د/ أحمد عبد الوهاب برانيه

أستاذ إقتصاد وتنمية الموارد السمكية

مقـدمة:

          يهدف هذا التقرير إلى استعراض الوضع الحالى لقطاع الثروة السمكية في الدول العربية، حيث يتناول مصادر أنتاج الأسماك والمنتجات البحرية من المصايد العربية الطبيعية والمستزرعة، والجوانب المتصله بالاستهلاك والتجارة الخارجية سواء مع الدول الأخرى أو فيما بين الدول العربية وتوقعات الأنتاج والطلب حتى عام 2015، كما يتضمن التقرير الجوانب المتصلة بتسويق وتداول وتصنيع الأسماك واسطول الصيد والصيادين وتنظيماتهم، وكذلك الجوانب المؤسسية والتشريعية.

 

          وفي النهايه يحدد التقرير أهم المشاكل والمحددات التى تواجه تنمية قطاع الثروة السمكية، لتكون تحت نظر المسئولين ومتخذى القرار لاتخاذ الاجراءات ووضع السياسات اللازمة لمواجهتها وفي النهاية يتناول التقرير دور التعاون العربى في تنميـة الموارد السمكية وألية تحقيق ذلك.

 

          وتم الاعتماد في إعداد هذا التقريرعلى البيانات والمعلومات التى تم الحصول عليها من استمارات الاستبيان التى اعدت في اطار مشروع " إنشاء قاعدة بيانات لقطاع الثروة السمكية في الدول العربية "، والتى غطت العديد من الجوانب المتصله بالقطاع في كل دوله عن آخر سنة متاحة.

          ويجب التنويه أنه في بعض الحالات لم يتم اسيفاء البيانات المطلوبة في استماره الاستبيان بشكل كامل وبالدقة المطلوبة، كما أن بعض الدول لم تستوفى الاستبيان من اساسه، وفي محاوله لسد النقص في بعض البيانات، فقد تم الاعتماد على البيانات والاحصاءات التى تنشرها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، وكذلك بعض المنظمات الدولية الأخرى. وعلى هذا فقد تم اعداد التقرير الحالى في ضوء ما هو متاح من معلومات وبيانات.

1-  مصادر الأنتاج

          تشغل الدول العربية مساحة جغرافية واسعه ومتفرقه تقدر بحوالى 22.5مليون كم2 ، وتحيطها المياه البحرية من جميع الجهات، فالخليج العربى وخليج عمان من الشرق، وأواسط شرق المحيط الأطلنطى من الغرب، والبحر المتوسط من الشمال، والبحر العربى والمحيط الهندى من الجنوب، بالإضافة إلى هذه المسطحات، يوجد البحر الأحمر والعديد من الخلجان واللاجونات والأراضى الرطبه، والعديد من الأنهار أهمها نهر النيل، والفرات، وكذلك البحيرات الطبيعية والصناعية، وكلها توفر امكانيات كبيره لأنتاج الأسماك والكائنات المائية الأخرى، كما أن المناطق الاقتصادية الخالصة  EEZ  تصل المياه البحرية العربية بمصايد الأسماك الدولية الغنيه.

 

كما أن التوسع في مجال الاستزراع المائى في المياه البحرية والمياه الداخلية يمثل مصدراً اضافيا لأنتاج الأسماك وغيرها من المنتجات المائية.

 

1-1        المصايد البحريـة

أهم مناطق الصيد في المنطقة العربية هى المياه الساحلية، والمياه الاقليمية، والمنطقة الاقتصادية EEZ  للدول التى تقع على وسط شرق المحيط الأطلسى (المغرب وموريتانيا)، بحر العرب والخليج العربى (العراق، الكويت، البحرين، قطر، الامارات، عمان، اليمن، السعودية) خليج عدن (اليمن)، البحر الأحمر وشمال غرب المحيط الهندى (السعودية، الصومال، السودان، مصر، جيبوتى، الأردن، اليمن)، البحر المتوسط (الجزائر ، تونس ، ليبيا، مصر، فلسطين، سوريا، لبنان ، المغرب). وتضم هذه المناطق البحرية  الخلجـان واللاجونات المتاخمـه.

