<!--<!--<!--<!--
( عـالـم البيئـة )
العقـد الـدولـي للميـاه
بقـلم :
د / علـى مهــران هشــام
يمثل الماء 71% من مساحة الكرة الأرضية، وهو متواجد بالصور التالية: المحيطات، الأنهار، البحار، المياه الجوفية، مياه الأمطار، الثلوج، كما يتواجد في الخلية الحية بنسبة 50-60%، وفى عالم النبات والحيوان أيضاًُ ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد وإنما يمتد وجود الماء إلى العالم الخارجي (خارج نطاق الكرة الأرضية) في الغلاف الجوى حيث يكون على صورة بخار ماء.
تحتفل منظمة الأمم المتحدة في 22 مارس من كل عام وذلك منذ عام 1993 م
« باليوم العالمي للمياه »، من أجل التوعية بأهمية المياه والمحافظة عليها نظيفة وصحية والسعي إلى إيجاد مصادر جديدة لمياه الشرب . وفي عام 2005 م صادف هذا اليوم بداية «العقد الدولي للمياه» والذي يستمر حتى العام 2015 تحت شعار «الماء من أجل الحياة».
لقد حذرت تقارير دولية كثيرة أن المياه الملوثة تقتل من البشر أكثر مما تقتل الحروب والزلازل كما أنها قد تكون سببا مباشرا لنشوب الحروب أيضا ؟!!. وقد ذكر بان كي مون، أمين عام الأمم المتحدة، أن عدد ضحايا المياه غير المأمونة يتجاوز ضحايا كافة أشكال العنف، بما فيها الحروب. إن عبارة : " صحة العالم من نقاوة المياه " كانت أحد شعارات الأمم المتحدة في اليوم المياه العالمي .
أصدرت منظمة الصحة العالمية ومنظمة رعاية الطفولة " اليـونيسيف " دراسة مشتركة حول وضع المياه والمرافق الصحية في 209 دولة وإقليما، انتهت فيها إلى أن 87 في المائة في سكان العالم، البالغ عددهم حوالي ستة مليار نسمة، يستهلك مياه شرب صحية، وهو ما يحقق هدف ألفية الأمم المتحدة في هذا المجال.
ومع ذلك، لا تزال غاية توفير مرافق صحية لمليار شخص بحلول عام 2015م بعيدة المنال. فحسب الدراسة، لا يزال 39 في المائة من سكان العالم، أي أكثر من 2,5 مليار نسمة ، محرومين من مرافق صحية سليمة.
في حين ذكرت سيرينا أو سوليفان، من منظمة " إند ووتر بوفيرتي" في لندن، عن تشكيكها في إمكانية تحقيق غاية توفير مياه صحية للجميع. وقالت أن الدراسة المشتركة لليونيسيف تقول أن العالم يسير نحو بلوغ هدف المياه الصحية
" لكن الوضع في العالم أكثر تعقيدا ."
في حين ذكرت سيرينا او سوليفان، من منظمة " إند ووتر بوفيرتي" في لندن، قد يكون تحقق هذا التقدم بفضل التحسن السريع المسجل في شرق آسيا وخاصة الصين. كما تطمس البيانات الإجمالية للدراسة الفوارق الضخمة في أوضاع مختلف البلدان, علما أنه
لا يزال 900 مليون شخصا في العالم دون مياه شرب صالحة.
يشغل نصف أسرة المستشفيات في العالم النامي مرضي مصابون بالإسهال، مما يؤثر بصورة سلبية كبيرة علي النظم الصحية. كذلك، تقدر الأمم المتحدة أن نصف الأطفال في مرحلة التعليم الابتدائية في أفريقيا، يتوقفون عن الانتظام في الدراسة بسبب عدم وجود مراحيض مناسبة أوصحية .
