حقوق الإنسان فى الإسلام
د. هويدا محمود أبو الغيط
عندما تذكر حقوق الإنسان بالنسبة للإسلام (والأديان عادة) يذكر – أول ما يذكر- حرية الإعتقاد لأن هذه الحرية تكتسب الأولوية بين الحريات، إذ هى جزء من حرية الفكر التى هى مفتاح كل الحريات الأخرى .
وعند معالجة هذه القضية لابد من التفرقة بين :
<!--الأحكام الواردة فى القرآن الكريم والتى تعد هى الأصل لكل ما يأتى بعدها .
<!-- الأحكام الواردة عن الرسول، وهذه يمكن أن تلحق بأحكام القرآن بعد التثبت ومع بعض التحفظات لأن من المسلم به أن السنة تابعه للقرآن.
<!-- الأحكام الواردة عن الفقهاء وهذه تمثل إجتهادات الفقهاء فى فهم النصوص فى ضوء عصرهم . ولا تعد ملزمة للمسلمين
أولا: لأن الفقهاء لا يملكون فى الإسلام حق التشريع، فهذا ما يختص به الله تعالى وحده .
ثانيا: لأنه من المسلم به أنه رغم عبقريتهم، وإخلاصهم، فإنهم – غير معصومين .
ثالثا: أن ما سجلوه من آراء استلهموا فيها روح العصر وتأثروا بأوضاعه ولم تكن هى أمثل الظروف.
و يجب الإشارة إلى أن الحضارة العربية الإسلامية والدين الإسلامى قد لعبا دوراً مهماً فى تطور وإنضاج وعى الإنسان بحقوقه وحرياته الأساسية، لاسيما مبدأ المساواة {إن أكرمكم عند الله أتقاكم} والتكريم الإلهى للإنسان {ولقد كرمنا بني آدم} واعتباره مركز الوجود، وعدم التمييز بسبب الجنس أو اللون وغير ذلك مما ترك أثره على تطور فهم الإنسان لحقوقه وحرياته الأساسية، ويتقبل القرآن الكريم التعددية الدينية وأنها إرادة الله تعالى ولو شاء لجعل الناس أمة واحدة وحق كل الأديان فى الوجود، وأن الله تعالى هو الذى يفصل فى الخلافات بينها وينص بصريح العبارة .. " يأيها الذين أمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم" (سورة المائدة الآيه 105) .
" تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون " ( سورة البقرة الآية 141).
<!--[if !supportFootnotes]-->
<!--[endif]-->