 

          ويقدر إجمالى طول السواحل العربية بحوالى 23 ألف كيلو متر، كما تقدر مساحة الرصيف القارى للدول العربية مجتمعه بحوالى 707 ألف كيلو متر مربع جدول رقم (1).

 

 

 

          وتمتلك المغرب اكبر مساحة للرصيف القارى (115 ألف كم2)، تليها السعودية (95 ألف كم2)، ثم مصر (87.1 ألف كم2)، أى ان الثلاث دول تمتلك حوالى 42% من اجمالى مساحة الرصيف القارى في المنطقة العربية.

 

         

ونعرض فيما يلى لأهم خصائص المصايد البحرية العربية.

1-1-1            مصايد وسط شرق المحيط الأطلنطى

§   تعتبر منطقة وسط شرق المحيط الأطلنطى اهم المصايد العربية على الأطلاق، حيث يتم صيد حوالى 190 نوع أو مجموعة في هذه المنطقة. وأهم الدول التى تستغل هذه المنطقة هى المغرب وموريتانيـا.

§       تسود الأسماك العائمه الصغيرة في هذه المصايد خاصه اسماك السردين و Lupeidsوالتى تمثل حوالى 90% من إجمالى المصيد.

§       اتجه انتاج موريتانيا من الاسماك القاعيه في منطقة الرصيف القارى الى الانخفاض منذ عام 1984 نتيجة كثافة عمليات الصيد.

§   تقدر الغله القصوى المتاحه من اسماك السردين المغربى بحوالى 550 ألف طن، وأن مستوى الاستغلال الحالى يعتبر متواضعا بالمقارنة بحجم المخزون المتاح. وتتصف المخزونات من السردين وغيرها من الاسماك العائمه الصغيرة مثل الماكريل، والهورس ماكريل Horse  Mackerel, Mackerel   بالتذبذب الشديد.

§   تتوفر مخزونات كبيره biomass من اسماك السرديـن في المصايد الموريتانية تقدر بحوالى 4 مليون طن، كما تقدر المخزونات من اسماك الماكريل والهورس ماكريل المتاحه للمغرب بحوالى 830 ألف طن.

§   طبقا لأحصاءات الأنتاج الموريتانية قدر انتاج موريتانيا بحوالى 600 ألف عام 2003 طن، في حين أن احصاءات منظمة الأغذية والزراعة قدرت الأنتاج عن نفس العام بحوالى 80 ألف طن فقط، ويمكن ارجاع هذا التباين في التقديرات إلى أن أنتاج أساطيل الصيد الأجنبية التى تعمل في المصايد الموريتانية بشكل قانونى أو غير قانونى لا يتم تسجيل انتاجها باعتباره من المصايد الموريتانية.

 

1-1-2            مصايد شمال أفريقيا وشرق البحر المتوسط

§   تضم هذه المنطقة المغرب (على طول الساحل الجنوبى الغربى لشمال أفريقيا)، وكل من تونس ، وليبيا، ومصر وفلسطين وكذلك لبنان وسوريا في الشرق.

§       تعتبر مصايد البحر المتوسط بصفه عامـه فقيره في مواردها البحريه الحيه، إلا أن التصرفات الأرضية المحمله بالمكونات المغذيـة والتى تتدفق إلى البحر مع مياه الصرف الزراعى في منطقة دلتا النيل وغيرها من الأنهار تزيد من خصوبة المناطق الساحلية لهذه الدول.

§   أن مصايد الرصيف القارى مستغل بشكل كثيف، ومع ذلك توجد بعض الامكانيات لزيادة المصيد من بعض مناطق الصيد أو من بعض المخزونات التى يتم استغلالها بشكل متواضع أو غير مستغله مثل الجمبرى الصغير، اسماك القرش والاسماك العائمه الكبيره والتى هى متواجده خارج حدود الرصيف القارى.

