تكنولوجيات مازن

يهدف موقعنا هذا لإفادة طلاب البحث في المناهج وتكنولوجيا تدريس العلوم والثقافة العلمية وتبسيط العلوم

كتاب تكنولوجيا الرأسمعرفية ومجتمع المعرفة والمعلوماتية   تحت الطبع

تكنولوجيا الرأسمعرفية ومجتمع المعرفة والمعلوماتية

 

 

 

أعــــــــــــــــــداد

أ.د/ حسام الدين محمد مازن

كلية التربية – جامعة سوهاج

 

 

h[email protected]

<!--[if !mso]-->

<!--[endif]-->

 

<!--[if !mso]-->
<!--[endif]--> 2018م


 

 

 

إهـــــــــــــــــــــــداء

 

إلي المتطلعين لبناء مجتمع المعرفة الرقمي المصري والعربي أملاً في مستقبل مشرف ومشرق لغدٍ أفضل في عالم التكنولوجيا الرقمية

<!--[if !mso]-->

<!--[endif]-->

ب

<!--[if !mso]-->
<!--[endif]-->
 


محتويات الكتاب

 

عنوان الفصل

رقم الصفحة

الفصل الأول

التنبؤ بدخول مجتمع المعلومات

 

الفصل الثاني

مفهوم البيانات

 

الفصل الثالث

التحديات الراهنة لمجتمع المعلوماتية

 

الفصل الرابع

ادارة المعرفة ومجتمع المعلومات

 

الفصل الخامس

التعليم والتنمية الاقتصادية ومجتمع المعلومات

 

الفصل السادس

طبيعة مجتمع المعلومات

 

الفصل السابع

خصائص مجتمع المعلومات وقياساته

 

الفصل الثامن

صناعة المعلومات

 

الفصل التاسع

متطلبات صناعة المعلومات

 

الفصل العاشر

تكنولوجيا المعلومات وثورة المعرفة

 

الفصل الحادي عشر

رأس المال الفكري

 

الفصل الثاني عشر

رأس المال البشري

 

الفصل الثالث عشر

رأس المال الاجتماعي

 

الفصل الرابع عشر

أس المال النفسي

 

الفصل الخامس عشر

<!--[if !mso]-->

<!--[endif]-->

ت

<!--[if !mso]-->
<!--[endif]--> الرأسمعرفية وأداء الرأسمعرفية

 

 

المقـــــــدمـــــــــة:-

يشهد العالم تغيرات هائلة في مختلف جوانب ومجالات الحياة الإنسانية، ومع زيادة التقدم العلمي والتكنولوجي الهائل أصبحنا نعيش في عالم صغير،تتضاءل فية الحدود وربما تتلاشى يوماً ما، فالأحداث السياسية والاجتماعية والتكنولوجية التي تقع في اى بقعة من عالمنا يترتب عليها تغيرات تتفاوت شدة وسرعة من مكان لأخر علي بعد ألاف الأميال عن مكان وقوع الحدث.

ومهما بلغت طاقة الفرد في عصر ثورة المعلومات والاتصالات المعاصرة فلن يستطيع أن يسيطر علي أكثر من جزء بسيط جدا من الكم الهائل للمعلومات التي أصبحت تتضاعف كل ثلاث إلي خمس سنوات .ومع مرور الوقت تصبح معارفنا ومعلوماتنا المبنية علي معلومات الماضي غير كافية للتعامل مع المتغيرات المتسارعة والمتوقعة فى ميادين الحياة المختلفة

وأمام هذا الواقع تبرز أهمية مهارات وعمليات التفكير لأنها تزود الفرد بالأدوات التي يحتاجها حتى يتمكن من التعامل بفاعلية مع اى نوع من المعلومات أو المتغيرات التي يأتي بها المستقبل، ومن هنا يكتسب التعليم من أجل التفكير، وتعلم مهارات التفكير أهمية متزايدة لنجاح الأفراد وتطور المجتمعات

