نظرية التفكير في التفكير 62 - 62. (( الايام تارات.. والمظاهر خادعة )). الشريف البروفيسور الدكتور علي مهران هشام. نعم... الأهداف والنتائج والأدوات... مسؤولية فردية... اصبر وتمهل وستري... ثم أرضي... وأشكر الله. علي كل النعم. ## يحكى أن رجلا زوج ابنتيه
الاولي إلى فلاح ، و الثانية إلى صانع فخّار ..
سافر الرجل بعد عام ليزور ابنتيه ويطمئن عليهن.
فقصد أولا ابنته زوجة الفلاح التي استقبلته بفرح
وحينما سألها عن أحوالها قالت :
استأجر زوجي أرضا و استدان ثمن البذور و زرعها ..
و إذا أمطرت الدنيا فنحن بألف خير و إن ما أمطرت
فإننا سنتعرض إلى مصيبة ..
ترك الرجل ابنته الاولى. .
وذهب لزيارة ابنته الثانية زوجة صانع الفخار
التي استقبلته بفرح ومحبة ..
وفي جوابها على سؤاله التقليدي عن الحال والأحوال قالت :
اشترى زوجي ترابا بالدين وحوله إلى فخار ،
ووضعه تحت الشمس ليجف ..
فإن لم تمطر الدنيا فنحن بألف خير..
أما إذا أمطرت فإن الفخار سيذوب وسنتعرض إلى مصيبة
و لمّا عاد الرجل إلى عجوزته التي سألته عن أحوال بناتها
فقال لها :
إن أمطرت فاحمدى الله
و إن لم تمطر . فاحمدي الله .
هذا حال الدنيا، ما يناسبك، قد لا يناسب غيرك.. ## يذكر أيضا، ان شخصا ذبح عجلا كصدقة وقال لأخيه اخرج ونادي علي الأحباب والجيران ليشاركونا وليمتنا ويأكلوا معنا...
خرج أخوه الي الفضاء الشاسع ..واخذ يصرخ ...ياناس.. يا أهل الحي..يااهلنا أنقذونا.. ساعدونا لإطفاء حريق في منزل أخي... لحظات قليله وخرج مجموعة قليلة من الناس لتلبية النداء ومساعدة الملهوف.. والبقية عملوا كأنهم لم يسمعوا النداء... بالطبع
الناس التي أتت قاموا بالأكل والشرب والمتعة والسعادة للمفاجأة.
التفت الآخ نحو أخيه وتعجب وقال له أن الاشخاص الذين أتوا لا أعرفهم ولم يسبق لي رؤيتهم من قبل فأين أحبابنا وأصحابنا وأهلنا..
قال الذين خرجوا من بيوتهم أتوا ليساعدونا لإطفاء الحريق في بيتنا وليس من أجل الاكل أو الشرب.
العبرة هنا أن الذي لا تلقاه جنبك في وقت المحن والضيق والازمات ليس بحبيب أو صديق أو حتي رفيق. ## يحكي انه عندما اكتمل عدد الركاب بالقطار المتجه من فرنسا إلى بريطانيا ،كانت هناك امرأة فرنسية يجلس بجانبها رجل انكليزي بالصدفة.
بدى التوتر ظاهرا على وجه المرأة الفرنسية فسألها الانجليزي: لم أنتي قلقة؟
قالت أحمل معي دولارات فوق المصرح به وهي ١٠٠٠٠ دولار.
قال الانكليزي: اقسميها بيننا فاذا قبضوا عليك الشرطة الفرنسية او قبضوا علي نجوت بالنصف واكتبي لي عنوانك لأعيدها لك عند وصولنا لندن فعلت الفرنسية فأعطته عنوانها ..
ولكن عند التفتيش كانت الفرنسية تقف أمام الانجليزي عند الشرطة ومرت بدون اي مشاكل
وهنا صاح الانكليزي ياحضرة الضابط هذه المرأة تحمل عشرة الاف نصفها عندي والنصف الآخر معها وانا لا أخون وطني فقد تعاونت معها لأثبت لكم حبي لبريطانيا العظمى
وفعلا اعادوا تفتيشها مرة أخرى ووجدوا المبلغ وصادروه تحدث الضابط عن الوطنية وعن ضرر التهريب على الاقتصاد الوطني وشكروا الانجليزي وعبر القطار لبريطانيا.. وبعد يومين فوجئت المرأة الفرنسية بالرجل الانجليزي نفسه عند باب بيتها، فقالت له بغضب يا لوقاحتك وجرأتك مالذي تريد الآن؟
فناولها ظرف به ١٥٠٠٠ دولار،
وقال ببرود: هذه أموالك مع المكافأة فاستغربت من أمره
فقال لا تعجبي ياسيدتي فقد أردت إلهاءهم عن حقيبتي التي بها ثلاثة ملايين دولار فقد كنت مضطرا لهذه الحيلة.