§   توضح احصاءات الإنتاج أن مصايد هذه المنطقة لديها المقدره على مقاومة الزيادة الكبيره في جهد الصيد، وأنها أحد المناطق البحرية القليله التى تظهر زيادة ثابته في الأنتاج.  وأن هذه الزيادة تتعارض وبشكل واضح مع عمليات الصيد التقليدى، والزيادة الكبيره في اعداد السكان في المناطق الساحلية. وأن أهم الأصناف التجارية هى الأنشوجه، هورس ماكريل وغيرها. كما ان الظاهرة الأخرى في هذه المنطقة الزيادة الملحوظة في أنتاج الأسماك السطحيه الكبيره.

§   بالنسبة لمصايد شرق البحر المتوسط، فإنه توجد إمكانيات قليله لزيادة الأنتاج. وبصفه عامه فإنـه يستبعد وجود أيه مخزونات غير مستغله في هذه المنطقة، ومع ذلك فإن بعض مخزونات الاسماك العائمه يمكن أن تزيد فجأه من وقت إلى آخر والذى قد يكون بسبب ظروف بيئية مؤقتـه.

§       توجد مصايد الجر الغنية نسبيا في كل من خليج جابس في تونس، وخليج سرت في ليبيا، وأمام منطقة دلتا النيل في مصر.

§       طغت على السطح مشكلة طاقـة الصيد الزائده في جنوب البحر المتوسط مع التوسع في اسطول الصيد في ليبيا.

 

1-1-3            مصايد الخليج العربى وبحر العرب وخليج عمان والبحر الأحمر

§   معظم الدول في هذه المنطقة لا تعتمد بشكل اساسى على الاسماك ومنتجاتها كأحد المحاور الأساسية في اقتصادها القومى، باستثناء اليمن.

§   يعتبر الصيد الجانبى وبالتالى اعادة القاء اسماك في البحر أهم المشاكل التى تواجهها الكويت ، السعودية والبحرين، حيث قدرت نسبة الصيد الجانبى لمراكب صيد الجمبرى (الجر) بحوالى 90% من اجمالى المصيد.

§   أن الموارد السمكية في البحار الرئيسية في هذه المنطقة غير وفيره، ولكنها توفر فرص عمل للصيادين المحليين، مع وجود تقديرات عن وجود موارد سمكية يمكن أن تستغل في كل من خليج عمان وبحر العرب.

§   ومع ذلك فإن جميع المخزونات ذات القيمة التجارية في مصايد الجزء الشرقى من السعودية والبحرين، وقطر، والامارات العربية المتحده مستغله بالكامل. وأن الشعاب المرجانية في البحر الأحمر وما تحتويه من تجمعات سمكية مهدده بسبب الصيد الجائر.

§   المصايد في هذه المنطقة – كما هو الحال في بعض الاجزاء من المناطق الأخرى- مهدده بتدهور بيئتها نتيجة التسرب البترولى، والمخلفات الصناعية والحضرية والزراعية.

 

1-2        المصايد الداخلية

تضم الأنهار وفروعها والبحيرات الطبيعية والصناعية، والمستنقعات وغيرها من المسطحات المائية الداخلية الدائمة أو الموسمية، والتى تعتبر مناطق صيد غنيه في العديد من الدول العربية، وتقدر مساحتها بحوالى 1.5 مليون كيلو متر مربع، تتركز في كل من السودان- العراق- مصر- سوريا- المغرب- موريتانيا.

 

          ومن أهم الملاحظات بالنسبة للمصايد الداخلية، هو تعرض مساحات بعضها إلى التناقص لأسباب مختلفة مثل بحيرات دلتا النيل في مصر، وعدم استغلالها بشكل كامل كما هو حادث في مناطق المستنقعات في العراق (الاغوار) ، وأيضا في السودان والتى تقدر مساحتها بحوالى 40 ألف كيلو متر مربع.(1)

 

1-3        المـزارع السمكية

يعتبر الاستزراع السمكى مصدرا انتاجيا حديثا نسبيا في العديد من الدول العربية، حيث حقق تقدما ملحوظا منذ عام 1984، خاصه في كل من مصر والعراق وسوريا بسبب توفر المياه العذبه في هذه الدول، وفي السنوات الأخيره تمت مزاولة هذا النشاط في المياه البحريه في العديد من الدول الأخرى، والتى تتصف بندره المياه العذبه مثل الكويت والسعودية والبحرين، ودولة الامارات العربية المتحده.

