الأقلاع عن التدخين ... وحماية الصحة والبيئة

دكتور مهندس /على مهران هشام

 أستاذ البيئة والعمران

 ---------------------------------------------

التدخين عادة بشرية ليست حميدة أو حسنة فى الشكل أو المحتوى وهى ضارة ومهلكة وسيئة بإجماع معظم العلماء والأطباء والباحثين فى مجال الصحة والبيئة وأضرار التدخين لاتتوقف على الفرد المدخن فقط بل أن أضراره ومفاسده تصل إلى الأبرياء من غير المدخنين من بنى البشر وخاصة فئة الأطفال كما أن المدخنين من النساء يتسببن فى إنجاب أطفال مشوهين وناقصى الذكاء إضافة إلى أن الرجال ينفرن ولاينجذبن عاطفيا أو روحيا إلى المدخنات مما يساعد على زيادة نسبة العنوسة لدى الفتيات كما تتأثر البيئة الطبيعية بالتدخين ويتزايد التلوث  بشكل عام ويتناقص نمو النباتات والأشجار الخضراء والزهور العطرة فى الطبيعة نتيجة الغازات الضارة والكربون الذى يطلقه المدخنون فى الفضاء الكونى ؟!! والمحصلة العامة لهذه الآفة النيكوتينية هى تدهور بنية ونسيج المجتمع وتدنى منحنيات التنمية والتطور البشرى والأجتماعى والمعرفى والبيئى لنسيجه الطبيعى النقى ؟!! يبدأ بعض الشباب بالتدخين عادة من باب التفاخر والتباهى أمام زملائهم بأنهم رجال كبار وأنهم ودعوا مرحلة الطفولة وبعد بلوغ سن الثلاثين أو الأربعين يبدأوان بمحاولة الإقلاع عن التدخين لنفس السبب النفسى والعاطفى أي لإثبات أنهم لديهم الحكمة والتعقل إن الإقلاع عن التدخين يتطلب أن يقيم الشخص بينه و بين نفسه جلسات من التسخين كأن يقوم بنفسه بعملية غسيل لمخه وفيها يتم إقناع نفسه بضرورة الإقلاع عن التدخين ولا يتم ذلك إلا بالإرادة الشخصية القوية والتحدى العملى لأهواء النفس البشرية والأقتناع الذاتى أن أضرار التدخين مهلكة للنفس والصحة والمال وتتعارض مع كل الشرائع السماوية وأن العناد وعدم الأنتباه والأنصياع للنتائج الطبية والعلمية التى تعتبر التدخين أنتحارا بطيئا وتدميرا للجسد والروح والعقل الذى كرمه الله على كل حال , تستعمل مادة النيكوتين الموجودة في الدخان من بين أستعمالات أخرى كمبيد حشري يوجد في الدخان أكثر من " 100" مادة كيميائية أغلبها ضارة بصحة الإنسان والبيئة إن معدل عمر المدخن يقل بحوالى عشر سنوات عن معدل عمر غير المدخن ( مع العلم أن الأعمار بيد الرحمن. عز وجل ) إن خطر الإصابة بمرض سرطان الرئة لدى المدخنين يزيد بعشرة أضعاف عنه لدى غير المدخنين كما تشير الأحصائيات أن حوالي مليونى شخص يموتون سنويا في العالم بسبب أمراض ترتبط بالتدخين بشكل مباشر أو غير مباشر أي مايعادل أربعة أضعاف ضحايا حوادث السير في العالم والذين يبلغ عددهم حوالي نصف مليون شخص .؟!! ومن العجب والدعوة للتأمل أن الحمار يتناول جميع أوراق النباتات الخضراء ما عدا أوراق نبات الدخان ؟!!" يتسبب التدخين فى حدوث أمراض عديدة للإنسان مثل السكرى وأمراض القلب وضغط الدم والسرطان وخاصة سرطان الرئة وتصلب الشرايين والضعف الجنسى والتوتر العصبى والنفسى وهشاشة العظام وضعف الذاكرة والشيخوخة المبكرة وعدم اللياقة البدنية والذهنية رغم الأحساس الوهمى والكاذب بالراحة والنشوة التى يشعر بها المدخنين ؟ّّ!! إضافة إلى نوبات السعال الحاد فى المساء وقبل النوم وفى الصباح مع صياح الديك وبصوت عال ليخبر أهل بيته والجيران والمارة فى الشوارع أنه مدمن عريق وأنه لا يزال على قيد الحياة ؟!!! كما يعاني المدخن بشكل دائم من حرقه في الشفتين وألم في العينين وصداع في الرأس وحموضة في المعدة. !!؟ ويقلل التدخين أيضا من الشهية للطعام ,وبذلك يحرم المدخن نفسه من العناصر الغذائية الضرورية لجسمه مثل الفيتامينات والبروتينيات والأملاح المعدنية وغيرها كما يستنزف التدخين نسبة عالية من ميزانيات ودخلول أغلب المدخنين إذ يستهلك المدخنين وخاصة محدودى الدخل أحيانا أكثر من عشرة بالمائة من دخلولهم للأنضمام إلى مجموعة المنتحرين ؟!! إن المدخن لايؤذى نفسه فقط بل يتعدى ذلك إلى الضرر والضرار بعينه حيث يتسبب فى أذى أسرته وجيرانه وزملاؤه فى العمل وفى الطريق ويساعد المدخن فى تدمير البيئة وإحداث أختلال فى توازنها الطبيعى كما يساهم المدخنون فى تأخير نهضة وتتقدم مجتمعاتهم وتعطل منحنى التنمية فيى بيئتهم الملوثة ( أجنماعيا . وأقتصاديا وطبيعيا وبيئيا وتكنولوجيا ) والشاهد أن نسبة التدخين السلبي فى المجتمعات التى يتزايد فيها التدخين فى تزايد مستمر ؟!1 الأمر الغريب أن المدخن يعلم بصدق كل هذه المعلومات ويعاني بنفسه من كل هذه المشاكل الصحية والمالية والنفسية وعلى يقين تام بهذه الحقيقة المؤلمة فلماذا هذا التكابر والعناد فى عدم التوقف الفورى عن هذا العدو الملاصق لن من الآن أطفئ سيجارتك وأقذفها مع علبة السجائر فى أقرب سلة مهملات وقل وداعا للخنوع والشهوة القاتلة ومرحبا بالصحة واللياقة البدنية والذهنية وجمال الفم وعودة العقل وإيقاظ الضمير الأنسانى الواعى والرشيد … السؤال القائم الآن كيف السبيل إلى التخلى عن هذه العادة الذميمة والمهلكة ومن ثم الأنضمام إلى نادى الصحة حاملى المسك وكل الروائح الذكية والجميلة وصديقة البيئة ؟ عموما , نوجز هنا أهم الخطوات الازمة للإقلاع عن عادة أو إدمان التدخين فى التالى : @ إرادة المدخن وحده هى المدخل الأهم للتوقف عن هذا السلوك المنحرف . @ الأقتناع اليقينى من المدخن نفسه بأضرار التدخين وتأثيرها الضار والمهلك لكل نافع وجميل وخير سواء للفرد أو المجتمع هى الخطوة الصحيحة لترك التخين @ عدم جلد الذات أو تحقيرها على ماكان من عادات وسلوك سئ بل الأهم هو التوبة والأنضمام إلى أصدقاء الصحة محبى الحياة @ عدم تأجيل ترك التدخين بأى حجة ما مثل مقولة سنتركه بالتدريج أو قريبا أو بعد شهر رمضان حيث أنتهاز فرصة الصوم ثم التوقف عنه نهائيا ؟!! كل هذه المبررات واهية إن العزيمة الصادقة والأرادة القوية هى التى تجعلك ترمى سيجارتك الآن بل الآن فقط @ أعطى البديل لفمك مثل أن تشغله بتناول التسالي المختلفة أو مضغ علكة طيبة المذاق بنكهة النعناع أو الفواكه @ أقنع نفسك أن الأقلاع عن التدخين أمر سهل وسل جدا وإرادتك أقوى بكثير وتسطيع من الآن التوقف وتركه إلى غير رجعة من الدراسات المتعددة نوجز بعض مايتوقع فى مرحلة مابعد التوقف عن التدخين فى التالى : ** الأسبوع الأول هو الفترة الحرجة التي يجب أن يتحداها المقلع عن التدخين بإصرار وعناد وإرادة قوية ويجب على الأسرة والأصدقاء مساعدته فى ذلك ** قد يتعرض المقلع عن التدخين في الأسبوع الأول الى ردود فعل غير معتادة بل يجب توقعها والحذر منها مثل زيادة في إفرازات البلغم وزيادة في السعال وحموضة في المعدة وصداع ** يتدخل الشيطان ويجادل المقلع " بالتحايل " على نفسه لإقناعه بالعدول عن ذلك وان العلاج الوحيد لهذا الهذيان والصداع المؤلم وبالتأكيد أنه مؤقت هو بالعودة إلى السيجارة الصديقة العزيزة **إياك والإستسلام للشهوات القاتلة مرة أخرى فهذه حالات تستمر لوقت قصير وستزول مع مرور الأيام بالتدريج حتى تصل في النهاية إلى درب الأمان. وسلام ** يزول القسم الأكبر من مادة النيكوتين في الدم التي تؤدي إلى إدمان التدخين بعد مضي 58 يوما وهو ما تشير إليه الدراسات العلمية في هذا المجال . ** يختفي النيكوتين كليا من دم الإنسان المدمن بعد مضي ستة شهور من الإقلاع عن التدخين . بعدها يستطيع أن يعلن على الملأ ويتفاخر ويرفع رأسه فى عنان السماء بأنه حقق نصرا هائلا لخدمة نفسه ومجتمعه ** الأقبال على الطاعات ووالإكثار من أفعال الخير والإكثار من ذكر الله والتسبيح الدائم والمداومة على الأستغفار وشكر الله على نعمه وأفضاله التى لاتعد ولاتحصى .

 والله المستعان ,,,,,.

 http://kenanaonline.com/drmahran2020

المصدر: * مجلة العلم المصرية : باب عالم البيئة / للدكتور على مهران - القاهرة - مصر * مذكرات ومقالات الدكتور على مهران - على شبكة الأنترنت
  • Currently 60/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
20 تصويتات / 362 مشاهدة
نشرت فى 9 ديسمبر 2010 بواسطة drmahran2020

ساحة النقاش

د/على مهـران هشـام

drmahran2020
......بسم الله..... لمحة موجزة (C.V) 2021 البروفيسور الدكتور المهندس الشريف علي مهران هشام . Prof. Dr. Eng. Ali Mahran Hesham ## الدكتوراه من جامعة هوكايدو.. اليابان ** حاصل علي الدكتوراه الفخرية... ألمانيا. 2012 ** حاصل علي الدكتوراه الفخرية - جامعة خاتم المرسلين العالمية - ، بريطانيا، فبراير 2021 ** »

ابحث

عدد زيارات الموقع

659,542