<!--<!--<!--
( عـالـم البيئــة )
اليــوم العالمي للشبــاب
بقلـم:
د/علـى مهــران هشــام
---------------------------------------------------------------------
يحتفل العالم في الثاني عشر من أغسطس من كل عام باليوم العالمي للشباب World Youth Day
من أجل لفت الانتباه إلى أهمية هذه الفئة الفعالة في تطوير وتنمية المجتمعات
هذا اليوم بدأ تخليده منذ أغسطس 2000 بموجب القرار المتخذ من طرف الأمم المتحدة في دورتها الرابعة والتي انعقدت في 20 يناير من نفس السنة وذلك تأكيدا لتوصيات مؤتمر البرتغال الشبابي في 1998. يشكل إحياء هذا اليوم فرصة لتأكيد ضرورة التزام الدول بتعزيز وحماية حقوق الإنسان وضمان تمتع الشباب بها.
يقوم الشباب بدور بارز وهام في بناء مستقبل الأوطان والإنسانية وترسيخ السلم والعدل وحماية البيئة والتضامن بين الشعوب وبناء عالم أفضل، والشباب بطاقاته الحيوية والإبداعية يساهم في تحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي والثقافي للشعوب والأمم.
الشباب يساهم أيضا في ترسيخ قيم ومبادئ وثقافة حقوق الإنسان بالمجتمع والدفاع عن الحقوق الإنسانية ونشر قيم الفضيلة والمثل العليا وثقافة الحوار واحترام الآخر وذلك بما يبرزه الشباب من سلوكيات حسنة وراقية وتقديم المثل والقدوة الطيبة للأطفال والأفراد الأقل عمرا حتى تنشأ الأجيال على الخير والتقدم .
إن إقرار حق الشباب في المشاركة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتكنولوجية والرياضية وصيانة البيئة ومساهمة الشباب أيضا بآرائهم ومقترحاتهم في صياغة البرامج والخطط والسياسات التي تعنيهم يشكل أحد المطالب الأساسية لتأمين استقرار وأمان المجتمعات. كما أن تجسيد الحق الكامل للشباب في المشاركة لا يمكن تحقيقه إلا باحترام حق الشعب في تقرير مصيره على كافة المستويات في إطار دولة الحق والعدالة الاجتماعية والحرية والمساواة والديمقراطية وتطبيق القانون لتدشين مجتمع المواطنين والمواطنات الأحرار والمتساوين في الحقوق والواجبات وتعزيز مبادئ وقيم ومعايير حقوق الإنسان الكونية .
أحتفل العالم في العام 2008 باليوم العالمي للشباب تحت شعار: ”الشباب وتغير المناخ , دقت ساعة العمل“, فشباب اليوم هم الذين سيتولون مسئولية تبعات البيئة وقضاياها الكثيرة المحلية والإقليمية والدولية ( تلوث الهواء والمياه والتربة – التصحر – التلوث البصري وتدهور البيئة العمرانية – التلوث الأشعاعى والبيولوجي والكيميائي – النفايات الصلبة والطبية والنووية وأخطارها المتلاحقة – تدهور الوعي البيئي – عدم احترام الاتفاقيات الدولية التي تصون البيئة – تقديم المنفعة المادية على متطلبات البيئة – عدم صيانة الغابات والأشجار وتشجيع انتشار اللون الأخضر والأزرق - عدم تشجيع الطاقة المتجددة والنظيفة ..... الخ )
عموما , غالبا ما يتحمل الشباب انعكاسات قضية تغير المناخ وخاصة في الكثير من الدول النامية ، لا سيما الفتيات والنساء، مثل مسؤولية الزراعة و المياه وجمع الحطب والمحصول وينعكس تغير المناخ أيضا على كميات المياه المتاحة والطاقة وعلى الإنتاجية الزراعية وقدرة النظم الإيكولوجية على الصمود.
يجب على الشباب في يومهم العالمي تبني أشكال من الطاقة المستدامة، ومن بينها الموارد المتجددة، الأنظف والأكثر قابلية للتواصل مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والتحول إلى اقتصاد يقل فيه الاعتماد على الكربون الملوث للبيئة ، وأيضا مراعاة متطلبات الأجيال القادمة وتعزيز النمو الاقتصادي الذي تقويه الطاقة النظيفة والابتكارات التكنولوجية وكذلك تخفيف حدة مشكلة البطالة وخاصة بين الشباب وهي مشكلة عالمية متشابكة ومعقدة أيضا ؟!!
إن تحفيز الهمم لدى الشباب واستثمار طاقاتهم المتدفقة وأفكارهم النيرة والإبداعية قد يساهم بقوة في تشكيل كوكب أكثر أمانا واستقرارا وجمالا للمعيشة وقدرة على البقاء والتعايش وبحيث يستوعب جميع الكائنات الحية وغير الحية .
وخلاصة القول, يجب على الحكومات ومنظمات المجتمع المدني والقطاع العام والخاص ورجال الأعمال والمستثمرين وخاصة في الوطن العربي المشاركة والتعاون الإيجابي في تقديم برامج واضحة وفاعلة تهتم بقضايا الناس وخاصة قطاع الشباب وتقديم حلولا للمشكلات القائمة والمتوقعة التي تواجههم
مثل انتشار المخدرات والأمراض والأمية و أسباب عدم القضاء عليها رغم تزايد عدد الضحايا وكذلك انحدار المستوى الأخلاقي والثقافي والتعليمي وانتشار الجريمة والبطالة والضياع النفسي والروحي وتراجع همم وحماس الشباب وضرورة أن نضع في خططنا وسياساتنا أهمية الدور الرئيسي للشباب في نهضة وتطوير وتنمية المجتمع وألا تكتفي الحكومات المحلية والقطرية في هذا الاحتفال الشبابي الدولي بتنظيم مسابقات كرة القدم أو الرسم والشعر والفنون الموسيقية والأغاني والقفز بقوة إلى مشروعات قومية عملاقة مثل الطاقة المتجددة والنظيفة والغذاء ومحو الأمية الثقافية والالكترونية وصناعة المعرفة والتشجير ومكافحة التصحر وتحليه مياه البحر وإدارة النفايات وتدويرها , فقد أستطاع الشباب العربي وخاصة فى ثورة تونس ومصر السلمية أن يغيروا عقارب الزمن وأن يعيدوا كتابة التاريخ للأفضل والأعظم والأكمل
وبأياد نقية بيضاء ونفوس وقلوب متآلفة ومطمئنة .
والله المستعـان ,,,,
http://kenanaonline.com/drmahran2020
ساحة النقاش