جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
حقوق الطفل 2030... والبيئة الأسرية والمجتمعية المحيطة
البروفيسور الدكتور الشريف علـي مهـران هشـام
حاصل علي الجائـزة العالمية للإبـداع البيئي – اليابان 2001
المدير الأقليمي للمعهد العربي الأوربي ، باريس – فرنسـا
مدير التحرير لمجلة الإبداع العلمية العالمية المحكمة باللغة الانجليزية - اليابان
أستاذ العمارة والتخطيط البيئي ، جامعة هوكايدو- اليابان
نتيجة لتسارع المعلومات وتدفقها والتغيرات المعرفية المتلاحقة وثورة الاتصالات والعلوم الحديثة في الألفية الثالثة ، أصبح الإنسان مطالب بأن يكون قادراً على مواكبة هذا التغيير بما يتناسب من المشكلات المستجدة مثل كثرة التفكير والانفعال والقلق والتوتر والخوف والأمال والطموحات . لذلك فإن تعديل سلوك الانسان وتطويع رغباته بحيث تتماشى ومسار التقدم العلمي بالتوازي مع القيم الاجتماعية والأخلاقية والتكيف البيئي والاجتماعي من الواجبات المهمة. من هنا ، فإن القدرة على مراجعة النفس وأستعمال العقل والضمير بما يرضي النفس والواقع والمجتمع يمثل ضرورة مشتركة للجميع ( أي تحقيق التـوازن العقلي والنفسي والجسدي، فلا إفراط ولا تفريط ) . الأجندة الوطنية للتنمية المستدامة " رؤيـــة مصــــــر 2030 "، يعتبر محور الطفولة والأمومة والمرأة والنشئ والشباب من المكونات الأساسية في الأجندة الوطنية. أحتفل العالم في العاشر من شهر أكتوبر باليوم العالمي للصحةا النفسية وهوتقليد بدأ منذ ثلاثين عاما من منظمة الصحة العالمية لتعزيز الوعي والتثقيف الصحي بين الافراد والمجتمعات ، وتركز الهدف من حملة اليوم العالمي للصحة النفسية للعام 2020 حول زيادة الاستثمارات في الصحة النفسية. إن الاهتمام بالصحة النفسية وخاصة للأطفال ليس ترفا حيث يعاني ما يقرب من مليار شخص في جميع أنحاء العالم بشكل ما من أشكال الاضطرابات النفسية والعقلية ، لقد أضحي الاكتئاب أحد الأسباب الرئيسة للمرض والإعاقة وخاصة في أوساط الأطفال والمراهقين. عموما ، التكيف النفسي يتحقق بحدوث توازن بين الحاجات النفسية والقدرة على إشباع الرغبات ويحدث هذا بعدة وسائل منها وجود حاجة نفسية تدفع الفرد إلى تحقيق هدف ما مما يلزم معه القيام بمحاولات وعمل دؤوب للوصول لهذا الهدف . يمثل دعاء ياذا االجلال والاكرام ( تثني وتطلب ) مضادا حيويا وعلاجا فعالا ضد الهموم والاحزان والأوجاع والأسقام والامراض والذنوب ، إضافة إلي الشحن المتواصل لبطارية الانسان النفسية والروحية ( ديني – روحي – عاطفي – بدني- رياضي – صحي – جسدي – ثقافي ). علي كل حال ، يحتفل العالم في العشرين من شهر نوفمبر من كل عام باليوم العالمي للطفل وذلك لتعزيز التعاون و الترابط الدولي، والتوعية بين الأطفال في جميع أنحاء العالم، وكذلك تحسين رفاهية وسعادة وحياة الأطفال، و قد تم تأسيس اليوم العالمي للطفل في عام 1954، وقد أعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ عام 1990 اليوم العالمي للطفل والإعلان عن الاتفاقية المتعلقة بحقوق الأطفال وحمايتهم.