جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
الريـاضة الخضـراء
بقلم :
د/علي مهران هشام
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مع سرعة حركة الحياة وازدحام الطرق والميادين وازدياد معدلات وتراكم الغبار في السماء الكوني وغياب الهدوء والسكينة وعدم صفاء الروح والجسد ، البشر يشعرون ان كل شئ لم يعد سهلا او ميسرا والامور اكثر تعقيدا والحياة اليومية والمعيشية اصبحت شبه مركبة وتداخل كل شئ في كل شئ ؟!!
مع كل ذلك لم يعد أمام الإنسان إلا أن يهاجر إلي الطبيعة ولو بالمحاكاة فيبحث عن منطقة خضراء أو ا سوار زراعية أو حديقة طبيعية أو رصيف مزين بالأشجار والنباتات ويسامره تارة ويجدد النشاط والحيوية والفكر والعقل تارة أخري وذلك من خلال المشي أو الركض الخفيف أسفل هذه الأشجار ... القلب يحتاج الي زيادة قوته ، والجسم يحتاج إلي مناعة وحضانة أكبر .. المشي هو الدواء والعلاج الأقل تكلفة في عصرنا الحديث والرياضة في المناطق الخضراء هي أكثر العقاقير المتاحة لعلاج الأمراض المزمنة ؛ كالكوليسترول والسكري وتصلب الشرايين والسكتة القلبية والدماغية . ا ن شجرة واحدة قادرة على امتصاص الرصاص والكربون المنطلق من احتراق 120 لترا من البنرين . علي الطرف الاخر ، علي الحكومات ومتخذي القرارات في كل بلد او مدينة او قرية او حي ان يوفروا الأمان والمكان لجذب الناس للرياضة والمشي والجري ، وذلك لحماية الموارد البشرية واستمرار التنمية واستقرار الاستثمارات وصيانة البيئة وحمايتها من التدهور .
يقع علي القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني وجمعيات النفع العام دور كبير في تشجيع الرياضة الخضراء والمساهمة بالدعم المادي والادبي لنشرها بين فئات المجتمع ، فالعقل السليم في الجسم السليم
واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض .
والله المستعان
المصدر: باب بيئتنا , للدكتور على مهران هشام , جريدة ضوء المستقبل المصرية , القاهرة
ساحة النقاش