( عالم البيئة )
تحلية مـياه البحـر
بقلم :
د/على مهران هشام
------------------------------------------------------
مع التناقص المستمر فى موارد المياه الطبيعية من أنهار وبحيرات والزيادة السكانية المتسارعة والخوف من ندرة المياه وجفاف الأبار سواء كانت بدواعى مناخية وبيئية أو نتيجة صراعات سياسية وحروب أقليمية وعالمية ومدى تأثير ذلك على مناحى الحياة وأستمرار تعمير الأرض وتواصل التنمية يبقى أن أحد البدائل المستقيلية للتنمية والأستقرار المجتمعى وخاصة فى الوطن العربى هو تحلية مياه البحر ورغم أرتفاع التكلفة الأقتصادية الحالية فإن السيادة القطرية والأمن والأمان المائى تصبح أقل تكلفة وخاصة على المدى البعيد
على كل حال , نذكر هنا بإيجاز بعض الطرق الفنية لتحلية المياه المالحة :
@ تحلية المياه بطرق التقطير
الفكرة الأساسية لعمليات التقطير تكمن في رفع درجة حرارة المياه المالحة الى درجة الغليان وتكوين بخار الماء الذي يتم تكثيفه بعد ذلك الى ماء ومن ثم معالجته ليكون ماءا صالحا للشرب أو الري .
وهناك خمس طرق للتقطير :
* التقطير العادي :
يتم غلي الماء المالح في خزان ماء بدون ضغط . ويصعد بخار الماء الى أعلى الخزان ويخرج عبر مسار موصل الى المكثف الذي يقوم بتكثيف بخار الماء الذي تتحول الى قطرات ماء يتم تجميعها في خزان الماء المقطر . وتستخدم هذه الطريقة في محطات التحلية ذات الطاقة الإنتاجية الصغيرة.
* التقطير الومضي متعدد المراحل :
وفي هذه الطريقة تمر مياه البحر بعد تسخينها إلى غرف متتالية ذات ضغط منخفض فتحول المياه إلى بخار ماء يتم تكثيفه على أسطح باردة ويجمع ويعالج بكميات صالحة للشرب . وتستخدم هذه الطريقة في محطات التحلية ذات الطاقة الإنتاجية الكبيرة ( حوالى 8 ملايين جالون مياه يوميا ) .
* التقطير متعدد المراحل ( متعدد التأثير ):
تقوم المقطرات المتعددة التأثيرات بالأستفادة من الأبخرة المتصاعدة من المبخر الأول للتكثف في المبخر الثاني . وعليه ، تستخدم حرارة التكثف في غلي ماء البحر
* التقطير باستخدام الطاقة الشمسية :
تعتمد هذه الطريقة على الأستفادة من الطاقة الشمسية في تسخين مياه البحر حتى درجة التبخر ثم يتم تكثيفها على أسطح باردة وتجمع في مواسير .
* التقطير بطريقة البخار المضغوط .:
يسخن ماء البحر مبدئيا في مبادل حراري أنبوبي مستخدما كلا من الماء الملح والماء المطرود والماء العذب الخارجي من الوحدة ثم يغلى ماء البحر داخل أنابيب المقطر . وتضغط الأبخرة ، ثم ترجع الى المقطر حيث تتكثف خارج الأنابيب مما يوفر الحرارة اللازمة لعملية الغليان . وتسحب الغازات غير القابلة للتكثيف من حيز البخار والتكثيف بواسطة مضخة سحب أو طارد بخاري .
ويعتبر الضاغط هو قلب وحدة التقطير. فإذا لم تضغط الأبخرة فإنه لا يمكنها التكثف على الأنابيب الحاملة لماء البحر المغلي لأن درجة حرارة تكثيف البخار النقي عند ضغط معين
@ التناضح العكسي :
تعتبر عملية التناضح العكسي حديثة بالمقارنة مع عمليتي التقطير والديلزة حيث تم تقديمها تجاريا خلال السبعينات . وتعرف عملية التناضح العكسي على أنها فصل الماء عن محلول ملحي مضغوط من خلال غشاء . ولا يحتاج الأمر إلى تسخين أو تغيير في الشكل .
ومن الناحية التطبيقية يتم ضخ مياه التغذية في وعاء مغلق حيث يضغط على الغشاء ، وعندما يمر جزء من الماء عبر الغشاء تزداد محتويات الماء المتبقي من الملح . وفي نفس الوقت فإن جزءا من مياه التغذية يتم التخلص منه دون أن يمر عبر الغشاء .
وتصنع أغشية التناضح العكسي من أنماط مختلفة . وهناك نموذجان ناجحان تجاريا وهما اللوح الحلزوني والألياف أو الشعيرات الدقيقة المجوفة . ويستخدم هذان النوعان لتحلية كل من مياه الآبار ومياه البحر على الرغم من أختلاف تكوين الغشاء الإنشائي ووعاء الضغط اعتمادا على المصنع وملوحة الماء المراد تحليته
وهناك تطورات ساعدت على تخفيض تكلفة تشغيل محطات التناضح العكسي فى الماضي مثل تطوير الغشاء الذي يمكن تشغيله بكفاءة عند ضغوط منخفضة ، وعملية أستخدام وسائل أسترجاع الطاقة . وتستخدم الأغشية ذات الضغط المنخفض في تحلية مياه الآبار على نطاق واسع.
وخلاصة القول ,, فإن الكثير من الخبراء والمختصين يحذرون أن الحروب القادمة بين الدول قد تكون بسبب القضايا والمشروعات المائية وكما هو معروف فإن الماء هو سر الحياة كما أن توفيره نقيا ودائما وصحيا يلزم أن يكون من أولويات الحكومات ومتخذى القرار ويبقى على الشعوب واجب ترشيد أستخدام المياه وتعزيز الثقافة البيئية والمائية كما يقع على القطاع الخاص ورجال الأعمال واجب مجتمعى وإنسانى مثل تخصيص جزء من أستثماراتهم فى مشروعات تحلية مياه البحر .
والله المستعان ,,,,
ساحة النقاش