آداب التعبير عن الرأي علي وسائل التواصل الاجتماعي
أ.د. ماهر الصواف
نصت المادة (65( من الدستور المصرى 2014 على أن حرية الفكر, والرأى مكفولة. ولكل إنسان حق التعبير عن رأيه بالقول, أو الكتابة, أو التصوير, أو غير ذلك من وسائل التعبير والنشر .
وساهمت وسائل الاتصال والتواصل الإجتماعى العالمية في إتاحة الفرصة أمام الأفراد لنشر آرائهم بحرية كبيرة ليس فقط فيما يتعلق بالسياسات العامة بل أيضا في كثير من المسائل المجتمعية والاقتصادية . فالدور الذي تلعبه هذه الشبكات كبير جداً والتغييرات التي تحدثها في المجتمعات لا يستهان بها،
إلا ان إساءة استخدام هذه السلطة يشكل خطورة كبيرة في توجيه الرأي العام والتأثير سلبا علي ثقافة المجتمع والسلوك والاتجاهات وعلي أخلاقيات وقيم المجتمع والعلاقات الأسرية .
ولا شك أن الاختلاف في الرأي أمر طبيعي جدا فكل شخص يمتلك وجهة نظر تختلف عن باقي الأشخاص، والاختلاف شئ إيجابي يساعد على النقاش والحوار والخروج بأفضل النتائج، إلا أنه من الغريب أن ثقافة الاختلاف المتحضرة تعد أمرا نادرا في مجتمعاتنا وبصفة خاصة علي وسائل التواصل الاجتماعي حيث يشوبها العديد من السلبيات فهناك من يقوم بنسخ بعض منشورات وأراء الآخرين ونشرها دون التحقق من صحتها، كما يتم استخدام الألفاظ السوقية والعامية البحتة وعبارات المبالغة والتهوين والاعتداء في وصْف الآخر واستفزاز وازدراء الغير.
ان الاختلاف المتحضر يساعد علي الوصول إلى الحق والصواب في الموضوع الذي اختلفت الأراء حوله ويعتمد علي تقديم الحجج والبراهين، وليس مجرد إثبات الذات أو إثبات الوجود أو بغرض الشهرة أو غير ذلك من تصرفات لا تغني عن الحق شيئا . كما انه يتسم باستخدام الألفاظ الحَسَنة، مع البُعد عن جرْح الآخر .
إن الاختلاف المتحضر يجب ان يقوم علي الإعتماد على الأدلة الصحيحة، والبُعد عن الاعتماد على الأخبار الكاذبة و الأقوال التافهة البعيدة عن الصحة والحق .
التعبير عن الرأي له أصول وآداب ينبغي مراعاتها إعمالا لقوله تعالى: ﴿ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [النحل: 125]، لذا نرجوا تجنب الغرور والتزام آداب الحديث .