الحدائق والمتنزهات
د/على مهران هشام
أستاذ البيئة والعمران
-----------------------------------------------
تعتبر الحدائق والمنتزهات العامة من أساسيات تخطيط المدن الحديثة والتي يعمل على إنشائها لتكون مرافق عامة للمدن والقرى من أجل النزهة وقضاء أيام الراحة والإجازة للسكان والترفيه عنهم. ويخصص في هذه الحدائق أو المنتزهات أماكن لممارسة بعض الألعاب الرياضية مثل المشي والجري وأماكن للعب الأطفال ومناطق للجلوس والأستراحات وغيرها من وسائل الترفيه الجذابة والمحببة للنفوس والأبدان والأرواح ومنها يتجدد النشاط وتعود الحيوية والصحة لخلايا الجسم والعقل فيتضاعف الأنتاج وتتطور الأمم والمجتمعات . عموما , الحديقة هي مساحة من الأرض مزروعة بصورة طبيعية أو أصطناعية بمختلف أنواع النباتات و الأزهار والشجيرات والأشجار المتنوعة والمختلفة. وتكون عادة مخططة ومنسقة الشكل ومهيأة لاستقبال الناس لممارسة أي نشاط يحبونه في الهواء الطلق. سواء للتنزه أو التريض أو للجلوس تحت ظل الأشجار للقراءة والتأمل. أما فى الكثير من الحدائق العامة فينشأ ملاعب رياضية ومسارح وصالات ثقافية وفنية ومناطق لألعاب الأطفال ومسابح مائية وبحيرات صناعية وطبيعية. وفي بعض الحدائق تنشأ محمية للحيوانات والطيور البرية والمائية . تتنوع أنواع وأشكال تخطيط الحدائق بين الشكل الطبيعى الذى يحاكى البيئة والطبيعية السائدة والشكل الهندسى الذى يتسم بالخطوط الهندسية المستقيمة أو الدائرية أو البيضاوية والتى تتصل أحيانا بزوايا قائمة وهناك تجانس بين الوظيفية والطول والعرض والأرتفاع والمساحة الكلية وعناصر ومكونات الحديقة كما يوجد التخطيط المتناظر سواء الثنائى أو المضاعف وكذلك الحدائق التاريخية التى تؤرخ لحقبة أو مناسبة ما أو تشخيص هوية المجتمع كما توجد المشاتل والحدائق التخصصية والعلمية والحدائق المنزلية . إن الراحة المناخية للإنسان يجب أن تكون هدفا أسمى يساهم المخططون والمهندسون ومتخذى القرار في تشكيله من خلال تصاميم المبانى وتشكيل العمران والبيئة المحيطة به أوالنسيج الحضري بوجه عام. على كل حال , لتوفير بيئة صحية وجميلة للمجتمعات يلزم الأهتمام والتركيز على النقاط التالية : @ الأهتمام بالعناصر المعمارية المكونة للمبنى مثل : الأرتفاعات , الفناء، والحوائط، والأسقف والألوان والأضاءة والطاقة وكذلك الحديقة المحيطة بالمبنى. وذلك لما لها من أثر فعال في التحكم في درجة الحرارة والرطوبة النسبية وتوفير الظلال وإضافة الراحة والجمال على البيئة المحيطة. @ للأشجار والنباتات دور كبير في التحكم في عناصر المنظومة المناخية (درجات الحرارة، والرطوبة النسبية وحركة الرياح والفترة الضوئية وشدة الإضاءة والبريق ) ويلزم أختيار النبات المناسب في المكان والزمان المناسب . @ عمل حاجز نباتي كثيف وبطريقة تبادلية من الأشجار القوية ودائمة الخضرة ليكون مصدا للعواصف والرياح غير المحببة. @ لتقليل الأثر السيء للرياح المحملة بالأتربة يتم وضع صف من الأشجار المتساقطة الأوراق في مواجهة الرياح وخاصة بالقرب من فتحات المبانى لتغيير إتجاه الرياح ولتصبح فلاتر طبيعية لتنقية الهواء. @ أستعمال الأشجار المتقطعة الظل والأحواض المائية لتبريد المناخ الحار وتلطيف الجو . @ أستخدام المعرشات وزراعة المتسلقات وأشجار الزينة والورود وأشجار النخيل وذلك لتوفير الظل، وتزويد المبنى بالهواء البارد والروائح الذكية. @ الأهتمام بدراسة الأثر والمردود البيئي للنبات والفراغ والكتلة في التصميم العمرانى سواء على مستوى المبنى وحديقته الخاصة، أوعلى مستوى التجمع العمرانى والنسيج الحضرى للمجتمع . وخلاصة القول, فإن أى تنمية أو أستثمار يجب أن تحترم وتراعى متطلبات وقدرات البيئة ولاتتعدى حمولتها القصوى من أجل تحقيق أحتياجات وتطلعات البشر فى الحاضر والمستقبل . والله المستعان ,,,,,,,
ساحة النقاش