ولقد أصبح من المؤكد فى العصر الراهن-عصر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات-أن رصيد أى دولة لا يقاس -كما كان في الماضي –بما تملكة من ثروات طبيعية كالبترول والذهب والماس فحسب بل بما تملكة من عقول علمائها ومفكريها الذين يقومون بصناعة المعرفة وصولاً الي الدخل المعرفي القومي الذي يصون استقلالها ويحفظ كرامتها، فلا شك ان محور التقدم الذي نلاحظة في كثير من بلدان العالم هو العقل البشرى المفكر الذي كرمة تعالي في قولة "ولقدكرمنا بنى ادم وحملناهم فى البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم علي كثير ممن خلقنا تفضيلا ،ذلك العقل الذي يقدم لنا النظريات والافكار والمعلومات القابلة للتطبيق وما ينتج عنها مما يؤدى الي تطوير الحياة البشرية فى شتى المجالات

ومع التطور العلمي والتكنولوجي الذي استهللنا بة الألفية الثالثة تحاول كل دولة جاهدة ا ن تعد ابناءها وتسليحهم بكل ما يستجد من احداث حتى يمكنهم التفاعل بنجاح مع كافة المتغيرات والتحديات التى تظرا على حياتهم الانية والمستقبلية والتكيف الناجح معها وفي ذلك اشارت خطة اليونسكو (1990-1995)بالفقرة 38أن اطفال اليوم سيعيشون ويعلمون  في القرن الحادي والعشرين فى عالم يتزايد فية دوما التعقيد والتعرض للتحولات السريعة ،وليس النمو السكانى والقيود الاقتصادية وتدهور البنية والتقدم الهائل للعلم والتكنولوجيا وازدياد انتاج المعارف والمعلومات وتبادلها سوء بعض الظواهر التي يتعين على المجتمعات مواجهتها فى القرن 21 

 ويخطوا النظام العالمي في القرن 21 يحدوه ثلاث متغيرات أساسية تتمثل في

<!--الثورة التكنولوجية المعاصرة .وهذه الثورة تحكمها ثلاثة عناصر رئيسية وهي

<!--الثورة الرقمية التي غيرت صورة العالم بشكل جذري ،حيث أصبحت المعلومات غريزة وسهلة الحفظ والتداول والانتقال إلى مسافة بعيدة وبكفاءة عالية

<!--العولمة حيث يمثل البيئة الإنسانية الحاضنة لعملية التطور التكنولوجي التي جعلت من الاعتبارات العالمية والتعاون الدولي في التخطيط والتمويل احتياجا أساسيا للتقدم التكنولوجي الفعلي

<!--استكشاف الكون والتحرك نحو افاق جديدة

<!--أسلوب إدارة التفاعلات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية عن طريق منظومة الشبكات الممتدة والمعقدة التي تغطى حاليا شمال أمريكا وغرب أوربا واليابان وشمال الباسفيك

<!--الموضوعات والمجالات الجديدة التى تتناسب مع طبيعة النظام الجديد حيث سادت الحروب الباردة والصراعات الإقليمية وسباق التسليح بعد الحرب العالمية الثانية ولكن موضوعات النظام العالمي الجديد غلبت عليها مشكلات البطالة والتضخم وأسعار العملات وأسواق المال والتجارة والاستثمار والاتصال العالمي والمشكلات البيئية وما يسمى بالإرهاب العالمي وجرائم المخدرات والجنس

   إن التغيرات العالمية التي يتسم بها القرن بها القرن 21 هي

<!--الانتقال من المجتمع الصناعي الى مجتمع المعلوماتية والمعرفة

<!--الانتقال من التكنولوجيا الصناعية إلى التكنولوجيا رفيعة المستوى وأبرزها الحواسيب المتقدمة

<!--الانتقال من الاقتصاد القومي إلى الاقتصاد العالمي

<!--الانتقال من التفكير قصير المدى الى التخطيط طويل المدى

<!--الانتقال من المركزية الى اللامركزية

<!--النمو الواسع للمنظمات غير الحكومية والجمعيات الاهلية لخدمة المجتمع والبيئة

<!--الانتقال من الديمقراطية الشكلية التمثلية إلى الديمقراطية الحقيقية التشاركية قولا وفعلا

ومع تسارع التحولات فى عالمنا اليوم لا يكاد يفيق المرء تسمية جديدة للعصر حتى يداهمة وابل غزير من مسميات اخرى حيث يطلق البعض على العصر الراهن عصر القرن الحادى والعشرين ،عصر المعلومات عصر تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات ،عصر التكنولوجيا الالكترونية،عصر الموجة الثالثة ،عصر تحول القوة ،وعصر ما بعدالحداثة ...........الخ

