قطــار المشـاعـر المقـدســة
مكة المكرمة / المملكة العربية السعودية
دكتـور مهنـدس /عـلى مهـران هشـام
أستاذ البيئة والعمران
------------------------------------------------------------------------------------------
شاركت فى عام 1999/2000 م ببحث علمى محكم فى المؤتمر العمرانى الدولى الذى نظمته وزارة الأشغال والشؤون البلدية والقروية السعودية بالرياض
( المحددات العمرانية لتطوير الأماكن المقدسة )
وقد نشرت أيضا موجز للبحث فى مجلة أتحاد المهندسين العرب فى عام 2008 م لتعميم الفائدة .
عموما , فقد أكدت فى البحث على توصية هامة وهى ضرورة إنشاء قطار كهربائى لنقل الحجيج بين المناسك المقدسة بعد أخذ الموافقة الشرعية لهذا القطار وذلك لمواجهة التزايد المتواصل لضيوف الرحمن من عام إلى آخر والحق أن ذلك كان أستكمالا لأقتراحات المهنسين اليابانين حول تطوير المشاعر المقدسة , على كل حال
هذا العام 1431 هــ 2010 م
أصبح الأقتراح التخطيطى والعلمى حقيقة وشاهد الناس فى كل بقاع الدنيا القطار وهو ينقل الحجاج بين مشعر منى والمزدلفة وعرفا ت
بيسر وسهولة وأمن وسلامة وفى وقت قياسى لايتعدى الدقائق وستكون هذه الوسيلة الحديثة فى النقل والتواصل أثر فعالية وأكثر راحة وأنتظام فى المستقبل
وستقل نسبة التزاحم أو المعاناة للحجيج رغم زيادة أعدادهم المتوقعة
فى السنوات القادمة .
بداية العمل التجريبى للقطار كانت عندما أنطلق قطار المشاعر بسرعة 120 كلم من محطة الجمرات في مشعر منى مرورا بمزدلفة ووصولا إلى عرفات مختصرا المسافة والزمن الذي كان يستغرقه الحجاج فى السابق من ست ساعات إلى ساعة واحدة .
سلك القطار طريقه التجريبى عبر الاودية وسفوح الجبال ناقلا وسائل الإعلام على متن رحلة في مشعر منى وعرفات ومزدلفة،بدأت بأولى محطات الإركاب في الجمرات ، ثم العودة إلى ذات المحطة في مدة زمنية لم تتجاوز ساعة واحدة.
وصل القطار بحسب الإعلان الصوتي بالمحطة في الموعد المحدد المدون في لوحة موعد الرحلات حيث فُتحت صالة الإنتظار الأولى للولوج إلى صالة الاركاب ، وبعد 60 ثانية فتحت أبواب القطار الخمسة في كل عربة دفعة واحدة.
إذا فطريقة الدخول في حال ازدحام الحجاج يكون عن طريق صالة الإنتظار وهي الصالة التي تستقبل الحجاج القادمين من الجمرات بعد الرمي ، وفيها يتم التأكد من كل حاج أنه يحمل إذن ( تذكرة ) ركوب القطار بواسطة سوار يربط على المعصم ملون بحسب منطقة الركوب ، وتفحص الأساور للتأكد من صحة مكان الحاج وسلامتها من التزوير.
وتستوعب صالة الانتظار ثلاثة آلاف راكب، وبعد اكتمال العدد عن طريق رجال الاشارة وخطوط التفويج وكمرات المراقبة ، تفتح أبواب صالة الإركاب وعددها 60 بوابة ليتم تفويج ذلك العدد فورا إلى صالة الإركاب التي تتسع لنفس العدد وتتميز بوجود إشارات أرضية لتنظيم الحجاج أمام البوابات الستين بوجود أربعة رجال أمن ، اثنان في الأطراف واثنان في المنتصف يحملون رايات زرقاء من أجل التفويج بشكل موحد ومتوازن مع جميع البوابات إلى داخل القطار.