على كل حال , يموت كل عام أكثر من 6ر1 مليون نسمة في العالم بسبب عدم حصولهم على المياه مباشرة أو حصولهم على مياه غير آمنة صحيا للاستخدام الأنسانى علما بأن أكثر من 80% من تلك الوفيات تتعلّق بالأطفال ومعظمهم في البلدان النامية.
كثيرا ما يكون للبيئة والمناخ دور في عملية التنبؤ بمدى توافر المياه العذبة. نظرا للفيضانات وظواهر الجفاف المتزايدة وندرة سقوط الأمطار والسخونة الكونية وينطبق ذلك على الدول النامية والمتقدمة على السواء .
إنّ الماء مسؤولية الجميع , وينبغي لنا أن نتعلّم من بعضنا البعض, وهناك، علاقة واضحة بين إدارة المياه وشبكات الري بشكل غير مناسب أو علمي وصحي , والإصابة بأمراض الإسهال والتيفود والملا ريا والبلهارسيا وأمراض العيون والفشل الكلوي وعدوى الفيروسات .
عموما , في الوقت الذي يخطط فيه العالم لمستقبل أكثر استدامة، يمثل التفاعل الحاسم بين أضلاع مثلث الحياة : " المياه والغذاء والطاقة " أحد أعظم التحديات التي تواجهه ، إن الغاية المنشودة لتحقيق الهدف الإنمائي للألفية الثالثة الخاص بالمياه والصرف الصحي هي إحدى الغايات التي تواجه بلدان كثيرة .
في عام 2010، كان شعار يوم المياه العالمي «مياه نظيفة لعالم سليم صحياً» وذلك للتأكيد على أن المياه النظيفة هي الحياة، وأن بقاءنا جميعاً يعتمد على الطريقة التي نحمي بها جودة مياهنا. فقد أصبحت نوعية المصادر المائية معرضة بشكل متزايد للتلوث من النشاطات البشرية، وهناك الآلاف من البشر في العالم محرومون اليوم من خدمات الصرف الصحي الأساسية. وفي كل يوم يجري عبر العالم طرح مليوني طن من مياه الصرف الصحي والمخلفات السائلة الأخرى ضمن المياه.
وفي العام الماضي 2011 , أصبح شعار يوم المياه العالمي « المياه للمدن... الاستجابة للتحدي الحضري »، وذلك بقصد تركيز الاهتمام الدولي على الآثار الناجمة عن النمو السكاني السريع في المدن، والتحول السريع نحو التصنيع، والتغيرات المناخية، والنزاعات والكوارث الطبيعية، على أنظمة المياه في المدن.
في العديد من مدن العالم، لم تواكب الاستثمارات في البنية التحتية معدل التمدين، ولاقت خدمات المياه والصرف الصحي بشكل خاص ضآلة كبيرة في الاستثمارات. فحجم التغطية بالشبكات الأنبوبية آخذ في التضاؤل في العديد من الأماكن، والفقراء يحصلون على خدمات أسوأ، ويدفعون بالمقابل أسعاراً أعلى للمياه.
ولم تتوصل إلا فئة قليلة من السلطات الحضرية في البلدان النامية إلى حلول مستدامة لخدمات الصرف الصحي في المناطق الحضرية، وأيضا لم تتمكن مؤسسات المياه والصرف الصحي في العديد من المدن من تحمل نفقات تمديد شبكات الصرف الصحي إلى الأحياء الفقيرة، ولا معالجة مياه الصرف الصحي الناتجة. وتشكل مسألة التخلص من النفايات الصلبة تهديداً كبيرا للمياه والتربة .
وخـلاصـة القول , إن العقد الدولي للمياه هو دعوة لجميع السكان على كوكب الأرض لتجسيد شعار : " الماء من أجل الحياة 2005- 2015 ". وذلك لتوجيه انتباه العالم إلى القضية الهامة والأساسية ، وهو أن المياه النقية الصحية ضرورية لاستمرار الحياة وتعـميـر الكــون بأمان واستـدامــة.
والله المستعــان ,,,
http://kenanaonline.com/drmahran2020
ساحة النقاش