اضغط هنا لتنزيل الملف

بحث عن : ماهية اتفاق الوساطة التجاري الدولي.
للدكتور/ معتز حمدان بدر
مجلة روح القوانين المحكمة، كلية الحقوق – جامعة طنطا، العدد السابع والستين، يوليو 2014م.
البحث هو المبحث الأول من الباب الأول من اطروحة للدكتوراة بعنوان " الوساطة وسيلة بديلة لتسوية منازعات التجارة الدولية" . 
حيث تناولت الرسالة الوساطة ودورها في تسوية منازعات التجارة الدولية. 
فقد أخذت الوساطة طريقها لتصبح وسيلة مرموقة من الوسائل البديلة لحسم المنازعات، فنالت اهتمام لجنة الامم المتحدة للقانون التجاري الدولي(اليونسترال)، وأيضا اهتمام العديد من الدول بها، وشهدت الوساطة ازدهارا لم يكن متوقعا، وتم الإقبال عليها بجدية واهتمام، وأصبح من المعتاد أن يتم النص في عقود التجارة الدولية على شرط ينص فيه الأطراف على أن يتم حل منازعاتهم عن طريق الوساطة.
هذا وقد اقترن ظهور الوساطة بتطور معاملات التجارة الدولية، ونمو العلاقات الاقتصادية، و التقدم العلمي والتكنولوجي الهائل، وما ترتب عليه من ظهور التجارة الالكترونية، واتساع مجالها و كان لذلك الأثر في ضرورة مواكبة هذا التطور ومسايرته، من خلال الارتكان لوسائل بديلة لفض المنازعات، أضف إلى ذلك رغبة الأطراف في تحقيق العدالة الناجزة، بتكلفة أقل وبإجراءات سريعة وميسرة، ورغبتهم أيضا في المحافظة على العلاقات فيما بينهم، فللاعتبارات السابقة اعتنى العديد من الهيئات والمنظمات الدولية بالوساطة - باعتبارها وسيلة لتسوية المنازعات – وأخذ الاهتمام بها، منحى كبيراً، تمثل في تبنى تلك الوسيلة وجعلها في مصاف الوسائل البديلة لفض المنازعات.
وقد اهتمت بهذه الوسيلة الهيئات والمنظمات الدولية، وأيضا القوانين الوطنية، والمراكز والهيئات التي تقدم خدمات الوساطة، فافردوا لها تنظيما قانونيا، لتنظيمها ووضع أسسها ومبادئها.
وتقوم الوساطة على مبدأ سلطان الإرادة، ومضمون مبدأ سلطان الإرادة هنا يقوم على تحديد المسائل الجوهرية، بدءا من الاتفاق على اللجوء للوساطة، مرورا بكيفية اختيار الوسطاء وتحديد سلطاتهم، وأيضا في تحديد إجراءات الوساطة، ومدى إمكانية قبول الحلول أو المقترحات التي سيتم التوصل إليها، وكيفية تنفيذ قرار التسوية الناتج عن عملية الوساطة.
وكان الهدف من هذه الدراسة هو الوقوف على الوساطة ودورها في تسوية منازعات التجارة الدولية، وذلك من خلال بيان ماهيتها، ومعرفة قواعدها، ونشأتها، وخصائصها، ومزاياها، وعيوبها، والوقوف أيضا على كيفية سير الوساطة منذ بداية الاتفاق عليها، وحتى انتهاء العملية، سواء انتهت العملية بتسوية منهية للنزاع، أو بفشلها وانقضائها دون تسوية. كما هدفت الدراسة إلى توضيح دور الوسيط والوقوف على طبيعة عمله، وبيان حقوقه والتزاماته، ومدى إمكانية مساءلته، وسعت الدراسة كذلك إلى الوقوف على القيمة القانونية لاتفاق التسوية الودية الناتج عن عملية الوساطة، وتنفيذه.
كما هدفت الدراسة إلى الكشف عن القصور في النصوص القانونية المنظمة لعملية الوساطة، من خلال القوانين المختلفة، ولوائح وقواعد الوساطة في المراكز المختلفة حول العالم، وذلك ليتم إزالة هذا القصور و معالجته سعيا لتطوير الوساطة و الإسهام في تقدمها وازدهارها .
و نظرا لأهمية اتفاق الوساطة فانه كان مجال حديث هذا المبحث وقمنا فيه بتحديد ماهيته وصوره وبيان مدى استقلاله عن العقد الأصلي، كما تم تناول معيار دولية وتجارية اتفاق الوساطة، وتناولنا أيضا تحديد الطبيعة القانونية لاتفاق الوساطة.