* العبرة:
أحيانا يكون الذي يدعي الوطنية والشرف هو اللص الحقيقي!!
يا عزيزي :
## كلهم منتفعون وما أكثر الفيلة :
جلس الإمام مالك رضي الله عنه في المسجد كعادته يروي أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ... والطلاب حوله يستمعون
فصاح صائح :
جاء للمدينة فيل عظيم ( ولم يكن أهل المدينة قد رأوا فيلا قبل ذلك ، فالمدينة ليست موطنا للفيلة )
فهرع الطلبة كلهم ليروْا الفيل ... وتركوا مالكا
إلَّا يحيى بن يحيى الليثي فقط ...
فقال له الإمام مالك :
لِمَ لَمْ تخرج معهم ؟
هل رأيت الفيل من قبل ؟
قال يحيى :
إنَّما رحلت لأرى مالكاً ... لا لأرى الفيلة.
لو تأمَّلنا هذه القصة ...
لوجدنا أنَّ واحداً فقط من الحضور هو من عَلِمَ لماذا تغرب وسافر ؟ وما هو هدفه ؟
لذا لم يتشتت ...
ولم يبدد طاقاته ... يمنة ويسرة
أما الآخرون فخرجوا يتفرجون ...
لذا نجد أنَّ من حدَّد الهدف واستعان بالله ... وصل..
فكانت رواية الإمام يحيى بن يحيى الليثي عن مالك هي المعتمد للموطأ ...
أمَّا غيره من الطلبة المتفرجين ... فلم يذكرهم لنا التاريخ بشيئ.. حد هدفك.. وخطتك وامكانياتك.. ولاتشتت الوقت والجهد في اللامفيد..
## قصة واقعية حقيقية حدثت في احد البلاد الاسيوية :
خرج الطبيب الجراح الشهير على عجل الى المطار للمشاركة في المؤتمر العلمي الدولي الذي سيلقى فيه تكريماً على انجازاته الکبيرة في علم الطب ,
وفجأة وبعد ساعة من الطيران أُعلن أن الطائرة
أصابها عطل كبير بسبب صاعقة ، وستهبط اضطرارياً في أقرب مطار ،
توجه الى استعلامات المطار مخاطباً :
أنا الطبيب فلان العالمي.. كل دقيقة عندي تساوي أرواح أناس وأنتم تريدون أن أبقى ١٦ ساعة بإنتظار طائرة اخري؟.
أجابه الموظف : يادكتور، إذا كنت على عجلة يمكنك إستئجار سيارة ، فرحلتك لاتبعد عن هنا سوى ٣ ساعات بالسيارة .
وافق الدكتور على مضض وأخذ السيارة وظل يسير وفجأة تغير الجو وبدأ المطر يهطل مدراراً وأصبح من العسير أن يرى اي شيء أمامه وظل يسير وبعد ساعتين أيقن أنه قد ضل طريقه وأحس بالتعب
رأى أمامهُ بيتاً صغيراً فتوقف عنده وطرق الباب فسمع صوتًا إمرأة كبيرة تقول:
- تفضل بالدخول كائنًا من كنت فالباب مفتوح
دخل وطلب من العجوز المقعدة أن يستعمل تليفونهآ
ضحكت العجوز وقالت : أي تليفون ياولدي؟ ألا ترى أين أنت؟
هنا لا كهرباء ولا تليفونات
ولكن تفضل واسترح وخذ لنفسك فنجان شاي ساخن وهناك بعض الطعام كل حتى تسترد قوتك.
شكر الطبيب العالمي المرأة وأخذ يأكل بينما كانت العجوز تصلي وترفع كفيها الي السماء وتدعي الله.. وانتبه فجأة الى طفل صغير نائم بلا حراك على سرير قرب العجوز وهي تهزه بين كل صلاة وصلاة ،
استمرت العجوز بالصلاة والدعآء طويلاً فتوجه لها قائلًا:
... والله لقد اخجلني كرمك ونبل أخلاقك وعسى الله أن يستجيب لك دعواتك
قالت العجوز:
- ياولدي أما أنت ابن سبيل أوصى بك الله
و أما دعواتي فقد أجابها الله سبحانه وتعالى كلها إلا واحدة ، فقال الطبيب :
- وماهي تلك الدعوة ؟
قالت : هذا الطفل الذي تراه حفيدي يتيم الأبوين ، أصابهُ مرضٌ عضال عجز عنه كل الأطباء عندنا ، وقيل لي أن جراحاً كبيراً قادر على علاجه يقال له د/ايشان... ولكني علمت أنه يعيش بعيداً جدا من هنا ولا طاقة لي وانا سيدة عجوز... بأخذ هذا الطفل الى مكانه وأخشى أن لا يشقى هذا المسكين فدعوت الله أن يسهل امرى...
