئولين، خطة إدارة الأزمة موجودة وتم التدريب عليها لكل أجهزة الدولة بقطاعاتها المختلفة سواء العسكرية أو المدنية،  ولدى كل إدارة  دليل عمل محدد ومعروف ستقوم بتنفيذه أثناء الأزمة بدءا من رجال الإطفاء والإسعاف إلى المسئولين عن شبكات الكهرباء والماء وحتى المفاعلات النووية, كل إدارة تطبق الخطة المسبقة ولا تنتظر توجيهات أو أوامر من أحد .

تم تطبيق نظام الإنذار المبكر Early Warning System وهى مجموعة من القدرات اللازمة لإعداد ونشر معلومات تحذيرية مفهومة وواضحة وفي الوقت المناسب، لتمكين الأشخاص والمجتمعات والمنظمات المهددة بالأخطار لتستعد وتتصرف بشكل مناسب وبالوقت الكافي للحد من الأضرار والخسائر.    

شارك المجتمع المدنى بفعالية عبر شبكاته الكبرى فى أنحاء أمريكا بتوعية المواطنين بخطورة الحدث والإجراءات السليمة التى يجب عليهم أتباعها للخروج بأقل الخسائر.  ساهمت وسائل الإعلام المركزية والمحلية أيضا بفاعلية وطنية فى إدارة الأزمة ولعبت دورا رائعا فى تقليل الخسائر عبر توعية المواطنين ونقل بث حى وبشفافية  لكل مرحلة من مراحل الإعصار وتعريف المواطنين بالحقائق كاملة،  مع طمأنتهم بدون إخلال او إخفاء لحجم الأزمة الحقيقى ومراعاة عدم التضخيم أوالمبالغة،  وكذلك تغطية كاملة ودقيقة  للحدث وتأثيراته المختلفة اقتصاديا وبيئيا واجتماعيا حتى جعلت كل مواطن أمريكى مسئولا وشريكا عن تحمل دوره فى مواجهة الأزمة.

وخلاصة القول, تم إدارة الأزمة بروح الفريق, كخلية نحل تتناغم فيها الدولة مع المجتمع المدنى والإعلام مع المواطنين لمواجهة التحدى الذى تواجهه بلادهم،  لم يخرج سياسى أو معارض واحد ليزايد على الحكومة أثناء الأزمة أو يحاول اقتناص الفرصة  للهجوم عليها،  الكل جسد واحد, يغلب المصلحة العامة والهم الوطنى على المصلحة الشخصية الضيقة والزائلة أو صراعات السياسة وتصفية الحسابات.

 

والله  المستعـان,,,,

 

http://kenanaonline.com/drmahran2020

 

 

المصدر: * د/على مهران هشام : مجلة العلم - باب عالم البيئة - العدد رقم 434 ديسمبر شهر 2012 م - دار التحرير للطبع والنشر - القاهرة - مصر
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 326 مشاهدة
نشرت فى 1 ديسمبر 2012 بواسطة drmahran2020

ساحة النقاش

د/على مهـران هشـام

drmahran2020
......بسم الله..... لمحة موجزة (C.V) 2021 البروفيسور الدكتور المهندس الشريف علي مهران هشام . Prof. Dr. Eng. Ali Mahran Hesham ## الدكتوراه من جامعة هوكايدو.. اليابان ** حاصل علي الدكتوراه الفخرية... ألمانيا. 2012 ** حاصل علي الدكتوراه الفخرية - جامعة خاتم المرسلين العالمية - ، بريطانيا، فبراير 2021 ** »

ابحث

عدد زيارات الموقع

622,015