الحـظ  السعـيد  ...  وسـوء   الحـظ

( قصــة  قصـيـــرة  للعـظــة  )

د/علـى  مهــران  هشــام

---------------------------------------

الأنسان  دوما  على  عجـل  والصبر  صفة  عالية  المقام  والقليل  منا

من يتمالك  نفسه  عند  الغضب ؟

يُحكى أن شيخاً  كان  يعيش فوق  تل  من التلال  ويملك جواداً  وحيداً محبباً  إليه ففر  جواده  وجاء إليه جيرانه يواسونه  لهذا الحظ العاثر فأجابهم  بلا حزن

ـ وما أدراكم أنه حظٌ  عاثر؟

وبعد أيام قليلة عاد إليه الجواد مصطحباً معه عدداً  من الخيول  البريّة

كما  تفعل  أسراب  الحمام  فجاء إليه جيرانه يهنئونه على هذا الحظ السعيد  فأجابهم بلا  تهلل

ـ وما أدراكم أنه حظٌ سعيد؟

ولم تمض أيام حتى كان  إبنه الشاب  يدرب أحد هذه الخيول البرية فسقط من فوقه وكسرت ساقه  وجاءوا    للشيخ  مرة  أخرى   يواسونه في هذا الحظ  السيء فأجابهم بلا هلع

فكرر  عليهم

ـ وما أدراكم أنه حظ سيء؟

وبعد أسابيع قليلة أعلنت الحرب وجند شباب القرية وتم  أعفاء  إبن الشيخ من القتال لكسر ساقه   ومات في الحرب شبابٌ  كثر

وهكذا ظل الحظ  العاثر يمهد لحظ سعيد والحظ السعيد  يمهد لحظ عاثر الى ما لا نهاية  في القصة

وليس الحظ  السعيد  وسوء  الحظ   في  هذه  القصة البسيطة   فقط   بل  مثال  لما  في الحياة كلها  إلى   حد بعيد

أهل الحكمة والبصيرة  والطائعين  والصابرين  والمؤمنين  والمصلين  فى  الأسحار  لا يغالون في الحزن على شيء  فاتهم لأنهم لا يعرفون على وجهة اليقين إن كان فواته شراً خالصا لهم  أم فيه   خير كثير  خفي أراد الله به أن يجنبهم  ضرراً  أكبر، ولا يغالون  أيضاً في الأبتهاج  والفرحة لنفس السبب، ويشكرون الله  دائماً على  كل ما أعطاهم إياه  ويفرحون بإعتدال  ويحزنون على مافاتهم  بصبر  وتجمل

لا يفرح الإنسان لمجرد أن حظه سعيد  فقد تكون السعاده  طريقًا إلى الشقاء.. والعكس   صحيح

إن السعيد هو الشخص القادر على تطبيق مفهوم  القناعة   والرضا  بالقضاء  والقدر.. ويتقبل  الأقدار  حلوها   ومرها  بمرونة  وإيمان

هؤلاء هم السعداء حقاً

والسعادة   مطلقة  فما  يسعدك  قد  يشقى  به  غيرك

والعكس  صحيح  أيضا

أرضا  بما  قسمه  الله   لك    تكن أغنى  وأسعد  الناس

وكن   على  الدوام   متفائلا  بالخيـــــــر

والله   المستعان