بكى الطبيب وحضن الطفل وقال انا الدكتور ايشان وقال : والله ان دعاءك قد عطل الطائرات وضرب الصواعق وأمطر السمآء ، كي يسوقني إليك سوقاً والله ما ايقنت أن الله عز وجل يسوق الأسباب هکذا لعباده المؤمنين بالدعآء
حينما تنقطع الأسباب لا يبقى إلا اللجوء إلى خالق الأرض والسماء انا الدكتور ايشان. قد احضرني الله الي منزلك هذا... فابشري خيرا.. فعلاج هذا الطفل أفضل عندي من كل التكريمات. والمؤتمرات. * العبرة.. لاتيأس ابدا.. فرحمة الله أقرب من لمح البصر... ## حكاية لها معنى....
يُروى أن امرأة كانت تقف لتتسول أمام باب المسجد كل يوم. وفي يوم من الأيام رآها إمام المسجد فسألها :
لماذا يا أمي وأنت سيدة فاضلة وابنك كان من أهل المسجد تقومين بهذا التصرف ؟ قالت : كما تعلم يا شيخنا أن ابني كان وحيدي وليس له إخوة ؛ وقد مات زوجي منذ سنوات طويلة وابني مسافر منذ ٨ شهور وترك لي مبلغاً لأنفق منه وصرت أضغط مصروفاتي لأقل درجة ولما انتهى اضطررت للتسول. فسألها إمام المسجد:
وابنك ألا يرسل لك أموالاً؟ قالت: كل شهر يرسل لى صورة ملونة أُقبِّل هذه الصورة وألصقها على الحائط للذكرى. قرر الإمام أن يزور بيت هذه الأرملة فكانت المفاجأة أن ابنها يرسل لها كل شهر شيكاً بألف دولار... هى تمتلك ٨ آلاف دولار وتتسول أمام الجامع لأنها تجهل القراءة والكتابة!! فأخذها الرجل هي والشيكات وصرف لها المبلغ ولم تعد فى احتياج لاحد ...
* العبرة إن قصة هذه الأرملة غريبة لكنها تشبهنا، وكلنا نملك النعم الكثيرة ولكن نستسهل الراحة فى التسول داخل هذا العالم الكبير؛ رغم أننا نملك المال ألوفير... لا تبتئس فشيكاتكم ووفرة مالكم في صحتكم وعلمكم وبصركم.. وسمعكم وامنكم. . ## قِيـل للحسن البصري : فلانٌ يحفظُ القرآن
فقال الحسن : بل القرآنُ يحفظه . ( لايسخر قوم من قوم... عسى أن يكونوا خيرا منهم).
## تامل وتمعن في التفكير٠:
-- الشاب الذي رفض الزواج بي لأنني أعمل ممرضه ؛ أنا التي انقذت ابنه من الموت!
-- الفتاة المتعلمة التي رفضت الزواج بي لأنني سائق ؛ انا الذي أنقذت زوجها في حادثة الطرق بعد منتصف الليل!
-- الطبيب الذي لم يعجبه عملي كصحفيّة؛ أنا التي أذعت نبأ اكتشافه لدواء فعال للسرطان!
-- الفتاة التي سخرت مني عندما طلبتها للزواج لأنني أسود البشرة وهي تريد أبناء بيض كأبيهم ؛ لم تنجب حتى الآن!
-- صاحب البقالة الذي سخر من الشلل الذي أصاب قدمي؛ بتر السرطان قدمه!
-- المرأة التي عيرتني بإنجابي للفتيات فقط ؛ توفي إبنها الوحيد!
-- الدكتور الجامعي الذي أخبرني أن وجهي لا يوحي بوجه طالب جامعي؛ تشوه وجهه ف حريق أصابه !
-- الشاب الذي سخر مني لكوني بدينة أصيب بخلل في الغدة النخامية .
