<!--<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} </style> <![endif]-->
( عالم البيئـة )
البصمـة البيئيـة
بقلم:
د/علـي مهـران هشـام
-----------------------------------------------------------------------------------
رغم الجهود العالمية والاقليمية الكثيرة والمتنوعة لحماية الموارد والمعطيات البيئية واعتبارها قرضا من الاجداد يجب ألا يسدد من حقوق الاحفاد ؟! تتعدد المؤتمرات والدراسات والابحاث حول تقديم المقترحات والحلول لمواجة الاضرار والامراض التي يتعرض لها البشر والممتلكات الناتجة عن تدهور البيئة واستنزاف مواردها البكر ، ويبقي السلوك غير الرشيد للبشر وعدم الاتزان بين احتياجات التنمية والموارد الطبيعية والبيئية هي الاشكالية الأهم ، فكثيرا ماتجور المنفعة المادية وجشع رأس المال علي الصحة العامة والحياة الامنة والسلامة علي كوكب الارض.
استحدث الباحثون والعلماء والمؤسسات البيئية العالمية في بداية التسعينيات مصطلحا جديدا للبيئة ( البصمة البيئية ) ، ربما يقود الي المساهمة في حماية البيئة من التدهور والتلوث والاستنزاف ومن ثم توفير الراحة والامن والامان والسلامة المتكاملة والمستدامة لجميع الكائنات الحية وغير الحية. حيث قام الباحثون بقياس مساحة الأرض المطلوبة لتزويد السكان بالمواد، والموارد بشكل عام بناء على معدلات الاستهلاك المتباينة جغرافياً وكذلك قياس المساحة التي يتطلبها امتصاص نفاياتهم
الاستهلاك الصافي ). =الإنتاج + الاستيراد – التصدير )
البصمة البيئية Ecological Footprint هي مؤشر لقياس تأثير مجتمع معين ونظمه الطبيعية على عناصر ومكونات كوكب الأرض كما يوضح مؤشر البصمة البيئية مدى مستوى استدامة نمط عيش مجتمع معين، ومدى تأثيره وضرره على العناصر الاخري ويتم التوصل إلى هذه النتيجة من خلال مقارنة الإستهلاك للموارد الطبيعية مع قدرة الأرض على تجديد هذه الموارد أو بمعمي اخر اعتبار المواد المستهلكة خامات وموارد جديدة للاستخدام من جديد.
البصمة البيئية ترتبط بالاستهلاك الصافى للموارد الطبيعية، ويتم حساب ذلك باستخدام معادلة بسيطة يتم فيها خصم التصدير من مجموع الإنتاج والاستيراد، وأنه لحساب البصمة البيئية لابد من مقارنة معدل الطلب على الموارد الطبيعية، وبين مخزون الموارد الطبيعية، وهو ما يطلق عليه " القدرة البيولوجية " وهى مقدرة نظام بيئى معين على إنتاج موارد طبيعية صالحة للاستخدام البشري، فى الوقت الذى تقوم فيه بامتصاص المخلفات الناتجة عن ذلك الاستخدام وتختلف تلك الموازنة من دولة لأخرى باختلاف الأنظمة البيئية، والموارد الطبيعية، ومستوى المخلفات الخاصة بها.
علي كل حال، حساب البصمة البيئية يختلف من دولة الي أخري نظرا لاختلاف الخصائص الطبيعية والمناخية والاجتماعية والاقتصادية لكل دولة، وما يتبع ذلك من اختلافات فى الإنتاج بالنظر إلى طاقتها البيولوجية، فمثلا نجد أن دولة مثل البرازيل تمتلك طاقة بيولوجية أعلى من البحرين ، وذلك لتمتعها بغابات مطيرة، مما يمنحها تلقائياً إنتاجية أعلى من بيئة البحرين الصحراوية. لقد أصبح معدل الاستهلاك علي المستوي الدولي يفوق قدرة ما تنتجه الأرض، فى حين أن المعلومات المتوفرة على قدرة احتمال كوكب الأرض لهذا الإفراط فى الاستهلاك غير كافية للحياة الامنة. البصمة البيئية الخاصة بكل دولة هي عبارة عن مقدار الأراضى والبحار المنتجة لاحتياجات دولة ما من الموارد الطبيعية وما ينتج عن سكان هذه الدولة من مخلفات ونفايات باشكالها وصورها المختلفة والمتنوعة وتقاس بالهيكتار للفرد الواحد ، وكلما ارتفعت القيمة كان ذلك مؤشرا علي القلق والانحدار البيئي. عموما، توجد اليوم مؤشرات ملموسة نتيجة البصمة البيئية المرتفعة في معظم دول العالم ، التى يكمن بعضها فى مشكلة الاحتباس الحراري والسخونة الكونية ، واتساع ثقب الاوزون وخسارة التنوع البيئي، والتصحر وندرة المياه، وقطع أشجار الغابات، والصيد الجائر، وزيادة مشكلة مخزون الغذاء، وتلوث الهواء والاشعاعات والحرائق النفطية والإفراط فى الاستهلاك ، لذا فان القضية تتطلب تضافر جميع الدول والمكونات المجتمعية والافراد للتعاون الجاد والفعال والصادق لحماية كوكب الارض فانتقال الهواء سواء كان نقيا صافيا أو ملوثا مدمرا من موقع الي اخر لايتطلب تصريحا أواذنا بالمرور كما لايعرف حدودا جغرافية أو سياسية، فالمنفعة مشتركة وأيضا الاضرار علي الكل .( All For All )أيضا، يمكن استخدام البصمة البيئية بواسطة الأفراد ورجال الأعمال والقطاع الخاص والحكومات للوصول إلى التنمية المستدامة. كذلك تساعد تحاليل البصمة البيئية على صناعة القرار فيما يتعلق باستخدام الموارد البيئية والتعرّف على النواحي التي يمكن بها التقليل من الضغط على البيئة وعناصرها.