 

2-  الأنتـاج

§   طبقا لبيانات منظمة الاغذية والزراعة قدر الأنتاج العالمى من الاسماك في عام 2003 بحوالى 132.3 مليون طن (وزن حى)، منها 90.3 مليون طن (68%) من المصايد الطبيعية ، 41.9 مليون طن (32%) من الاستزراع السمكى جدول رقم (2).

§   ساهمت الدول العربية بحوالى 2.7 مليون طن أى ما يعادل 2% فقط من هذا الأنتاج العالمى، حيث انتجت المصايد الطبيعية حوالى 2.2 مليون طن (82%) والاستزراع السمكى حوالى 476 ألف طن (18%) من اجمالى أنتاج الدول العربية.

§   تعتبر المغرب أكبر منتج للأسماك من المصايد الطبيعية، حيث قدر انتاجها عام 2003 بحوالى 885 ألف طن، تمثل حوالى 40% من اجمالى الأنتاج للدول العربية، تليها مصر (431 ألف طن- 19.7%)، ثم اليمن (159 ألف طن- 7.0%) والجزائر (142 ألف طن – 6.5%)، وعمان (138 ألف طن  6.2.%).

§       على الجانب الآخر فإن أقل الدول أنتاجا هى جيبوتى (350طن)، والأردن (481طن).

§   يقدر اجمالى الأنتاج من المياه الداخلية عام 2003 بحوالى 399 الف طن، يمثل حوالى 15% من اجمالى أنتاج الدول العربية ، وحوالى 17.7% من اجمالى أنتاج المصايد الطبيعية.

§   ويعتبر الاستزراع السمكى مصدرا انتاجيا حديثا نسبيا في الدول العربية حيث حقق تقدما ملحوظا منذ عام 1984 عندما كان حجم الأنتاج من هذا النشاط لا يتعدى 22 ألف طن. إلا أنه خلال التسعينات حقق الاستزراع السمكى زيادة تقدر بحوالى 60%، ويمكن تفسير ذلك أن ممارسة الاستزراع السمكى في كل من مصر والعراق وسوريا قد انطلق على مدى سنوات عديده بسبب توفر المياه العذبه في هذه الدول. وفي السنوات الأخيره، فإنه تمت ممارسة هذا النشاط خاصه في المياه البحرية في العديد من الدول الأخرى والتى تتصف بندره المياه العذبه، مثل الكويت ، والسعودية ، البحرين، ودولة الامارات العربية المتحده . وتعتبر مصر المنتج الرئيسى للأسماك من المزارع السمكية ليس فقط على مستوى المنطقة العربية ولكن أيضا على مستوى دول منطقة الشرق الأدنى والتى تضم 32 دولة. حيث قدر انتاجها عام 2003 بحوالى 445 الف طن يمثل 93% من اجمالى انتاج المنطقة العربية، مقابل 7% فقط لباقى الدول العربية.

 

 

ويأتى معظم الأنتاج المصرى من الاستزراع السمكى من مزارع مياه الشروب في منطقة بحيرات الدلتـا.

§       تذبذب أنتاج الدول العربية خلال الفتره من 2000-2003 بدرجة قليلة مع اتجاه متواضع نحو الزيادة.

§   وبالنسبة للاتجاهات العامة للأنتاج فإنه يمكن رصد المؤشرات الأتية بناءاً على البيانات والمعلومات التى تم استخلاصها من الاستبيان.

أ‌-     يتجه الأنتاج إلى الزيادة في العديد من الدول العربية، ويرجع ذلك إلى عده عوامل من أهمها:

-       زيادة جهد الصيد.

