إدارة الأزمات أ.د. ماهر الصواف الأستاذ بأكاديمية السادات
الأزمات هي حالات طارئة أو مفاجئة تتضمن تهديدا لبعض النظم المستقرة بالدولة مثل النظام الاقتصادي أو السياسي أو الأمني وقد تقود إلي وقوع عدد من الأخطار والنتائج غير المرغوب فيها إذا كانت الحكومة غير مستعدة لمواجهتها والتعامل معها ودرء مخاطرها. بل وقد يحدث نوعا من الخلل والتوتر عقب وقوع الأزمات بسبب المفاجأة ، ونقص المعلومات والحاجة إلي سرعة التحرك حتي لا تتفاقم الخسائر.
وعلي ذلك كان من الضروري تبني التخطيط كمطلب اساسي مهم فى عمليات إدارة الأزمة إذ أن اسلوب رد الفعل العشوائي الذي تتبعه بعض الحكومات قد يؤدي إلي اتخاذ قرارات غير مدروسة تضر بالصالح العام . والتخطيط فى هذه الحالة يقوم علي التنبؤ بمتغيرات المستقبل وما قد يحدث من أزمات ، وهذا يتطلب بطبعة الحال جمع كم هائل من البيانات والمعلومات المحلية والإقليمية والدولية يتبعها جهود عقلية شاقة لتحليلها وتحديد الأزمات المتوقع حدوثها مستقبلا وتشكل خطرا علي الدولة أو احدي نظمها الاقتصادية أو الاجتماعية او السياسية ، أي ان التخطيط يعد تخطيطا وقائيا لحد كبير ويتضمن عدد من القرارات والخطوات المعده سلفا.
وللقيام بهذا النوع من التخطيط تتبني الحكومات أنواع مختلفة من تنظيم الوحدات المصفوفة (Matrix Organization ( والذي يشكل من عدد من اللجان الاستشارية المؤهلة للقيام بالعمليات العقلية المعقدة ، والوصول إلي عدد من السيناريوهات التي يمكن اتباعها عند حدوث ما تم توقعه من أزمات ( اسلوب محاكاة الأزمة (Stimulate the crisis) فالتخطيط هنا يتيح لفريق عمل إدارة الأزمات إجراء رد فعل منظم وفعّال لمواجهة الأزمة بكفاءة عالية .
ولا حاجة للقول أن الارهاب يفرض ضرورة تبني الأسلوب العلمي لإدارة الأزمات ونأمل ان تهتم الحكومات العربية بإعادة النظر في اليناء التنظيمي لمجلس الوزراء لتشكيل فرق عمل متنوعة يشارك فيها عدد من الخبراء مدربين علي التنبؤ بالمشكلات والأزمات المتوقع حدوثها فى المستقبل ووضع الخطط الوقائية لتجنبها ما أمكن أو التخفيف من تفاقم أثارها ، بدلا من انتظار وقع الأزمة والتعامل معها بقرارات عشوائية والتي عادة ما تعجز عن السيطرة علي نتائجها او سرعة تحديد أسبابها أو متابعة وضبط مرتكبيها في حالات الآزمات الإرهابية.