تتمثل القضايا التي تواجه االأطفال وخاصة في القارة الأفريقية والتي تشمل مصر في التالي: . تدهور الصحة الجسدية والنفسية والعقلية للأطفال * . صعوبة الوصول إلى الخدمات الصحية والمرافق والخدمات الأساسية* *التحديات الكثيرة والمعقدة لتقديم المساعدات الإنسانية للأطفال وخاصة الأناث بسبب الصراعات والحروب وغيرها. . زيادة المخاطر علي الأطفال وصعوبة حمايتهم وتوفير السلامة والأمان لهم وتحقيق العدالة* * وقف التعليم أو تأجيله أوإغلاق المدارس ( نتيجة حدث ما ، كما حدث بسبب جائحة كورونا – كوفيد19 ) أو فقد دخل الأسرة وما ينتج عنها من انعدام الأمن الغذائي والشعور بعدم الأمان والأستقرار الأجتماعي. * الاستغلال الجسدي والنفسي للأطفال وتشغيلهم وسوء معاملتهم.أستندت أتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل على مجموعة من المعايير لتضمن للأطفال حقوقهم، إذ تم وضع 12 حقاً أساسياً لجميع الأطفال، تشمل العيش في بيئة عائلية وجو أُسري مُستقر وأن يُشعر الطفل بالراحة والآمان والمحبة، والطمأنينة، والانتماء، وتوفير الظروف الملائمة لعيش حياة كريمة سواءً مع أهله أو ضمن بيئة عائلية تُشعره بذلك. توفير الرعاية الصحية والتغذوية المنتظمة في جميع الأوقات، وغرس مجموعة من العادات الصحية والسليمة والجيدة فيهم، وتزويدهم بأطعمة صحية ذات قيمة غذائية مفيدة. أيضا ، توفير جميع المُستلزمات الأساسية من مأكل ومشرب ومبيت، والحرص على وجود مصدر ثابت للحصول على مياه نظيفة، وتأمين الطاقة الكهربائية في بيئة آمنة. تلقّي الأطفال التعليم الذي يتوافق مع قدراتهم واهتماماتهم، إذ إنّه من المُفترض أحتواء البرامج التعليمية على برامج إثرائية لتأهيلهم للتعليم العالي أو توجيههم نحو التعليم المهني. تكافؤ الفرص بين الأطفال، فلكل طفل الحق في الحصول على الفرصة المناسبة دون النظر إلى جنسه، أو عرقه، أو لونه وأصله، أوضاعه المادية، أو دينه، أو عقيدته، أو حالته الجسدية أو الجسمانية، سواءً كان الطفل سليم الجسد أو من ذوي الاحتياجات الخاصة. تقديم الرعاية المناسبة للطفل ودعمه، وذلك على يدّ شخص بالغ مُتدِّرب يهتم بالطفل ويرعاه، ويمتلك القدرة على قيادة الطفل نحو النجاح والتميز. إشراك الطفل في عملية اتخاذ القرارات لجميع الأمور المؤثرة عليهم، وإعطاؤه الحق في التعبير عن آرائه وأفكاره وأحترامها . غرس المواطنة الصالحة والنشطة، والمسؤولية، والانتماء تجاه مجتمعه أو وطنه، وتعليمه الطُرق المناسبة لخدمة مجتمعه الذي سيعيش فيه مستقبلاً. تقديم الحماية الفعالة من التأثيرات السلبية عليه، وسوء المعاملة، والإهمال، والإيذاء الجسدي والنفسي، وجميع أشكال الاستغلال. العيش حياة هانئة وكريمة ضمن ظروف كافية لتعزيز شعوره بالكرامة والحرية، ومعاملته باحترام. تعزيز شعور الطفل بالروحانية وتنمية أخلاقه، وذلك عن طريق التطور الروحي والانتماء الديني. وخلاصة القول، لللطفولة جمال ومذاق خاص، ولحظات تحمل كل معاني البراءة ، والسعادة والمرح وربيع الزهور، ولا يوجد إنسان في الكون على الفطرة السليمة لا يحب الأطفال، لذلك فإن حمايتهم ونيل حقوقهم يمثل واجب وطني وعالمي وأخلاقي وإنساني.
المصدر: من مقالات وكتابات الدكتور علي مهران هشام - شبكة التواصل الاجتماعي -ا لانترنت
ساحة النقاش