-       استغلال اصناف لم تكن مستغله.

-       اكتشاف مناطق صيد جديده.

-       زيادة كميات الأسماك المهاجره.

-       التوسع في الاستزراع السمكى

-       تفعيل دور الرقابة على عمليات الصيد وأنشطة البحث العلمى في مجال المصايد والموارد السمكية.

 

ب- يتصف أنتاج كل من الأردن ولبنان بالثبات النسبى.

 

ج- يتجه الأنتاج إلى الانخفاض في المغرب نتيجه تغير الظروف المناخيه، ووقف اتفاقية الصيد

مع الاتحاد الأوربى منذ عام 1999، ومع ذلك فإن التناقص في مستوى الأنتاج قابله تحسن في المخزونات السمكية. كما ان الأنتاج في الصومال يتجه إلى التناقص أيضا ولكن لأسباب أخرى من أهمها، غياب التخطيط، والنقص في التسهيلات الأساسية خاصه في مجال التسويق، ونقص الكوادر المدربه.

 

د- أشارت بعض الدول أن الأنتاج من مناطق صيد بعينهـا يتجـه إلى التناقص بسبب الصيد الجائر، وهجرة الصيادين، وتقلص المساحات الصالحه للصيد.

  

   هـ- على اساس معدلات نمو الأنتاج السمكى في الدول العربيه، فإن الأنتاج الاجمالى المتوقع

عام 2015 يقدر بحوالى 4.3 مليون طن. جدول رقم (4).

 


 

3-  الاستهـلاك

§       يتم سد احتياجات الاستهلاك من الاسماك ومنتجاتها من خلال ثلاث مصادر رئيسية هى:

-       أنتاج المصايد الطبيعية (بحرية ومياه عذبه).

-       أنتاج المزارع السمكية.

-       الاسـتيراد.

 

§   قدر حجم الاستهلاك في الدول العربية عام 2003 بحوالى 2.73 مليون طن. (الأنتاج المحلى 2.72 مليون طن + الواردات 529 ألف طن – الصادرات 520 ألف طن) جدول رقم( 3).

 

 

 

 

 

§   أهم الدول المستهلكه مصر (1.1مليون طن)، المغرب (580 ألف طن)، الجزائر (162 ألف طن)، السعودية (155 ألف طن)، اليمن (136 ألف طن)، الامارات العربية (117 ألف طن)، وتونس (106 ألف طن).

§   بالنسبة للدول العربية الأخرى فإن الكميات المتاحه للاستهلاك تراوحت ما بين (97 الف طن) في عمان، (400 طن) في جيبوتى.

§       في عام 2003 قدر المتوسط السنوى لاستهلاك الفرد من الأسماك على مستوى المنطقة العربية بحوالى (9.25 كجم).

§   أعلى معدل استهلاك سنوى للفرد من الاسماك في عمان (37.4كجم)، الامارات العربية المتحدة (29.2كجم)، قطر (20.2كجم)، المغرب (19.3كجم)، وموريتانيا (18.3كجم) وهى معدلات تفوق المتوسط السنوى لاستهلاك الفرد على مستوى العالم والمقدر بحوالى (16.3كجم).

§   أقل معدل استهلاك سنوى للفرد من الاسماك يتركز في كل من جيبوتى، والعراق والصومال، وسوريا، والذى يتراوح ما بين أقل من كجم إلى اكثر قليلا من 2كجم.

§   هناك مجموعة من العوامل أثرت في الفتره الأخيره في زيادة الطلب على الاسماك والمنتجات السمكية وبالتالى زيادة الاستهلاك جدول رقم (6).

