<!--<!--<!--[if !mso]> <object classid="clsid:38481807-CA0E-42D2-BF39-B33AF135CC4D" id=ieooui> </object> <style> st1\:*{behavior:url(#ieooui) } </style> <![endif]--><!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
( عـالـم البيئـة )
النفـايـات والسحـابة السـوداء
بقلـم:
د/علـى مهـران هشـام
--------------------------------------
كلما أقترب شهر سبتمبر وأكتوبر من كل عام يظهر على سطح البيئة المصرية ظاهرة السحابة السوداء والتى تحجب جمال النجوم وضوء القمر فى السماء إضافة إلى أنها تؤذى الصحة العامة وتزيد من التوتر والقلق النفسى والمادى لدى الناس والمسئولين على السواء , ثم يبدأ الحوار والنقاشات التقليدية المتكررة , من يقف وراء هذه المأساة البيئية . هل حرق أوراق الأرز بعد حصاده أم حرق القمامة والنفايات فى الفراغات المكشوفة أم هى سلوكيات بشرية خاطئة فى المعالجة للمخلفات الزراعية والصلبة أم هو عدم توظيف أمثل للقمامة والنفايات من قبل الحكومة والقطاع الخاص مثل تحويلها من مصادر للتلوث والمرض والقلق إلى موارد جديدة لمنتجات وأستثمارات ودخول إضافية للميزانية العامة للدولة أم هى تراكم لذنوب العباد وفسادهم فى الأرض , والنجدة فى طلب العفو من الله الرحمن الرحيم بعد تطهير قلوبنا وأبداننا وقوت أبنائنا .
إن توفير بيئة نظيفة خالية من التلوث، هي أفضل ما يمكن أن نقدمه للأجيال القادمة، وخاصة في ظل تزايد كمية المخلفات الزراعية التي تصل إلى 30 مليون طن والتى جرت العادة على التخلص منها بالحرق أو الإهمال مما يسبب التلوث للبيئة وسمائها ,إلا أن التغلب على هذه المشكلة صار ممكنًا في التقنيات الحديثة التي أتاحت إمكانية تدوير هذه المخلفات وإنتاج منتجات جديدة , يمكن إنتاج طن سماد عضوي من حوالي 2.5 متر مكعب مخلفات زراعية ويتميز السماد الناتج بقدرته على الحفاظ على خصوبة التربة وتحسين صفاتها الطبيعية والكيميائية كذلك يتيح إنتاج غذاء آمن صحيًا وخاليا من الكيماويات الضارة ومقبول في الأسواق العالمية.
النفايات أو القمامة او "الزبالة" هى كل ما يجمع من المخلفات والفضلات من البيوت والمصانع والمجازر وغيرها. وتقوم العديد من الدول المتقدمة بتجميع هذه الفضلات والاستفادة منها بتحويلها الى موارد جديدة تستخدم فى توليد الكهرباء والمنتجات الورقية والزجاجية والمعادن وكذلك الأسمدة العضوية أو ما يطلق عليه COMPOST .القمامة عادة عبارة عن مواد مهملة تتكون من أحجار وبعض الأتربة والرمال وكذلك قطع من الأخشاب والمعادن وقد تكون مختلطة ببعض المواد الأخرى مثل البلاستيك والمطاط والزجاج وبعض البقايا النباتية و الحيوانية الأخرى .
كميات القمامة الناتجة من المدن فى مصــر كبيرة، وتقدر فى مدينة القاهرة الكبرى بأكثر من 15مليون طن سنوياً ويقدر متوسط ما ينتجه الفرد من القمامة يومياً من 600 إلى 700 جم وقد يصل إلى كيلو جرام للفرد الواحد ويرجع التباين فى ذلك إلى المستوى الأقتصادى والمعيشى للأفراد وعاداتهم الاجتماعية وثقافاتهم المتنوعة.
