نظرية التفكير في التفكير 58 - 58 (( حبة العنب)) البروفيسور الدكتور علي مهران هشام..
ذات يوم اشترى أحد التجار ثلاثة كليلو جرام من العنب ، وقال لخادمه : أحمله الي البيت واعطه زوجتي ، لاني اخشي أن اتأخر عن العمل ، ولما انتهي من عمله وعاد الي بيته ، طلب من زوجته بعض العنب ليأكله.
فقالت له زوجته : لقد أكلته أنا والأولاد !
فقال : لقد اشتريت ثلاثة كيلو من العنب ولم تتذكروني ولو بحبة واحدة !... فسرح بخياله قليلا ثم
قام مسرعا وخرج من البيت وزوجته تناديه وهو لم يهتم بندائها ، ولم يستجب لصوتها ، وبحث عن احد سماسرة الأراضي والعقارات وقال له : أريد أفضل قطعة أرض عندك معروضة للبيع ( موقعا ومساحة.) ، فلما استعرضها قرر شترائها في الحال وذهب علي الفور إلى مهندس بناء لعمل الإجراءات الفنية والقانونية للبناء وتعاقد مع مقاول مشهود له بالثقة والأمانة وقال له : تعال معي ، وأراه الأرض ، وقال له : هذه هي رخصة البناء وهاهو المهندس يقف بجواري.. أريد منكما بناء مسجد يكون لي صدقة جارية ، وبدأوا في البناء !
وفي مدة وجيزة تم البناء ، ولما افتتح المسجد وادي الصلاة فيه مع المصلين... ذهب مسرعا الي بيته وزوجته . بنفس السرعة التي تركهم فيها من قبل عندما لم يتركوا له ولو حبة عنب واحدة... وهنا ابتسم والسعادة تملأ روحه ونفسه فقالت له زوجته.. لما السعادة المفاجئة اليوم وقد كنت مهموما عبوسا طوال الأسابيع الماضية ولم تجيب علي اي سؤال لنا.. لماذا تغير حالك. أين كنت؟..فقال لها الحمد لله كنت اخشي أن أموت قبل إتمام بناء المسجد... أما الآن أنا أسعد إنسان علي الارض..
الآن لو جاءني الموت.. فقد اكون مرتاح البال ، إنكم لم تتذكروني بحبة عنب واحدة وأنا حي بينكم ، فكيف تتذكروني بالصدقة علي بعد موتي ؟
الان عمر هذا المسجد أربعمائة عام،
( 400 عام كاملة) وهذا المسجد صدقة جارية لهذا الرجل ، لأنه اتخذ من حبات العنب درس وعبرة.
فيا أيها الإنسان قدّم لنفسك قبل الموت ، ولا تعتمد على أحد لفعل الخير نيابة عنك ، فقد ينساك أحب الناس إليك ، حتي ولو كانوا اهلك أو أولادك . اللهم تقبل منا صالح الاعمال.. ولو بابتسامة في وجه مسكين أو لمسة حنان علي كتف يتيم أو بصدقة جارية من علم ولو قليل أو ولد صالح يدعو لنا أو حتي بشق تمرة تصدقنا بها لله..
والله المستعان..
ساحة النقاش