نحوالمستقبل مع الجيل الخامس من أنظمة نقل المعلومات (G 5)
د. هويدا ابو الغيط
إحتلت المانيا المرتبة السادسة في المقارنة بين 10 دول رائدة فى مجال الاقتصاد الرقمي، كما جاء (بتقرير رصد اقتصاد الرقمية 2015) مما جعلها تكثف الجهود والبحوث العلمية للصعود إلي مرتبة أفضل . ففي قمة تكنولوجيا المعلوماتية والذي إنعقد في برلين في 19 نوفمبر 2015 قال (ماتياس ماخينغ)، سكرتير الدولة في الوزارة الألمانية الاتحادية للاقتصاد والطاقة أنه رغم أن قطاع صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات IKT الألماني يشكل حوالي 4,6% من القيمة المضافة التجارية، متقدما على قطاع بناء الآلات التقليدي في ألمانيا، وخلف قطاع صناعة السيارات مباشرة،إلا الآفاق مازالت مفتوحة نحو المزيد". وأضاف انه " من الموضوعات المهمة في الطريق إلى "صناعة 4.0" سعة البيانات الكبيرة وأوقات الاستجابة المنخفضة، باختصار "G 5"
ومن المعلوم أن شركة هواوي "Huawei" الصينية هي الرائدة حاليا على المستوى العالمي فى هذه الصناعة، وهي تسعى لتوفير إمكانية نقل البيانات بسرعة تزيد 100 مرة، وبسعة تزيد 1000 مرة، واستهلاك طاقة منخفض لا يتجاوز واحد بالألف،خلال خمس سنوات القادمة، فى هذه الحالة سوف يكون بالإمكان تنزيل قرص DVD مضغوط ملىء بالبيانات خلال أقل من 4 ثوان، أى بسرعة تفوق قدرة أسرع DSL بمقدار 625 ضعفا. ولهذه الغاية تجرى الشركة أبحاثاً أيضاً فى ألمانيا، بمركز الأبحاث الأوروبي فى ميونيخ بالتنسيق مع 18 مؤسسة أبحاث أوروبية تعمل على تطوير تقنيات 5G.
وفي هذا المجال البحثى أعلن في العام الماضي مختبر "G5" التابع لجامعة درسدن التقنية، الذى تم تأسيسه قبل عام واحد ، وللمرة الأولى عن نقل بيانات باستخدام هذه التقنية، حيث أرسل العلماء بيانات بشكل لاسلكى بين جهازى كومبيوتر مستخدمين في ذلك نسخة حديثة من هذا التطوير، السرعة التي تم التوصل إليها كانت قريبة من 5 غيغا بايت في الثانية، متجاوزة الإمكانات المتوفرة حاليا بمقدار 50 ضعفا. ويسعى الباحثون فى المستقبل إلى توفير حزم عريضة، تصل إلى 100 غيغا بايت في الثانية، وإلى جانب الاستخدامات الكلاسيكية في مجال الاتصالات اللاسلكية، سوف تساعد تقنية 5G المعيارية أيضا في تسهيل الاتصال والتشبيك الخاص والصناعى فى الحياة اليومية، وأوقات الاستجابة ونسب الانقطاع التى سيتم تخفيضها .. بشكل واضح سوف تقود إلى أبعاد جديدة تماما في الوقت الحقيقي على صعيد التحكم بالمرور وإجراء العمليات عن بعد وتطبيقات الألعاب، ويأمل العلماء فى درسدن أيضا على الاعتماد على تقنية 5G خلال السنوات الخمس القادمة.
وهنا يثور التساؤل التالى : إذا كان البحث العلمى والمنافسة هى السمه الغالبة في عالم اليوم ، فأين الدول العربية من هذا السباق؟