وتطور الثورة التكنولوجية الحديثة تطورا سريعا ومفاجئا احيانا فى شتى مجالات الحياة ،فقدرة اى جهاز كومبيوتر تتضاعف اربعة الاف مرة كل عشر سنوات بنفس الحجم ،كما اكتشفت الترانزستورات دقيقة الحجم التى يمكن ان تجمع مائة مليون الى بليون منها فى شريحة صغيرة الحجم كشريحة الهاتف  SIMمثلا او شرائح الهاتف المحمول نفسة ، واصبح الان الكتاب او الصحيفة او اى مستند صغير او كبير فى حجمة يتم اعدادة على شريحة الكترونية ومنها شرائح وبطاقات الائتمان البنكية وشرائح او بطاقات مرتب الموظفين فى الدولة وشرائح الماستر كارد والفييزاكارد

واصبحت التكنولوجيا فائقة الصغر مدخلا هائلا الى العلاج الطبى وحجز تذاكر القطارات وسداد فواتير الهاتف والكهرباء والمياة والغاز الطبيعى والتسوق من المحلات الكبيرة

وقد ادت التكنولوجيا الجديدة الى توفير عصر الاتصال  العالمى للجنس البشرى فقضت على المسافات وهى ادوات مجتمعات عالم اليوم شرقة وغربة، شمالة وجنوبة، اقصاة وادناة

وهكذا اصبح نقل وتداول المعلومات الحديثة الدقيقة لاى مكان فى العالم متاحا وميسرا وفى ثوان معدودات عبر شبكة الاتصالات العالمية –الانترنت-

واذا كان التقدم العلمى والتكنولوجى الراهن يفرض علينا احتواء وتقدير هذة التكنولوجيا وشكر الله سبحانة وتعالى ان مكن عقل الانسان من تحقيقها ففى الوقت نفسة ينبغى علينا احترام استعمالها وعدم الاساءة من خلالها للاخر وهذة مشكلة المشاكل فى عالم اليوم (الرسوم المسيئة الى سيد الخلق اجمعين سيدنا محمد(ص))وهذة الظاهرة يطلق عليها سيطرة التكنولوجيا على الثقافة والحضارة الامر الذى ترتب علية مشاكل اجتماعية واسرية واخلاقية ومجتمعية وتفكك اسرى وانحلال اخلاقى والعنف والجريمة والجنس والادمان.

  حيث يتسم العصر الراهن بتزايد الاعتماد على المعلومات بصورة او باخرى ويطلق علية احيانا عصر المعلوماتية بما يتيحه من تبادل المعارف والخبرات وتفاعلها ما يجعل تسارع الاكتشافات العلمية والمخترعات التكنولوجية متزايدا يوما بعد اخر الامر الذى يزيد من الهوة الواسعة بين من يبدع ويخترع ويكتشف ومن لا يستطيع تحقيق ذلك .

ويرى البعض اننا حاليا نعييش عصر المجتمع اللاورقى الذى يعتمد على انظمة الية للمعلومات حيث اصبح فى متناول الانسان الموسوعات والقواميس والادلة والفهارس المخزنة اليا

ان الانتفاضة الضخمة التى حدثت وتحدث حاليا فى قاعدة المعلومات هى التى تفسر لنا ظهور الاقتصاد الرقمى للموجة الثالثة فقد اصبحت المعلومات والمعرفة وتداولها هى المورد  الرئيسى لاى اقتصاد متقدم لانها تقلل الحاجة الى المواد الخام والايدى العاملة والوقت والمكان وراس المال وباقى المدخلات الازمة لاى اقتصاد عالمى .

<!--[if !mso]-->

<!--[endif]-->

ج

<!--[if !mso]-->
<!--[endif]-->  ويأتي الكتاب الراهن كسلسلة من كتابات المؤلف في مجال تكنولوجيا المعلومات ودورها في التربية عامة وفي المناهج والتدريس وتكنولوجيا التعليم بشكل متخصص ليضيف أبعادا أخرى تتمثل في ضورة الأهتمام في العملية التعليمية بتكنولوجيا الرأسمعرفية كبعد اقتصادي يضيف قيمة مضافة إنسانية بشرية تأتي من رأس المتعلم وبتوجيه من مستشاره المعلوماتي وهو المعلم الذي يجب أن يتبوأ وظيفة جديدة في عصر تكنولوجيا المعلومات وبناء مجتمعات المعرفة الرقمية وهو أن يصبح مستشارا معلوماتيا لطلابه.