الله يمهل ولا يهمل.. كلنا سواسية... ولاتلمزوا أنفسكم ولاتنابذوا بالألقاب.. ## الايام تارات... ( وتلك الأيام نداولها بين الناس ). يذكر أن.. أحد الخلفاء في احد الازمنة استدعي شعراء مصر.. ليسمع اشعارهم ويكرمهم.. فصادفهم في الطريق شاعر فقير يحمل علي كتفه جرة فارغة..كان يقصد البحر ليملاها بالماء ولكن تبعهم الي دار الخليفة.. فلما راي الخليفة ثيابه الرثة وحالته سأله من انت وماحاجتك وماذا تريد.. فقال: لما رأيت القوم شدوا رحالهم الي بحرك الطامي. أتيت بجرتي.. فاعجب الخليفة برده وفصاحة لسانه وقال املاوا له جرته بالذهب والفضة.. فحسده بعض الحاضرين.. وقالوا هذا فقير مجنون ربما لايعرف قيمة الذهب وكيف يصرفه.. فقال الخليفة هذا ماله يفعل به مايشاء.. ولكن بعد أن خرج الرجل قام بتوزيع كل مامعه من كنوز الي الفقراء.. وقال هم أشد مني حاجة... فبلغ ذلك الخليفة فاستدعاه وقال له لما فعلت ذلك.. فقال: يجود علينا الخيرون بمالهم ونحن بمال الخيرين نجود. فاعجب به الخليفة وقال املاوا له جرته من الذهب عشر مرات فالحسنة بعشر أمثالها. - الناس للناس مادام الوفاء بهم. والعسر واليسر أوقات وساعات. - وأكرم الناس مابين الوري رجل.. تقضي علي يده للناس حاجات... - لاتقطعن يد المعروف عن احد ما دمت تقدر والايام تارات... - واذكر فضيلة صنع الله إذ جعلت إليك.. لا لك عند الناس حاجات.. - قد مات قوم وماماتت فضائلهم.. وعاش قوم وهم في الناس أموات.. # يقول ابن عطاء الله السكندري رحمه الله :
* إعلم أن المجانسة تكون بالمجالسة؛
- إن جلست مع المسرور سُرِرت،
- وإن رافقت الغافلين غفلت،
- وإن جلست مع الذاكرين ذكرت،
- وإن صاحبت النائمين نمت.
فلذلك قال الله تعالي لمريم عليها السلام : *" وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ "* .
* تبَصر أمرك وتدبر حالِ صحبك
* وتأمل وتفكر في كلمات رب العالمين العالم بالظاهر والباطن :
* ( فمن أبصر فلنفسه )
" الأنعام : آية ١٠٤ "
* ( من عمل صالحًا فلنفسه )
" فصلت : آية ٤٦ "
* ( ومن شكر فإنما يشكر لنفسه )
" النمل: آية ٤٠ "
* ( ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه )
" فاطر: آية ١٨"
* ( ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه )
" العنكبوت: آية ٦ "
* ( فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه )
" الإسراء : آية ١٥ "
* ( ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه )
" محمد: آية ٣٨ "
* ( فمن نكث فإنما ينكث على نفسه )
" الفتح : آية ١٠ "
* ( ومن يكسب إثما فإنما يكسبه على نفسه )
" النساء: آية ١١ "
* ( قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه و من عمي فعليها و ما أنا عليكم بحفيظ )
" الأنعام : آية ١٠٤ "
إذن.. نجاحك في الدنيا.. ونجاتك يوم القيامة هو مشروع شخصي لن تؤاخذ على تقصير الناس معك ، بل ستُعاتَب وتؤاخذ على تقصيرك في حق نفسك ، فاستعن بالله ولا تعجز.
## يذكر أن أحد طلاب اﻹمام الشافعي وهو
.يونس بن عبد الأعلى رحمهم الله ان اختلف مع أستاذه اﻹمام " الشافعي" في مسألة ، فقام "يونس" غاضبًا .. وترك الدرس .. وذهب إلى بيته ...
فلما أقبل الليل... سمع "يونس" صوت طرق على باب منزله .
فقال يونس: من بالباب ..؟ .
قال الطارق: محمد بن إدريس فقال يونس : فتفكرت في كل من كان اسمه محمد بن إدريس إلّا الشافعي ..
قال: فلما فتحت الباب، فوجئت بالإمام الشافعي ..
فقال :
_ يا يونس، تجمعنا مئات المسائل وتفرقنا مسألة .. !!! .
_ يا يونس، لا تحاول الانتصار في كل الاختلافات .. فأحيانا "كسب القلوب" أولى من "كسب المواقف"...
_ يا يونس، لا تهدم الجسور التي بنيتها وعبرتها .. فربما تحتاجها للعودة يوما ما.
*اكره "الخطأ" دائمًا... ولكن لا تكره "المُخطئ" .
وأبغض بكل قلبك "المعصية"... لكن سامح وارحم "العاصي"...
_ يا يونس، انتقد. " القول"... لكن احب "القائل"... فإن مهمتنا هي أن نقضي على. " المرض... لا على المرضى" . إذن... تمهل في القول وفكر في كلماتك... فالله يوزن الأعمال بالذرة... ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره). " الزلزلة: ٧- ٨ ". والله المستعان.
ساحة النقاش