 

 

  ومن اهم هذه العوامل ما يلى:

-   إن زيادة السكان في العالم العربى سوف تدفع بالطلب على الاسماك ومنتجاتها إلى الزيادة حتى مع افتراض مستوى الاستهلاك الحالى المقدر بحوالى 9.25 كجم للفرد في السنه، فطبقا لتقديرات الأمم المتحده عن اعداد السكان في العالم حتى عام 2015 فإنه من المتوقع زيادة عدد السكان في الدول العربية من 297 مليون نسمه في عام 2003 إلى 387 مليون نسمه في عام 2015 جدول رقم (7)،

 

 

 

ومع افتراض ثبات معدل الاستهلاك السنوى للفرد عند مستوى عام 2003، فإن الطلب المتوقع يقدر بحوالى 3.6 مليون طن في عام 2015. وتعتبر مصر من اكثر الدول التى يتزايد فيها الطلب على الاسماك بسبب ارتفاع معدل الزيادة السكانية مع ارتفاع متوسط استهلاك الفرد، وكذلك المغرب – جدول رقم (5).

 

 

-       تحسن مستوى الدخول، وارتفاع اسعار السلع البديله.

-   التوسع في المراكز الحضرية، خاصة في العواصم والمدن الهامه، وما يترتب عليه من زياده الطلب على المنتجات السمكية ومنتجات القيمة المضافه.

-   التوسع في شبكات الطرق والتى تربط بين مراكز الأنتاج ومراكز الاستهلاك خاصه في المناطق الداخلية والبعيده، مع تطوير وسائل وطرق تداول وحفظ الأسماك.

-       تزايـد الوعى والاهتمام بالغذاء الصحى.

-       زيادة اعداد المرأة العاملة وبالتالى زيادة الطلب على المنتجات السمكيه المصنعه وشبه الجاهزه.

-       انتشار أجهزة التجميد والتبريد في المنازل مما ساعد على حفظ الاسماك ومنتجاتها.

-       تطوير تقنيات تصنيع المنتجات السمكية، مما اتاح اختيارات واسعه أمام المستهلكين والتى تناسب جميع الأذواق والعادات.

-   ادخال الاسماك ومنتجاتها في برامج التغذية في المستشفيات،والمدارس، والقوات المسلحة، والشرطه، والمصانع، وكذلك برامج المعونات الغذائية خاصه في بعض الدول العربية الافريقية.

-       مع التوسع في صناعة الدواجـن والاستزراع السمكى من المتوقع استمرار زيادة الطلب على مسحوق الأسماك .


-  التسويق والتـداول

§   تتعدد أساليب تسويق الأسماك المستخدمة في الدول العربية ما بين التسويق المباشر (الصياد              المستهلك) ، والتسويق الغير مباشر ( تاجر الجملة/ المزاد                     تاجر التجزئة             المستهلك)

 

§       وتتوفر في بعض الدول العربية اسواق خاصه للأسماك والمنتجات البحرية وكذلك اسواق مشتركة مع منتجات أخرى مختلفة.

 

§    وتتعدد وسائل نقل وتداول الاسماك حيث تستخدم وسائل نقل معزوله بجانب سيارات نقل مكشوفه، كما يتم استخدام عبوات معيارية (ذات سعه موحده) في معظم الدول العربية باستثناء السودان، واليمن ودولة الامارات العربية والعراق. وانعكس اسلوب التداول المستخدم على مستوى جوده الأسماك المعروضة في الأسواق في هذه الدول.

 

5-  تصنيع ومعاملة الأسماك

          تتعدد طرق تصنيع ومعاملة الأسماك، ويعتبر حفظ الأسماك عن طريق التبريد أهم وسائل معاملة الاسماك في الدول العربية، ويتم تمليح وتجفيف الأسماك في المناطق التى لاتتوفر بها وسائل حفظ أخرى، وتعتبر المغرب واليمن من اكبر الدول المنتجه للمعلبات السمكية ودقيق السمك وزيت السمك، وبصفه عامه فإن الطاقة المستغلة من وحدات التبريد والتعليب والتصنيع الأخرى تقل عن الطاقة القصوى لهذه الوحدات.

 

 

 

 

 

6-  تجـارة الأسمـاك

6-1 التجارة العالمية

§   تعتبر المنتجات السمكية سواء من المصايد الطبيعية أو المزارع السمكية من السلع التى تحتل موقعا ملموسا في التجارة العالمية. وتتزايد قيمة تجارة الأسماك العالمية بشكل مضطرد.