يتكون الكتاب الحالي من خمسة عشرة فصلا، حيث تناول الفصل الأول منها التنبؤ بدخول مجتمعنا المصري ومجتمعاتنا العربية بدخول مجتمع المعلومات،أما الفصل الثاني فقد تناول مفهوم البيانات، في حين تناول الفصل الثالث التحديات الراهنة لمجتمع المعلوماتية،أما الفصل الرابع فقد تناول موضوع إدارة المعرفة ومجتمع المعلومات، في حين تناول الفصل الخامس التعليم والتنمية الاقتصادية ومجتمع المعلومات، أما الفصل السادس فقد تناول طبيعة مجتمع المعلومات، وتناول الفصل السابع خصائص مجتمع المعلومات وقياساته، أما الفصل الثامن فقد عالج موضوع صناعة المعلومات، وتناول الفصل التاسع متطلبات صناعة المعلومات،في حين تعرض الفصل العاشؤ لموضوع تكنولوجيا المعلومات والثورة المعرفية،أما الفصل الحادي عشر فقد تناولنا فيه موضوع بكر وحديث الساعة في أبحاث تكنولوجيا المعلومات وهو رأس المال الفكري، وتناول الفصل الثاني عشر موضوع رأس المال البشري ، والثالث عشر تناول رأس المال الاجتماعي، في حين تناول الفصل الرابع عشر رأس المال النفسي ،أما الفصل الخامس عشر والأخير فقد تناول موضوع ال{اسمعرفية وأداء الرأسمعرفية .

  وبعد فأسأل الله العلي القدير ا، يمثل هذا الكتاب المتواضع لبنة من لبنات بناء هرم تكنولوجيا المعلومات والمعلوماتية لصناعة وإعداد مجتمع المعلوماتية والمعرفة أملا في بناء مواطن قادر على التفاعل الناجح مع المجتمع الرقمي .

                              حسام مازن،،،،،،،،،،،،،،،،،،،


 

 

 

 

 

 

الفصل الأول

التنبؤ لدخول عصر المعلومات


 

 


 


الفصل الأول

التنبؤ بدخول مجتمع المعلومات

   هناك معايير أو قياسات يمكن من خلالها التنبؤ بدخول مجتمع المعلومات! ويمكن النظر إلى تكوين البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات، ومدى نضوج هذه البنية كمؤشر على كون المجتمع مجتمع معلومات.

ومن أساليب القياس التي يمكن استخدامها:

   عدد الحواسيب، وعدد الخامات للإنترنت، وعدد المشتركين، وعدد المجابهين لأمية الحاسوب، ونسبة مساهمة المعلومات في إجمالي الدخل الوطني، ونسبة العمالة في مجال تكنولوجيا المعلومات، وغيرها.

   وحيث إن للإنسان في مجتمع المعلومات دورًا هامًا وحيويًا، فلا بد أن تكون له سمات تميزه وتجعله متوافقًا في حياته مع سمات مجتمع المعلومات ليعبرا سويًا في تناغم عن مفهوم الوعي المعلوماتي الذي أنتجه مجتمع المعلومات، والذي ظهر وظل يطلق على الشخص القادر على تحديد: ماذا يريد معلوماتيًا؟ وكيف يصل له سريعًا؟!

<!--خصائص مجتمع المعلومات:

مجتمع المعلومات: ليس مجرد مصطلح يستخدم لوصف تأثير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فحسب، وإنما هو أكثر من هذا، إنه يمكن أن يكون مجموعة من المنظورات أو وجهات النظر التي ترسم أو تحدد التغيرات الحديثة في المجتمع. وعن خصائص مجتمع المعلومات، ذكر أن هناك ثلاث خصائص رئيسة أساسية تتحكم في مجتمع المعلومات:

الخاصية الأولى: استخدام المعلومات كمورد اقتصادي حيث تعمل المؤسسات والشركات على استغلال المعلومات والانتفاع بها في زيادة كفاءتها وهناك اتجاه متزايد نحو شركات المعلومات لتعمل على تحسين الاقتصاد الكلي للدولة.


