لا تكاد تخلو دراسة اهتمت بشؤون ذوي الاحتياجات الخاصة ، سواء كانوا من ذوي الاحتياجات الخاصة المكتسبة او الطبيعية ، من إشارة ما او توصية او عرض لدور الاعلام واثره في تضييق الهوة بين ذوي الاحتياجات الخاصة  والمجتمع  في مجال تقديم الخدمة لهم ، وارجو ان لايخطر بالبال ان هذه المحاضرة جاءت لمجرد الاستجابة لذلك العدد الهائل من التوصيات والعديد من الدرسات والمؤتمرات والمواثيق الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة فحسب وانما جاءت تعبيرا عن إيمان الباحث بأن الإعلام لابد ان يسهم ، في ما يسهم به ، من إعادة التكيف الاجتماعي لذوي الاحتياجات الخاصة من خلال اظهارهم كأشخاص يمتلكون طاقات عديدة بديلة وبناءة ، ذلك ان لا حدود نهائية لطاقات الانسان والاسهام الايجابي في مجالات الحياة المختلفة .

ومما لاشك فيه ان المكفوف – على سبيل المثال – الذي فقد فقد بصره يستطيع ان يستثمر حواسه الاخرى وان يعمل اعمالا تنسجم وطبيعة احتياجه ، ويستطيع ذوي الاحتياجات الخاصة من المبتورين ان يمارسوا الحياة بما تبقى لديهم من اعضاء سليمة وعليه فإن اعادة تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة تعد من الواجبات الانسانية والوطنية بشكل خاص ، وانها من ناحية اخرى تسند الاقتصادات الوطنية بالقوى العاملة ، وهنا يبرز دور وسائل الاعلام والاذاعة، احدها في اعادة ثقة ذوي الاحتياجات الخاصة بانفسهم وبقدراتهم وامكانياتهم ،     ولذوي الاحتياجات الخاصة كما هو معلوم ، حقوق المواطنة ، كما عليهم مسؤوليات اخرى في حدود امكانياتهم ينبغي على المجتمع ان يهئ لهم كل الظروف التعليمية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والنفسية لكي يتمتعوا بحقوقهم ويمارسوا واجباتهم وينموا مهاراتهم ، ولما كانت ممارستهم  لحقوقهم والايفاء بواجباتهم وقيامهم بتحقيق ذواتهم وتقبلهم لانفسهم – وهم بهذا العجز والنقص – لا يكون الا في وسط اجتماعي لذا فلا بد ان يتقبل المجتمع هذا الانسان بصفته مواطنا يقف على قدم المساواة مع المواطنين الاخرين .

        وقد اكدت هذه الحقيقة الامم المتحدة في (( إعلان حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة)) في قرارها المرقم (( 3447 )) في الدورة الثلاثين ، (( ان لذوي الاحتياجات الخاصة الحقوق نفسها التي يتمتع بها الاسوياء في مجتمعاتهم ، بما في ذلك الحق في الاشتراك والاسهام في مختلف النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية )) وقد جاء في ميثاق الثمانينات الذي سنته الامم المتحدة ويعد بيانا بأولويات العمل الدولية في مجالات التأهيل والوقاية من الاعاقة ما جاء ببث المعلومات الخاصة بالاشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة واستعدادتهم الكامنة والمعلومات الخاصة بالاعاقة وكيفية الوقاية منها ومعالجتها كما يأتي :-

(( تسهم حملات التوعية العامة في تغيير البيئة الاجتماعية ، فهي تشكل تحديا للافراد السليمين من الجمهور العام لتقويم اتجاهاتهم بشأن الافراد من ذوي الاحتياجات الخاصة ، ومن ثم فانها تساعد الافراد من ان يدركوا ان اتجاهاتهم السلبية وقيمهم الاجتماعية هي التي تمثل اكبر عائق يواجه الافراد من ذوي الاحتياجات الخاصة ومثل هذه الحملات لابد من ان ترفع توعية المجتمع لما لدى ذوي الاحتياجات الخاصة من استعدادات كامنة في الاسهام في الحياة الاقتصادية والسايسية الاجتماعية في مجتمعاتهم ويجب ان يستفاد في هذه الحملات من الوسائل الفنية للاعلام والاتصال بالجمهور )) .

