الاتحاد الدولى للإتصالات ( I T U )
The International Telecommunication Union
د. محمد ماهر الصواف
<!--[endif]-->
نجح 'كوك' و'هويتستون' فى تحقيق الاتصال من بُعدٍ في عام 1839 بنقل الرسائل على خط للبرق طوله 21 كيلومترا بين لندن ووست درايتون في أنجلترا. وبعدها نجح 'الكسندر غراهام بل' وسجل اختراعه لأول هاتف صوتي في عام 1876، ثم نجح ' ماركوني' وسجل اختراعه لأول نظام للاتصال اللاسلكي في عام 1896. وأضحت كل مناحي الحياة العصرية تقريباً - سواء في الأنشطة التجارية أو الثقافية أو الترفيهية، في العمل كانت أو في المنزل تعتمد على تكنولوجيات المعلومات والاتصالات.
فهل كانوا هؤلاء المخترعون يتوقعون أن ما اخترعوه سيكون بداية لما نراه الآن فى عالم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات حيث اكثر من مليار خط ثابت و اكثر من مليار خط محمول وآلاف محطات الاذاعة و التلفزيون وشبكات الانترنت ووالاقمار الصناعية؟؟؟
أن شبكة الهاتف الدولية تضم الآن مجموعة كبيرة متشابكة من خطوط الأسلاك النحاسية والالياف الضوئية والكابلات ذات الطاقة العالية الممدودة في قاع البحار، والوصلات المعتمدة علي اللاسلكي والاقمار، وهذه كلها تقوم مجتمعة بنقل مكالمات حول العالم مدتها تقرب من 200 مليون دقيقة كل يوم. وتعد شبكة الاتصالات الدولية العالمية أكبر إنجاز هندسي تم تحقيقه في العالم بل والإنجاز الأكثر تطوراً. إننا نستعملها في كل مرة نحاول النفاذ إلى شبكة الإنترنت، أو إرسال بريد إلكتروني أو رسالة قصيرة أو الاستماع إلى الراديو، أو مشاهدة التلفزيون، أو القيام بطلب على الخط، أو السفر بالطائرة.
ويوجد اليوم مليارات من المشتركين في الهواتف المحمولة، وما يقرب من خمسة مليارات من السكان لديهم تلفزيون، ويوجد عشرات الملايين من مستعملي الإنترنت الجدد كل عام.
والتساؤلات المطروحة هي : كيف يمكن التنسيق وتنظيم هذا الكم الهائل من الخطوط و القنوات الاذاعية و التلفزيونية الارضية و الفضائية و الأقمار الصناعية مع اشتراك جميع دول العالم فى التشغيل والاستفادة من هذه التكنولوجيا و الانظمة ؟ ومن الذى يقوم بالربط بين أنظمة الدول المختلفة؟ ومن الذى يضع المعايير القياسية للأنظمة التى تستفيد منها الدول المختلفة؟
للقيام بهذه المهام كان من الضروري إنشاء منظمة متخصصة في مجالات تكنولوجيا المعلومات والإتصالات سميت " الاتحاد الدولي للاتصالات " ، وهو وكالة متخصصة تابعة للأمم المتحدة وتتعاون مع الحكومات والقطاع الخاص في مساعدة العالم على الاتصال،
<!--ويختص الإتحاد بما يلي :
1- تنظيم وتنسيق الإتصالات اللاسلكية،
2- وضع المعاييرالقياسية الاتصالات،
3- تنمية الاتصالات،
كما ينظم الاتحاد مؤتمرات الاتصالات العالمية، وهو الوكالة الرائدة لتنظيم القمة العالمية لمجتمع المعلومات. تتمثل رسالة الاتحاد الدولي للاتصالات في المساعدة على نمو وتطوير شبكات الاتصالات والمعلومات حول العالم، كي يتسنى للجميع المشاركة في مجتمع المعلومات العالمي
ويقع مقر الاتحاد الدولي للاتصالات في جنيف بسويسرا، ويقوم الاتحاد الدولي للاتصالات منذ نشأته على الشراكة بين القطاعين العام والخاص، ويبلغ عدد الأعضاء فيه حالياً 193 بلداً وما يزيد على 800 كيان من كيانات القطاع الخاص والمؤسسات الأكاديمية. ويضم 12 مكتباً من المكاتب الإقليمية ومكاتب المناطق فى جميع أنحاء العالم.
ويشمل أعضاء الاتحاد مجموعة واسعة من قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في العالم، من أكبر شركات التصنيع وشركات التشغيل في العالم إلى الأطراف الفاعلة الصغيرة المبتكرة التي تستعمل تكنولوجيات جديدة أو ناشئة إلى جانب مؤسسات البحوث والتطوير الرائدة والدوائر الأكاديمية.
ويُعد الاتحاد الذي أنشئ على أساس مبدأ التعاون الدولي بين الحكومات (الدول الأعضاء) والقطاع الخاص (أعضاء القطاعات والمنتسبون والهيئات الأكاديمية)، المحفل العالمي الرئيسي الذي يمكن من خلاله للأطراف المختلفة العمل على تحقيق التوافق في الآراء حول طائفة واسعة من المسائل التي تؤثر على اتجاه الصناعة في المستقبل.