الخاصية الثانية: هي الاستخدام المتنامي للمعلومات بين الجمهور العام. يستخدم الناس المعلومات أيضًا كمواطنين لممارسة حقوقهم ومسئولياتهم، فضلاً عن إنشاء نظم المعلومات التي توسع من إتاحة التعليم والثقافة لأفراد المجتمع كافة، وبهذا فإن المعلومات عنصر لا غنى عنه في الحياة اليومية لأي فرد.

الخاصية الثالثة: هي ظهور قطاع المعلومات، كقطاع مهم من قطاعات الاقتصاد.

 إذ كان الاقتصاديون يقسمون النشاط الاقتصادي تقليديًا إلى ثلاثة قطاعات هي: الزراعة، الصناعة، الخدمات، ومع ثورة المعلومات العارمة التي يشهدها العالم حاليًا يتوقع الخبراء حدوث تغييرات جذرية في المجتمع المعلوماتي، تتمثل في صور عديدة منها:

انفجار المعلومات (التدفق الهائل في المعلومات) ومن مظاهره:

    النمو الكبير في حجم النتائج، وتشتت النتاج الفكري، وتنوع مصادر المعلومات وتعدد أشكالها، وزيادة أهمية المعلومات كمورد حيوي استراتيجي، ونمو المجتمعات والمنظمات المعتمدة على المعلومات، وبزوغ تكنولوجيا المعلومات والنظم المتطورة.

    تعدد فئات المستفيدين من المعلومات وظهور التوقعات المتغيرة له، وتنامي النشر الإلكتروني ومصادر المعلومات الإلكترونية.

وتزايد حجم القوى العاملة في قطاع المعلومات، والاغتراب والتحديث في مجتمع المعلومات، وإمكانية الدخول إلى المعلومات الشخصية للأفراد، وفوضى الاتصال، وهكذا، فإن أشهر الملامح البارزة الآن: هي التحول من اقتصاد الصناعات إلى اقتصاد المعلومات، والتحول من الاقتصاد الوطني إلى الاقتصاد العالمي الشامل، والتحول من إنتاج السلع والبضائع إلى إنتاج المعلومات.

ويذكر ربحي مصطفى عليان أن خصائص مجتمع المعلومات تمثل معايير أو قياسات يمكن من خلالها التنبؤ بدخول المجتمع، أو تحوله أو تطوره إلى مجتمع المعلومات.

    ويمكن النظر إلى تكوين البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات ومدى نضوج هذه البنية كمؤشر على كون المجتمع مجتمع معلومات.

ومن أساليب القياس التي يمكن استخدامها: عدد الحواسيب، وعدد الخامات للإنترنت، وعدد المشتركين، وأمية الحاسوب، ونسبة مساهمة المعلومات في إجمالي الدخل الوطني، ونسبة العمالة في مجال تكنولوجيا المعلومات، وغيرها.

ويتفق (وبستر) Webster  إلى حد بعيد مع (ويليام مارتن)   W. Martin فقد حدد خمس خصائص لمجتمع المعلومات، تتلخص في الآتي:

<!--الخصائص التكنولوجية (Technological).

<!--الخصائص الاقتصادية (Economic).

<!--الخصائص المهنية (Occupational).

<!--الخصائص الفضائية (Spatial).

<!--الخصائص الثقافية (Cultural).

    وذهب البعض إلى أن خصائص مجتمع المعلومات تشمل التالي:

أولاً/ الخصائص التقنية، وتشمل:

    البنية التحتية المعلوماتية الوطنية National Informational Infrastructure  وهي الهيكل الفيزيقي والتخيلي لمجتمع المعلومات، وتشمل الشبكات المالية، وشبكات الخدمة العامة كالهواتف والشبكات المتعاونة كالإنترنت، والشبكات المحلية، والشبكات الحكومية وشبكات وحدات الخدمات العامة كالمياه والمرور وغيرها من الشبكات.

