Dr. Maher Elsawaf

الطريق إلي التقدم والتنمية يقوم علي العلم والمعرفة وحرية التعبير

استراتيجية التنمية الصناعية في ماليزيا

                                                     د. هالة ضرغام

في حوارٍ مع مهاتير محمد طلب منه رأيه في اسباب ضعف التنمية في في الدول العربية فقال:" كيف تنهض الدول العربية وهي تعيش على الأمجاد، مصر مثلا تعيش على الحضارة القديمة، ودول الخليج تعيش على الحضارة القديمة، هذه الدول مهد الحضارات ولكن للأسف جاء الأحفاد فلم يستطيعوا أن يواصلوا ما قام به الآباء والأجداد، كيف يستطيع هؤلاء النهضة وها هي أمامهم تجربة حية هي تجربة ماليزيا مع أن وضعها لم يكن حينما تسلمت مهام السلطة فيها أفضل من كثير من الدول العربية في ذلك الوقت "

بالفعل كان مستوي التنمية في دولة مالزيا منخفضا إلا أنه بالتخطيط الجيد وإخلاص قادتها استطاعت هذه الدولة في سنوات قليلة من التحول من دولة نامية الي دولة صناعية قادرة علي منافسة الدول المتقدمة وأحدثت تنمية شاملة في كافة المجالات . فقد احتذي مهاتير محمد النموذج السنغافوري متمثلا في قائدها في ذلك الوقت (لي كوان يو) الذي انتشل بلاده من التخلف وحولها الى بلد حديث وكل منهما احتذي النموذج الياباني المؤسسي، حيث لم يرتبط التطور باسم شخص ما وانما ارتبط بنهضة اليابان فكما نعلم فإن القيم اليابانية تعلي من قيمة الجماعة على الفرد. ومن الجدير بالذكر ان سنغافورة كانت جزءا من ماليزيا قبل ان تفصلهم بريطانيا عن بعض.

قد تكون دراسة مهاتير للطب قد افادته في السياسة فقد عمل دائما الي علاج اصل المشكلة فلم يقدم المسكنات بل كان يقدم العلاج لكل حالة على حدة. ففي عام 1997 رفض توصيات صندوق النقد الدولي واعتمد حلولا ذاتية للأزمة التي لحقت بالاقتصاد الماليزي في ذلك الوقت.

لقد ادرك مهاتير ان عدم عدالة التوزيع هي اصل الكثير من المشكلات ولذلك رفع شعار "كفاءة الانتاج وعدالة التوزيع" والعمل على زيادة الثروة الاقتصادية واعطاء الفئات المحرومة النصيب الاكبر دون مصادرة ثروة الاغنياء. لقد قامت استراتيجية التنمية في ماليزيا علي:

<!--عدالة توزيع الثروة

<!--النمو المتوازن لضمان الاستقرار الاجتماعي والسياسي

<!--ادارة التنمية من خلال نظرية حضارية متواصلة

<!--دعم القيم الاخلاقية لتأسيس مجتمع المسئولية مع المرونة ويبدو ان هذا هو ما تحتاجه مصر الان.

ومن النصائح القيمة لمهاتير محمد انه قال علينا توقع الاتي:

<!--مع كل انفتاح جديد للاقتصاد سوف تظهر مشكلات جديدة للاقتصاد القومي ويجب التحسب لها مستقبلا

<!--مع دخول بنوك اجنبية جديدة يجب الانتباه الي السياسة المالية والمصرفية في البلاد

<!--يجب ان يكون هناك اقصى درجات الشفافية

<!--يجب توجيه الاقتراض المصرفي الي وجهات استثمارية تخدم التنمية

<!--يجب أن يلعب التمويل المحلي (الادخار) دورا اساسيا في مشروع تطوير ماليزيا حيث وصل الى 35% من اجمالي الناتج القومي وبلغت المدخرات العائلية عام 2005 حوالي 70 مليار دولار استغلت في تطوير البنية الاساسية.

<!--يجب الا يكون الاستثمار في المجال العقاري المحلي فالاستثمار في المجال الصناعي هو جوهر التنمية

كما يجب الاشارة الى ان الشفافية وسهولة الوصول الى المعلومات من العوامل الهامة التي تساعد المستثمرين على اتخاذ القرارات الخاصة بالاستثمار في مكان ما. وليس لنا اي حجه   في اخفاء اي معلومات عن الاقتصاد فلسنا بمعزل عن الدنيا واقتصاديات العالم المتقدم والنامية اصبحت الان تعلن عن ارقامها بشفافية. كما يجب الإستفادة من هذه التجربة في الإقلال من توجيه الاستثمار في المجال العقاري والتركيز علي الاستثمار في المجال الصناعي.

 

 

 

  • Currently 5/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 617 مشاهدة

Dr.maher elsawaf الأستاذ الدكتور محمد ماهر الصواف

drelsawaf
نشرالثقافة الإدارية والسياسية والإجتماعية والإقتصادية »

عدد زيارات الموقع

331,287

ابحث