وقد وجه الميثاق عددا من التوصيات الاخرى بشأن البرامج الاعلامية لا سيما البرامج الخاصة باختلاف المتعقدات والعادات والقيم السائدة في تنفيذ هذه البرامج واكد على ان البرامج الاعلامية لابد من ان تبين لذوي الاحتياجات الخاصة حقوقهم الكاملة في المجتمع والخدمات التي ينبغي ان تتاح لهم . وجاءت في المؤتمرات التي تحققت في السبعينات وبداية الثمانينات لا سيما عام 1981 العام الذي عدته الامم المتحدة عاما دوليا لذوي الاحتياجات الخاصة ، وحثت فيه الهيئات الحكومية وغير الحكومية على اعطاء الاولوية لحل مشاكلات ذوي الاحتياجات الخاصة.

وما لاشك فيه ايضا  ان معظم اقطار الدول العربية اسهمت في هذا المجال ، فالحلقات الدراسية التي اقامتها جامعة الدول العربية منذ عام 1969 وخاصة " الحلقة الدراسية التربية الموهوبين والمتفوقين في البلاد العربية " الى اهمية الاعلام بهذا الخصوص كما دعت الحلقة الدراسية لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة بالدول العربية الخليجية التي عقدت في البحرين مابين 14 و 23 تشرين الثاني " نوفمبر" في سنة 1981 في توصياتها الاعلامية ما يأتي :-

(( تكثيف الجهود لتعريف المواطنين بمظاهر الاعاقة في مساعدتهم على اكتشافها في وقت مبكر وتوزيع نشرات مبسطة واعداد برامج تلفازية واذعية متنوعة ذات مضمون يبتعد عن النصيحة والارشاد المجرد المباشر وذلك بالتعاون مع مجلس وزراء الصحة لدول الخليج العربي ومؤسسة الانتاج البرامجي المشترك لدول الخليج العربي ))  .

اما التوصيات الخاصة بالاذاعة ، " فقد ناشدت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم " بمناسبة العام الدولي لذوي الاحتياجات الخاصة المؤسسات الاذاعية الوطنية ببث البرامج الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة وقد قامت المنظمة ضمن انشطتها في السنة المذكورة ، بتسجيل شريط اذاعي بالتعاون مع الاذاعة الوطنية التونسية ، ووزعت نسخا منه على المحطات الاذاعية العربية لبثه بمناسبة العام المذكور وقد تضمن الشريط الاذاعي الموضوعات الاتية :-

<!--حجم الاعاقة في الوطن العربي وواقعها.

<!--مدى اهتمام الاقطارالعربية بالمشكلة وابعادها كما عكسته دساتيرها وما قدمته من امتيازات اساسية باعتبارها هذه المشكلة جزءا من استراتيجيتها في تنمية المواهب البشرية .

<!--جهود المنظمة في تقوية التعاونبين البلدان العربية والتنسيق في حقل التربية الخاصة ولتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة في دعم عدد المشروعات الخاصة المشتركة.

 

شكراً لحسن المتابعة والي اللقاء في موضوع آخر

ويمكنكم في حالة الاستفسار الاتصال بالعنوان التالي:

[email protected]

[email protected]

 Mobil: 01061060503   

 

المصدر: أ.د / محمد السيد سليمان فولي إستاذ الارشاد والإعلام الريفي مركز البحوث الزراعية مخرج برامج بالقنوات الفضائية
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 193 مشاهدة
نشرت فى 30 أكتوبر 2020 بواسطة drFouly

ساحة النقاش

ا.د/محمد السيد سلمان الفولي.

drFouly
هذا الموقع من المواقع العلمية المتخصص في تناول وعرض الموضوعات العلمية والثقافية في مختلف التخصصات والمجالات سواء الارشادية او الطبية او الاجتماعية وكذلك التركيز علي الموضوعات الإعلامية .......أ . د/ محمد الفولي استشاري انتاج وإخراج البرامج المرئية بالقنوات الفضائية . »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

269,516