المعلوماتية (Informatics):

    حيث يمتاز مجتمع المعلومات بأنه يركز على العمليات التي تعالج فيها المعلومات، وأن المادة الخام الأساسية هي المعلومة. وفي مجتمع المعلومات فإن المعلومات تولد المعلومات.

التخيلية أو الافتراضية (Virtuality):

    مجتمع المعلومات مجتمع تخيلي يرتبط بطريق المعلومات السريع أو كما وصفه (بيل جيتس) Bill Gates  بأنه طريق المعلومات فائقة السرعة. وهذا الطريق، كما تخيله (بيل جيتس)، تأخذ فيه التفاعلات المعرفية والمعلوماتية والاجتماعية والسلوكية أنماطًا مختلفة تمامًا مما اعتدنا عليه. وقد بدأ هذا العصر فعلاً من خلال استخدام الإنترنت في مختلف مجالات الحياة، وحيث يمكن السباحة في الفضاء الخارجي لتصفح محتويات الكتب والاستماع إلى الموسيقى والشراء والبيع والسفر والعلاج... إلخ.

الرقمنة(Digitization):

   أي توظيف الأرقام أو الرقمنة في التكنولوجيات الحديثة، وهو الذي أدى إلى ثورة جديدة في هذا المجال، فظهرت الكاميرا والموسيقى والهواتف الرقمية والحواسيب الرقمية... إلخ. فقد تحول الإنسان إلى أرقام، وبالتالي أصبحنا نعيش في مجتمع رقمي.

التكنولوجيا (Technology):

    وهي من أهم خصائص مجتمع المعلومات، حيث يعتمد المجتمع عليها، وخاصة تكنولوجيا المعلومات، في تسيير حياته الاقتصادية والاجتماعية أكثر من غيره من المجتمعات الأخرى.

    وقد ساهم في سرعة هذه التكنولوجيات، وبخاصة الحواسيب، الانخفاض الحاد في أسعارها.

الاتصالات (Communication):

لقد أدى استخدام الإنترنت على نطاق واسع في الاتصالات إلى الابتعاد عن الورق في التخاطب والتركيز على المعلومة المرسلة إلكترونيًا.

    ولا يتوقف الحديث هنا عند البريد الإلكتروني، بل تعداه إلى مؤتمرات الفيديو والدردشات الصوتية والمصورة، وحتى الزواج عن طريق الإنترنت، وغيرها من السلوكيات التي لم تكن شائعة ولم تكن مقبولة اجتماعيًا.

الأتمتة(Automation)والتلقائية:

    فقد حلت التكنولوجيا محل الإنسان في كثير من الأعمال، فهناك الطيار الآلي، والإنسان الآلي في المختبرات وفي المصانع، والصراف الآلي، والمجيب الآلي في المنازل... إلخ، وغيرها من التكنولوجيات التي تشترك بخاصية التلقائية أو الإحلال محل الإنسان في تنفيذ عمله.

ثانيًا/ الخصائص الاجتماعية، وتتمثل في:

المعلوماتية الاجتماعية (Social informatics):

    لقد تفاعلت التكنولوجيا مع الحياة الاجتماعية وأحدثت تغييرات في السلوكيات الاجتماعية للناس، وأحدثت تغيرات اجتماعية، ومن أمثلة ذلك التجارة الإلكترونية والمخازن الإلكترونية والتعليم الإلكتروني والروايات الإلكترونية وحتى الجامعة الإلكترونية. وقد نتج من ذلك تغيرات اجتماعية (Social changes) مصاحبة لتكنولوجيا المعلومات في مختلف جوانب الحياة الاجتماعية سواء داخل المنزل أو خارجه.

    كما ظهرت الشبكات الاجتماعية التكنولوجية (Socio-Networks Technical)، حيث يلعب الناس أدوارًا وعلاقات متنوعة مع بعضهم بعضًا ومع نظم وشبكات المعلومات.

التغيير المعلوماتي (Informational Change):

    سوف يدخل مجتمع المعلومات عصر نهاية الواقع وبداية التخيل أو الواقع التخيلي، عصر الفضاء، عصر الجريمة عن بعد، عصر الحروب الإلكترونية، عصر الهواتف بلا أسلاك، والمدرسة بلا أسوار، والمصانع بلا عمال، والأفلام بلا ممثلين، والمركبات بلا سائقين، المكتبات بلا رفوف ولا جدران، والموظفون بلا مكاتب، والرحلات بلا تنقل، والجيرة بلا قرب...