§       في عام 2003 قدرت قيمة الصادرات السمكية العالمية بحوالى 63 بليون دولار بزيادة قدرها 8% بالمقارنة بعام 2002.

§   وتعتبر الدول المتقدمة (الصناعية) المستورد الرئيسى للأسماك ومنتجاتها، حيث تمثل قيمة وارداتها 85% من اجمالى قيمة الواردات العالمية.

§   تعتبر اليابان اكبر مستورد للأسماك على مستوى العالم، تليها  الولايات المتحده الأمريكية. كما أن الاتحاد الأوربى زاد من اعتماده على الواردات خلال السنوات الأخيره لتوفير احتياجاته من الأسماك.

§   تصدر الدول الناميه إلى الدول المتقدمه اكثر مما تستورد منها، ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه، حيث من المتوقع أن تستمر الدول المتقدمة في أن تكون مستوردا صافيا للمنتجات البحرية في المستقبل القريب إلا إذا زادت انتاجها بشكل ملموس من الاستزراع المائى أو انخفض انتاج الدول النامية بشكل حاد.

§   من المتوقع أن تتسع الفجوه بين العرض والطلب في المستقبل القريب وهذا سوف يمثل ضغوطا على نمط التجارة العالمية والأسعار.

§       مع زيادة الطلب العالمى على الأصناف مرتفعة القيمه سوف يدفع الدول الناميه إلى استغلال مخزونها وتكثيف أنشطه الاستزراع السمكى، وأن هذا قد يمثل خطوره على استدامة الموارد السمكية في الدول النامية.

 

6-2  تجارة الأسماك العربية

        الصادرات

§   قدرت كمية الصادرات العربية من الاسماك ومنتجاتها بحوالى 523 ألف طن والتى تمثل 12% من اجمالى الأنتاج عام 2003 . جدول رقم (3).

 

 

§   تعتـبر المغـرب اكبر مصدر للمنتجات المعلبه و Cephalopod والتى تقدر بحوالى  328 ألف طن، بالإضافة إلى عمان والتى صدرت 52 ألف طن ، موريتانيا 43 الف طن، اليمن 26 ألف طن، والإمارات العربية المتحدة 25 ألف طن.

 

الـواردات

§       قدرت كميه الواردات العربية من الاسماك بحوالى 529 ألف طن، قيمتها حوالى 726 مليون دولار أمريكى. جدول رقم (5).

§   أن جميع الدول العربية مستورد للأسماك ومنتجاتهاز وتعتبر كلا من مصر والسعودية من اكبر الدول المستوردة، حيث استوردت مصر عام 2003 حوالى 178 ألف طن، قيمتها 110 مليون دولار، والسعودية 100 ألف طن بقيمة قدرها 136 مليون دولار.

§   معظم الواردات المصرية من الاسماك منخفضة القيمه نسبيا لسد احتياجات المستهلكين ذات القوه الشرائية المنخفضه، على عكس السعودية فإن معظم وارداتها توجه لسد احتياجات الوافدين والمجموعات ذات الدخل المرتفع من الأسماك والمنتجات المرتفعه القيمه.

§   بالنسبة للدول العربية الأخرى، تأتى الامارات العربية المتحده في المقدمه والتى قدرت وارداتها بحوالى 44 ألف طن بقيمه قدرت بحوالى 105 مليون دولار، ثم تونس 28 ألف طن، قيمتها 36 مليون دولار، والأردن 21 ألف طن قيمتها 29 مليون دولار.

§       أن الأسماك ومنتجاتها من السلع القليله التى تحقق الدول العربية فائضا فيها حيث تفوق صادراتها الواردات منها.

drBarrania

د/ أحمد برانية أستاذ اقتصاد وتنمية المواردالسمكية معهد التخطيط القومى

ساحة النقاش

د/ أحمد عبد الوهاب برانية

drBarrania
أستاذ اقتصاد وتنمية المواردالسمكية معهد التخطيط القومى »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

336,685