أحد الوسائل الناجعة للمحافظة على البيئة وسمائها النقية الصافية هى تحويل النفايات والمخلفات الزراعية الى سماد عضوى عن طريق: التخمر الهوائى والتخمر شبه الهوائى والتخمر اللا هوائى . تحتاج هذه الطرق إلى إنشاء مصانع خارج كردون المدن بمسافة لا تقل عن 2 كيلو متر وعمل حزام أخضر من الأشجار حولها حفاظاً على سلامة بيئة المدينة من التلوث . فى حالة التخمر الهوائي يحدث التخمر أو التحلل الميكروبي للمواد القابلة للتخمر في وجود الهواء وينتج عن ذلك ارتفاع فى درجة الحرارة يصل الى أكثر من 65 درجة مئوية. وتكون درجة الحرارة العالية كافية للقضاء على الميكروبات والطفيليات وجميع الحشرات الضارة وكذلك بذور الحشائش وغيرها. عموماً , فإن التحلل أو التخمر الهوائي لا ينتج عنه أى روائح كريهة حيث سرعة ومعدل التخمر عالية ويتم نضج السماد الناتج في فترات قصيرة تعتمد على طبيعته والتركيب الكيميائي للمواد القابلة للتخمر.
أما فى حالة التحلل أو التخمر اللاهوائي فإن تخمر البقايا العضوية نباتية كانت أو حيوانية يتم في غياب الأكسجين وبذلك تكون أكسدة هذه المواد غير تامة مما يؤدي إلى تكوين وتراكم الأحماض العضوية والكحوليات والفينولات ويلاحظ انطلاق غاز الميثان وغاز الأيدروجين وكذلك غاز كبريتور الأيدروجين المسئول عن الرائحة الكريهة أثناء عملية التصنيع ولكن مدة تصنيع السماد بهذه الطريقة تحتاج إلى وقت أطول من الطريقة السابقة ويرجع ذلك إلى أن الطاقة الحرارية المنطلقة في الظروف الهوائية لعمليات التحلل والتخمر تكون أعلى بكثير من مستويات الطاقة الحرارية الناتجة في ظروف التخمر اللاهوائى.
لقد أدى الإفراط في استخدام الأسمدة الكيماوية إلى حدوث كثير من الأضرار البيئية منها تلوث التربة والمياه والمنتج النهائي (محصول غير صحى) الأمر الذي أدى إلى تزايد الطلب على الزراعة العضوية فقامت بعض المنظمات الدولية مثل الاتحاد الدولي لمنظمات الزراعة العضوية بوضع شروط ومعايير أساسية تتضمن مقاييس عالمية للتحول من الزراعة التقليدية إلى الزراعة العضوية . تشير الدراسات الحديثة إلى إمكانية تحويل القمامة الناتجة عن المخلفات المنزلية اليومية إلى سماد عضوي جيد لتحسين الإنتاج الزراعي والمحافظة على بيئة نظيفة والحد كذلك من التلوث البيئي في الريف والحضر والقضاء على السحابات السوداء والرمادية التى تفسد سماء مصر ومدنها الكبرى كل عام.
عموما , يمكن من خلال جمع وفرز القمامة في أماكن محددة على أساس المواد الصلبة والعضوية مثل عمل حفر بجوار المنازل الريفية أو فى المزارع ذاتها بطول مترين وعرض متر وعمق متر ثم تجميع المواد العضوية القابلة للتخمر مثل الخضار وبقايا العظام وأوراق الشجر والأوراق القرطاسية ووضعها في الحفرة وتبليلها بالماء ودكها جيدا وتغطية الحفرة بالتراب تم ترك المخلفات لمدة شهرين إلى ثلاثة أشهر لنجاح عملية التخمر للحصول على سماد عضوي متخمر جيدا لتحسين التربة والإنتاج الزراعي. إن أي مادة مصدرها النباتات يمكن إستخدامها لصنع السماد العضوي, فالأوراق اليابسة أو الخضراء, والعشب, والأعشاب الضارة, وفضلات الطعام, و نشارة الخشب, و أخشاب صغيرة, و روث الحيوانات, والجرائد, كلها مواد جيدة للإستخدام. وخلاصة القول , هناك طرق أخرى كثيرة وحديثة غير الكمر والتحلل للحصول على الأسمدة من المخلفات والنفايات . ولكن الأهم هو العمل والتطبيق والبدء بالممكن والمتاح لتحقيق مجتمع آمن بيئيا ووطن نظيف وجميل أيضا.
والله المستعـان,,,,,
http://kenanaonline.com/drmahran2020
ساحة النقاش