(عـالـم البيئـــة )
الجـودة الشـاملـة فـى التعـليـم
بقـلـم :
د/علـى مهــران هشـام
-----------------------------------------------------------------------------------------------
يعتبر مفهوم إدارة الجودة الشاملة من المفاهيم الإدارية الحديثة التي تهدف إلى تحسين وتطوير الأداء بصفة مستمرة من خلال الاستجابة لمتطلبات المستهلك , والجودة تعني الدرجة العالية من النوعية أو القيمة وإتمام الأعمال الصحيحة في الأوقات الصحيحة وتلبية احتياجات وتوقعات العميل المعقولة وكذلك التميز فى المنتج والأداء .
تتمثل إدارة الجودة الشاملة في التطوير المستمر للعمليات الإدارية وذلك بمراجعتها وتحليلها والبحث عن الوسائل والطرق لرفع مستوى الأداء وتقليل الوقت لإنجازها والاستغناء عن جميع المهام والوظائف عديمة الفائدة وغير الضرورية للعميل أو للعملية نحو تخفيض التكلفة ورفع مستوى الجودة مستندين في جميع مراحل التطوير على متطلبات واحتياجات العميل أو المستخدم .
على كل حال, مهما يكن أمرالاتفاق أو الاختلاف في ملاءمة منهج وتقنية إدارة الجودة الشاملـة لتحسيـن وتطوير الأداء والإنتاجية والخدمة في منظمات ومؤسسات القطاع الحكومي ومنها التعليم ، فمن المفيد للنهضة المجتمعية زيادة استخدام هذا المنهج، من أجل تحقيق نجاحاًت سريعة وملموسة بشرط توفير وضمان البيئة والثقافة والإرادة الصادقة والإدارة الواعية والأمينة فى المنشأة والمجتمع . هذا هو التحدى الحقيقي الذي يواجه المؤسسات الاقتصادية والخدمية المصرية والعربية في ظل بيئة إقليمية وعالمية شديدة المنافسة ( السعر والتكلفة , جودة المنتج ,إرضاء العميل, الثقة فى المؤسسة , التحسين المستمر , جودة الأداء ,الصيانة والمتابعة ) .
الجودة الشاملة في التربية هي عملية إدارية وإستراتيجية ترتكز على مجموعة من القيم وتستمد طاقة حركتها من المعلومات التي توظف مواهب العاملين وتستثمر قدراتهم الفكرية ومخزونهم المعرفى في مختلف مستويات التنظيم على نحو إبداعي لضمان تحقيق التحسن المستمر للمؤسسة .
والجودة أسلوب تطوير شامل ومستمر في الأداء يشمل كافة مجالات العمل التعليمي , فهي عملية إدارية تحقق أهداف كل من سوق العمل والطلاب أي أنها تشمل جميع وظائف ونشاطات المؤسسات التعليمية ليس فقط في إنتاج الخدمة ولكن في توصيلها , الأمر الذي ينطوي حتماً على تحقيق رضا الطلاب وزيادة ثقتهم وانتمائهم وتحسين مركز المؤسسة التعليمية محلياً وعالمياً .
يذكر رائد فكرة الجودة الشاملة " إدوارد ديمنج " أربعة عشر نقطة توضح ما يلزم لإيجاد وتطوير ثقافة الجودة , وتسمى هذه النقاط : " جوهرة الجودة في التعليم " وتتلخص فيما يلي :
<!--إيجاد التناسق بين الأهداف .
<!--تبني فلسفة الجودة الشاملة .
<!--تقليل الحاجة للتفتيش .
<!--إنجاز الأعمال المدرسية بطرق جديدة .
<!--تحسين الجودة , الإنتاجية , خفض التكاليف .
<!--التعليم مدى الحياة .
<!--القيادة في التعليم .
<!--التخلص من الخوف .
<!--إزالة معوقات النجاح .
<!--خلق ثقافة الجودة .
<!--تحسين العمليات .
<!--مساعدة الطلاب على النجاح .
<!--الالـتــزام .
<!--المسئولية .
إن جودة العمل في التعليم تتميز بموقع تربوي مميز, أما ما ينشأ من اختلاف بين تقويم المعلم والطالب لجودة العمل أو لنتيجة الاختبار فلا بد للمعلم من مناقشة أوجه ذلك الاختلاف مع الطالب أو الطلبة المعنيين إذ أنه من هذه المناقشات يتعلم الطالب أو الطلبة السبل والوسائل التي تمكنهم من معرفة مقومات ومكونات الجودة في العمل، مع ضرورة إعطاء الفرصة تلو الأخرى لتحسين عملهم , إذ أن الغرض من هذا التقويم هو عملية التحسين من أجل تحقيق الجودة المرجوة.