التفاعل الفضائي (Cyber interaction):

    إن ربط المجتمعات والمنظمات عبر العديد من شبكات المعلومات يحول هذه الشبكات الإلكترونية إلى شبكة اجتماعية كونية فضائية. لقد وفرت الشبكات لأفراد المجتمعات إمكانية أن يروا أو يسمعوا بعضهم البعض عن بعد، وكانت هذه الفرص صعبة أو مستحيلة دون الشبكات. إن الإنترنت أداة ربط بين الأفراد والمجتمعات بغض النظر عن اختلاف الثقافات واللغات والمكان والزمان، ولقد أدى ذلك إلى ظهور مجتمعات جديدة منظمة بسبب المصالح المشتركة. ويخشى بعضهم أن الانغماس الكبير على الشبكة كمجتمع تخيلي سيكون على حساب العلاقات الاجتماعية الواقعية.

التفاعل عن بعد ((Remote Interaction:

    لم توفر تكنولوجيا عصر المعلومات معدات وبرمجيات خاصية التخيلية لمجتمع المعلومات فقط، بل قربت المسافات بينها واختزلتها إلى حد إلغائها من الناحية العملية، فأصبحت المسافة بين شاشة الحاسوب والعين هي المسافة الحقيقية بين الفرد وأي شيء يتعامل معه، يضاف إلى ذلك التفاعل عن بعد على الشبكة، فلم يعد مهمًا أن نسافر ونلتقي، وإنما يمكن إجراء كافة النشاطات الإنسانية من خلال الحواسيب والشبكات. وقد انتشرت ظاهرة استخدام الدردشات (chatting) بين أفراد المجتمعات المختلفة ومن أمكنة مختلفة، سواء كانت مكتوبة أو بالصوت أو بالصورة، إلى المؤتمرات التي تجمع الأشخاص من مناطق بعيدة. والنتيجة ظهور عمليات عن بعد، مثل: التسوق عن بعد، وعقد المؤتمرات عن بعد، والتعليم عن بعد، والعلاج عن بعد، وحتى إجراء العمليات الجراحية عن بعد. وقد نتج عن ذلك كله ظهور مشكلات اجتماعية معلوماتية كثيرة، مثل البطالة وجرائم الحاسوب وخرق الخصوصية ومشكلات الملكية الفكرية وأمن المعلومات، بالإضافة إلى مشكلات كثيرة تتعلق بالمواقع الإباحية والجنسية وغيرها.

الخصائص الثقافية، وتتمثل في المظاهر الآتية:

الثقافة الكونية (Global Culture):

    حيث يمكن أن تتشكل ثقافة كونية في مجتمعات المعلومات بسبب إمكانية توحد المكان وذوبان الفوارق بين الدول والثقافات المختلفة، والتواصل المستمر بين الثقافات، الذي قد يشكل في النهاية ثقافة اجتماعية عالمية، وقد لعب الإنترنت دورًا كبيرًا في تكوين الثقافة العالمية.

العولمة (Globalization):

    العولمة بمعنى الانسياب الاقتصادي والتجاري والثقافي بين الدول والمجتمعات ليست ظاهرة جديدة، فقد عرفتها المجتمعات عبر التاريخ. وتعد ا

drhosam2010

حسام الدين محمد عبد المطلب مازن

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 379 مشاهدة
نشرت فى 9 أكتوبر 2018 بواسطة drhosam2010

حسام الدين محمد مازن

drhosam2010
الاستاذ الدكتور/ حسام مازن أستاذ المناهج وطرق التدريس، ووكيل كلية التربية بسوهاج للدراسات العليا والبحوث سابقا، والعميد السابق للمعهد العالي للكمبيوتر وتكنولوجيا الإدارة بسوهاج،عضو لجنة ترقيات الأساتذة في تخصص المناهج وطرق التدريس وتكنولوجيا التعليمللفترة2012=2015م ثم 2016/2019م .حائز على جائزة جامعة سوهاج التقديرية 2016م-أرفع جائزة بالجامعة. من المهتمين بتبسيط العلوم ونشرها »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

218,553