من ناحية أخري، من أبرز المفاهيم التي طورها الفكر الاقتصادي الأوروبي المستدام مؤخرا، مفهوم "المساحة البيئية" والذي يرتبط إلى حد ما مع مفهوم البصمة البيئية، إلا انه يستخدم في تحديد الحصة العادلة لكل دولة في العالم من الموارد الطبيعية ومدى تجاوزها لهذه الحصة، ويقوم بتحليل معيار العدالة البيئية في ذلك، وهذا ما أدى أيضا إلى تطور مفهوم الديون البيئية ومن ابرز المحاولات في هذا الاطار ما قام به الباحثون الألمان في معهد فوبرتال للبيئة والمناخ في دراسة عن " تخضير الشمال" والتي تخلص الي كيفية انتقال المجتمعات الأوروبية إلى الاستدامة، وقد طورت من خلال الدراسة مفهوم المساحة البيئية.
وينطلق المفهوم من حقيقة أن معظم السياسات البيئية في العالم قد ركزت في عملها على تقليل انبعاث الملوثات من الأنشطة الاقتصادية وحققت نجاحا ملحوظا خاصة في أوروبا الغربية. وتركز الدراسة الألمانية على دورة حياة السلعة الإنتاجية من كونها مادة خام ومن ثم مرورها بعمليات الإنتاج وأخيرا انبعاث المخلفات إلى البيئة. أما المساحة البيئية نفسها فتشير إلى المساحة من الأرض التي يمكن استغلالها بدون إحداث ضرر نهائي لا يمكن تصليحه في عناصرها الأساسية.
ويعني المفهوم بالتالي القدرة الاستيعابية للأرض والموارد الطبيعة على دعم النشاطات الاقتصادية ويركز على الحدود الاستثمارية لها وأن الدول الصناعية قد تجاوزت بكثير المساحات البيئية المحددة لها طبيعيا بينما لا تزال الدول النامية غير قادرة على الوصول إلى استغلال المساحة البيئية التي تستحقها، وهذا ما يؤكد عدم وجود عدالة بيئية بين الدول الغنية والفقيرة في استثمار الموارد الطبيعية.
إن تدهور الأنظمة البيئية بشكل مستمرّ وبسرعة متزايدة يبرز الحاجة الملحة إلى التنمية المستدامة فإدارة التنمية المستدامة تحتاج إلى الأدوات والطرق لحساب الطلب على الموارد البيئية وكذلك لحساب قدرة هذه الموارد على الاستمرارية. البصمة البيئية أداة محاسبية تجعل من التنمية المستدامة عنصراً قابلاً للقياس عن طريق قياس الاستهلاك الإنساني لمجاله الحيوي مقارنة بقدرة هذا المجال الحيوي على تجديد ذاته.
أما على المستوى العالمي تظهر تحاليل البصمة البيئية أن المجتمع الإنساني في حالة تعدي وتجاوز حيث أن استهلاك المجال الحيوي يزيد بمقدار 80% عن قدرة هذا المجال على تجديد ذاته .
وخلاصة القول، علينا اتخاذ موقف إيجابي فوراً، وذلك بحساب مستوى استهلاكنا للموارد الطبيعية لكي نصبح أكثر وعياً بأنماطنا الحياتية ، مما سيساعد المجتمع على تطوير وسائل جديدة للترشيد واستهلاك الموارد بشكل أكثر اتزانا وحكمة لتأمين الحاضر والمستقبل.
والله المستعـان،،،
Http//:kenanaonline.com/drmahran2020
ساحة النقاش