مسؤولية المدرسة هي توفير التعليم الذي يجعل من الطلاب نافعين على المدى البعيد وذلك بتدريسهم كيفية الاتصال بمحيطهم وكيفية تقويم الجودة في عملهم وعمل الآخرين، وكيفية استثمارهم لفرص التعليم المستمر على مدى الحياة لتعزيز تقدمهم.
المستفيد الآخر, من خدمات المدرسة هم الآباء وأولياء الأمور والمجتمع الذين من حقهم توقع نمو واضح وتعزيز قدرات ومهارات أبنائهم الطلاب وتطور شخصياتهم ليكونوا نافعين لذويهم ومجتمعهم.
مقاييس ومعايير الجودة في التعليم فتشمل التالى :
<!--مدى التحصيل المعرفي عند الطالب .
<!--مدى رضا الطلبة وأولياء أمورهم .
<!--مستوى خريجي المدرسة .
<!--مستوى الإداريين والمعلمين .
<!--مدى رضا الإداريين والمعلمين .
<!--الخدمات التي تقدمها المدرسة .
<!--الاستخدام الأمثل للموارد البشرية والمالية .
<!--مدى عائد المنتج التعليمي على تطوير الفرد ونهضة المجتمع .
أما المردود الإيجابي لتطبيق الجودة الشاملة في التدريس فنوجزه في التالي :
<!--الوفاء بمتطلبات التدريس .
<!--تقديم خدمة تعليمية علمية تناسب احتياجات الطالب .
<!--مشاركة الطلاب في العمل ووضوح أدوارهم ومسئولياتهم .
<!--الإدارة الديمقراطية المرنة دون الإخلال بالتعليمات الرسمية .
<!--التزام كل طرف من أطراف العملية التعليمية بالنظام الموجود وقواعده .
<!--تقليل الهدر التعليمي في المواقف التدريسية .
<!--وجود نظام شامل ومدروس ينعكس إيجابياً على سلوك الطلاب .
<!--تحقيق التنافس الشريف بين الطلاب .
<!--تأكيد أهمية وضرورة العمل بأسلوب الفريق .
<!--تفعيل التدريس بما يحقق الأهداف التربوية المأمولة .
<!--مساهمة التلاميذ ومشاركتهم في أخذ القرارات.
<!--تعزيز القيم والفضائل التربوية والسلوكيات الأخلاقية بين منظومة العملية التعليمية.
إن تسخير كافة الإمكانيات المادية والبشرية ومشاركة جميع الجهات والإدارات والأفراد في العمل كفريق واحد والعمل في اتجاه مستقيم وواضح وهو تطبيق معايير إدارة الجودة الشاملة في النظام التربوي التعليمي وتقويم مدى تحقيق الأهداف ومراجعة الخطوات التنفيذية التي يتم توظيفها , يجب أن يمثل هدفا جوهريا واستراتيجيا لجميع مكونات المجتمع ( أما منهج التحسين المستمر اليابانى الشهير – كـايــزن – فلنا معه لقاء آخر ).
إن شمولية المنهج الإسلامي وتغطيته لكل جوانب الحياة تواكبها دعوة إلى الجودة والإتقان على نفس الامتداد والاتساع, وبذلك يكون الإسلام منهج الشمولية والجودة والإتقان في عموميات الحياة وفروعها وتفاصيلها .
إن الإتقان والتقدم والتطور المؤدي إلى الجودة يحتاج إلى التأهيل العلمي والتدريب كما يحتاج إلى العلم والخبرة ,فبلوغ القمة يحتاج إلى الهمة والإدارة كما يحتاج إلى الثقة والإيمان والتفاؤل بالمستقبل . العرب والمسلمين أولى من غيرهم بتطبيق مناهج قيادية وإدارية متميزة ومبدعة تراعى قيمنا وأخلاقنا ومبادئنا الإسلامية ونحن أولى من غيرنا بابتكار مناهج جديدة للعمل والإنتاج أو تطوير وتحسين المناهج والأساليب الحالية سواء الإنتاجية أو الخدمية لتعكس صورة العربي والمسلم في جميع المجالات ولكن علينا بالعمل والتدريب الجاد والعلمي والأهم استمرار يته .
وصدق الله العظيم : " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " ,
( سورة الرعد الآية 11 ) .
والله المستعــان ,,,,
http://kenanaonline.com/drmahran2020
ساحة النقاش