كل صالة تستوعب ثلاثة آلاف حاج ، ما يعنى ستة آلاف حاج في الرحلة الواحدة هي الطاقة الاستيعابية بكل قطار في كل رحلة، .
ينتظر القطار بعد توقفه تماما دقيقتين ، ثم يتم الاعلان عن غلق الأبواب ومغادرة الجمرات مع بدء صافرات الإنذار بالرنين التصاعدي لمدة أربعين ثانية ، وتضاء الاشارة الحمراء " التحذيرية " أمام الأبواب وهي الوقت النهائي للاستعداد والاستواء في المقاعد إذانا بالانطلاق للمحطة التالية.
القطار ينطلق بسرعة 80 كلم حتى وصل إلى منى محطة " أ " في مدة لاتتجاوز دقيقتين بعد التنبيه عن ذلك صوتيا. ثم تُفتح أبواب صالات الانتظار ، ثم بعد عشر ثواني تُفتح أبواب القطار بعد التوقف لمدة دقيقتين بشكل كامل
ثم يُعْلَن عن الانطلاق مرة أخرى مكملا رحلته ، في هذه الأثناء يتم تفويج الحجاج إلى بوابات القطار للمنتقلين إلى محطات منى " ب " و " ج " أو محطات مزدلفة وعرفات.
وتتكرر هذه الطريقة في جميع محطات التوقف الثلاث في كلِ مشعر من المشاعر المقدسة بينما السرعة تختلف في رحلة القطار بين ( مزدلفة وعرفات من محطات مزدلفة " ج " حيث ينطلق القطار بسرعة 120 كلم ليصل إلى محطة " أ " في عرفات خلال ( 4 إلى 6 دقائق ) ، فيزداد الوقت وينقص بحسب سرعة تفويج الحجاج ثم الرجوع مرة أخرى بنفس وتيرة الذهاب.
مزايا الرحلة بالقطار تتسم بالهدوء عند المسير والتوقف ، وبرودة الهواء داخل مقطورات القطار المزودة بالتكييف المركزي لكل قاطرة .
مع انسيابية الحركة في فتح الابواب وإغلاقها مع فتح أبواب الاتنظار في حركة سلسلة ومنظمة، وخدمة مميزة بتوفر شاشتين متجاورتين واحدة للعرض التلفزيوني المباشر وأخرى للعرض الإرشادي والتوعوي ، إضافة إلى شاشات تقرأ بلغتين عن خط السير المتوازن. إلى جانب اللوحات الضوئية الموضوعة أمام ركاب كل عربة ، تضيئ اللوحة باللون الأحمر للدلالة على وصولها إلى محطات منى ، واللون الأخضر للوصول إلى محطات مزدلفة ، واللون الأصفر للوصول إلى محطات عرفات.
وكانت المقاعد في أنحاء القطار موزعة بطريقة تصميمية متقابلة بنسبة 20 بالمئة من عدد الركاب متاحة لمن يريد الجلوس ، فيما تنتشر في سقف القطار مقابض بلاستيكية للواقفين الذي يشكلون نسبة 80 % من نسبة الركاب نظرا لسرعة دخول مجوعات الركاب وخروجه بالآلاف ، حسب المواصفات والمعايير الدولية المعتبرة.
أما قمرة القيادة فتتيح رؤية كاملة عبر شاشات مراقبة لخطوط النقل فيما تتوزع في المقطورات شاشة أخرى للمراقبة المركزية للقطار والتأكد من وضع الخدمة للركاب .
ويتميز القطار بأنه مفتوح لجميع العربات فتستطيع مشاهدة آخر عربة وأنت بجوار قمرة القيادة ، مما يتيح مشاهدة تعرج القطار وانثناءاته وهو يسير بسرعة عالية بين الأودية والجبال ..
بلغت تكلفة مشروع القطار 6.5 مليارات ريال
( 1.75 مليار دولار ) ويعمل فيه عشرون ألف عامل بينهم 14 ألف صيني، إذ أن الشركة الرئيسية القائمة على المشروع هى شركة صينية.
ساحة النقاش