Dr. Maher Elsawaf

الطريق إلي التقدم والتنمية يقوم علي العلم والمعرفة وحرية التعبير

تفتت الإسلام وضياع المكانة الدولية

د. محمد ماهر الصواف

 

اجتهد المسلمون عبر الأيام لتفسير وتأويل الأحكام والنصوص القرآنية  إعتماداً على سيرة الرسول الكريم وأقوال الصحابة، وإجتهدوا في البحث عن أحكام لما جد من تغيرات وأحداث وحوادث ، واستخدموا  لذلك القياس للإجابة على ما يستجد من تساؤلات. وكان طبيعياً أن تتعدد الآراء وتختلف الأحكام  والفتاوى المتعلقة بشأن واحد، إلا أنه من الغريب أن  يطفو وتتشكل فرق وجماعات تتمسك بآرائها، وظهر نتيجة ذلك الإرهاب الفكرى، وعدم قبول الرأى الآخر . وبالتالى وجدنا التطرف الدينى وغيره من أصناف التطرف، الذى يحرض على مصادرة حقوق الإنسان مثل الحق فى الإختلاف، إلى حد تكفير كل من يتبنى عقيدة فكرية أو دينية مختلفة، وبدأت الفرق المتعددة والجماعات المتضادة والتكتلات المختلفة تنتشر فى البلاد الإسلامية.

وفى مصر مثلها مثل باقى الدول الإسلامية تنامى خطاب الكراهية، والعنف والتطرف والإرهاب فى المؤلفات، والكتب، والصحف والمواقع الالكترونية وغيرها من وسائل الإعلام، وتجاوزت الحدود الصحية للإختلاف الذى يندرج تحت مفهوم التنوع، ودخلت فى إختلاف التضاد ومحاولة نفى الآخر.

وقد إحتد الإفتراق والخلاف  الى حد  بعيد ، لدرجة أن تُعطى كل جماعة  لنفسها الحق باحتكار الدين الإسلامى لنفسها وترفض بذلك كل المذاهب الآخرى والمسلمين غير المنتمين لهم، وتنبذهم بل تعتبرهم منحرفين عن صحيح الدين الإسلامى .

ونتيجة للقتال والصراع الدائر بين المسلمون فى عديد من الدول الإسلامية والوحشية فى التعامل بينهم تعجبت رئيسة الحكومة الألمانية انجلا ميركل وقالت أن الهند والصين لديهم أكثر من 150 رب و800 عقيدة مختلفة ويعيشون بسلام مع بعض بينما المسلمون لديهم رب واحد ونبى واحد وكتاب واحد لكن شوارعهم تلونت بالأحمر من دمائهم والقاتل يصرخ الله أكبر والمقتول يصرخ الله أكبر.

ويسأل أحد الكتاب، الدكتور روبرت رايلي (Robert R. Reilly).: هل الإرهاب الإسلامى هو نتاج الإسلام كدين، أم الإسلام السياسى؟ وهل الإسلام السياسى هي صورة مشوهة من الإسلام؟ وإذا كان الأمر كذلك، فمن أين أتى هذا التشويه؟ ولماذا الإسلام دون غيره من الأديان معرض إلى هذا النوع من التشويه؟

 

ويتساءل كاتب آخر (جيرالد برونر) فى كتابه "الفكر المتطرّف؛ كيف يصبح الناس العاديّون متعصّبين ؟ " كيف يجعلنا الإيمان بمعتقد ننخرط بلا قيد أو شرط فى نسق أفكار، يمكن أن يؤدّى بنا إلى التضحية بحياتنا؟ وهل المتطرّفون مجانين لا عقل لهم ؟

 

ويشير  د. رايلى مرة أخرى إلى أن فشل الدول الإسلامية فى تحقيق التقدم والتنمية ومسايرة التقدم العالمى،  لم يكن نتيجة للإسلام كدين، وإنما نتيجة حتمية للإنتحار الثقافى والعقلى الذى حصل قبل 11 قرناً من الزمان، ويؤكد أن منح الأولوية للعقل شرط أساسى للتقدم الحضارى، إذ لاتقدم بدون عقلانية. وبدون العقل لا يمكن بناء مجتمع متقدم، ويرى"إذا حَرم شعباً نفسه من الأفكار الحديثة، يرتكب إنتحاراً ثقافياً"

 

وعلى حق يرى كانط فى كتابه " الدين فى حدود العقل " التنوير هو خروج الإنسان من القصور الذى فرضه على نفسه. والقصور هو عدم قدرة المرء على إستعمال عقله دون هداية الآخرين. هذا القصور ليس نتيجة نقص فى العقل، بل نتيجة نقص فى القدرة على الإختيار ونقص فى الشجاعة لإستخدام العقل دون هداية آخر"

راجع فى ذلك مقالنا السابق :

http://kenanaonline.com/users/drelsawaf/posts/909027

 

 

Dr.maher elsawaf الأستاذ الدكتور محمد ماهر الصواف

drelsawaf
نشرالثقافة الإدارية والسياسية والإجتماعية والإقتصادية »

عدد زيارات الموقع

331,212

ابحث