Dr. Maher Elsawaf

الطريق إلي التقدم والتنمية يقوم علي العلم والمعرفة وحرية التعبير

التنمية البشرية تدعم التنمية الاقتصادية

د. محمد ماهر الصواف

بعد أن أتت الحرب العالمية الثانية على الصرح الإقتصادى لمعظم دول أوروبا إهتمت هذه الدول برأس المال المادى وإعادة بناء المرافق الأساسية وتطويرها. وتوقع  العديد من الإقتصاديين أن إعادة البناء وتحقيق التنمية الاقتصادية لن يستغرق وقتا طويلاً ، إلا أن دهشتهم كانت كبيرة عندما وجدوا أن الفترة الفعلية التى استغرقتها عملية البناء كانت اكبر بكثير مما توقعوه ، وأدركوا أنهم لم يعطوا الإهتمام الكافى لتنمية الموارد البشرية.

وأثبت الواقع أن الدولة التى تعجز عن تنمية مواردها البشرية لا يمكنها أن تحقق أهدافها المرجوة حيث  أن العقل والجهد البشرى هو الذى يؤدى إلى التطور والتقدم ، فهناك دول تمتلك موارد بسيطة ومع ذلك فهي دول متطورة ، فبريطانيا واليابان من الدول التى تعد من أكبر القوى الاقتصادية في العالم, ورغم ذلك لا تمتلك كل منها سوى كميات متواضعة من المصادر الطبيعية ، ومع هذا فقد حققا تنمية كبيرة جعلتهما فى مصاف الدول المتقدمة وذلك بسبب اهتمامها بالتنمية البشرية  .

فثروة المجتمع الحقيقية تكمن أساساً في الموارد البشرية لذا فإن النظرية التقليدية للاستثمار يجب أن تتسع لتشمل الاستثمار في الموارد البشرية ، إذ أن الاستثمار الأمثل سيكون استثمار العقول والكفاءات البشرية خاصة فى الدول النامية التي تحتاج بشدة إلى وضع التنمية البشرية من أهم اولوياتها  حتى يمكنها استخدام مواردها المتاحة بأقصى كفاءة اقتصادية ممكنة .

وتعرف التنمية البشرية: بأنها القيام بعمليّة تطوير شاملة لعقل الإنسان فى مجالات العلم المختلفة . وأن يكون المرء مبدعاً ومنتجاً وصولاً إلى التمتع بإحترام الذات والتمكين والتمتع بإحساس الإنتماء لمجتمع ما. فهي تهدف  إلى تطوير القدرات البشرية ، وتوسيعها ، لزيادة التقدم ومضاعفة الحاصل المادى على المستوى الفردى والجماعى ، مما يحقق النهضة العلمية والرفاه الاقتصادى.

لا تشمل التنمية البشرية تطوير القدرات والمهارات فقط بل تتضمن تحسين كافة الظروف المحيطة بالانسان وفى كافة المجالات، وتحدد الأمم المتّحدة العمليات التى تساعد على تحقيقها وهى :

  • -      تنمية المعرفة والمهارات المكتسبة من خلال التعليم والتدريب المستمر وتقليل مستويات الأمية .
  • -    تحقيق مستوى لائق من المعيشة بتوفير خدمات مناسبة تضمن للإنسان الحماية الاجتماعية وإشباع الإحتياجات الإنسانية الأساسية مع تحسين البيئة المادية والإجتماعية .
  • -      توفير فرص لإدرار الدخل .
  • -      التمتع بحقوق الإنسان إلى الحد الأقصى الممكن .
  • -      تهيئة مناخ عام مريح نفسياً للأفراد وتحقيق العدل والمساواة بين أفراد الشعب وتقديم خدمات ورعاية صحية تليق بالمواطنين.
  • -    تنمية الثقافة الاجتماعية الإيجابية و تقبل الآخرين ، وتغيير وتبديل الموروثات القديمة السلبية . ومعالجة الإحباطات على الصعيد النفسى والعاطفى والعملى والاجتماعى.
<!--[if !supportLists]-->

 

 

Dr.maher elsawaf الأستاذ الدكتور محمد ماهر الصواف

drelsawaf
نشرالثقافة الإدارية والسياسية والإجتماعية والإقتصادية »

عدد زيارات الموقع

325,489

ابحث