منذ دخول عالم "الإنترنت" حياتنا، ولا أحد ينكر إنه قد أفادنا كثيرًا، ولكنه مثل الكثير من الأشياء، التي تُـحِـيط بنا فهو سلاح ذو حدين، فقط هو المستخدِم كيف يستخدمه أفي خيرًا أم شر، أفي حلال أم في حرام، والإنترنت وسيلة لدخولك الجنة من أوسع أبوابها، وأيضًا وسيلة لجلوسك في قاع جهنم والعياذ بالله، ومن الأضرار التي حلت علينا باستخدام "الإنترنت"، هو استخدام مواقع التواصل في المحرمات، خاصة الحب عبر الأسلاك، وغالبًا والله أعلم، أن من يخوض تجربة الحب عبر الأسلاك والكلمات، هو في الحقيقة يعاني من مشاكل نفسية كثيرة، ويكون مصدرها الأول هو المنزل، وعدم الإهتمام، وقلة الحب ممن حوله، أو يشعر بنقص في شيء ما، يبحث عنه في الكلمات المعسولة، التي تأتي له عبر الأسلاك والرسائل، يعيشون في وهم كبير، يفيقون منه متأخرًا.
القليل منهم يكون موثوق فيهم، فلا تخدعك المظاهر من كلمات، على صفحاته العامة، ولا صورته الجذابة، ولا مؤهلاته التي يكتبها، كل ذلك لا يحرك لك ساكن.
قد تنجح بعض العلاقات، ولكن أعلم أنها مبنية على أساس غير متين؛ لأن الأساس في الزواج أن تأتِ البيوت من أبوابها، فضلاً على أن المتحدث معك قد يبالغ في وصف نفسه، ويشعرك بأنه ملاك يمشي على الأرض، ثم تكتشف إنه غير ذلك، مما يُـحدث الملل والفتور، وإنك تحب روح وليس شخص تعيش معه بأحلامك، أنت تعشق كلمات قِـيلت عبر الرسائل، تشتاق لمن يقولها لك مره أخرى، تعشق صورة وأشكال، تعيش حقيقة في وهم،
أقولها وبكل صدق، إن طبيعة بعض الرجال الشرقيين المسلمين الغيورين، على دينهم وأعراضهم، تأخذهم الغيرة والشك، في الكثير من الأحيان، حتى ولو تزوجها، لأنه ببساطة تقنعهم أنفسهم، ويقنعهم شيطانهم بأن من تُـحَـدِثهم تُـحَـدِث غيرهم، هذا بالإضافة إلى إنهم يخشون على أولادهم من الوقوع في نفس التجارب، خاصة البنات.
أغلبها وليس الكل علاقات هدفها التسلية، والهروب من الوحدة والفراغ، وإهمال الأهل، وقلة الحب ممن حولهم، وهناك من يبحث عن الحب بأي وسيلةٍ تكون، ولا يجدها في أرض الواقع، ومنهم الانطوائي، الذي يجد نفسه وهو مختفٍ خلف الصفحات، يتحدث دون خوف، لا أحد يراه، فيكون عالمه "الفيس بوكي" هو الحياة، التي يجد نفسه فيها، ومنهم من يدخل باسم وهمي وشعار وهمي وصور وهمية، ويجد للأسف من يصدقه ويتوهم في حبه.
ماذا لو أخرجت إدارة هذه الصفحات رسائلنا الخاصة، ونشرتها على الصفحات العامة للناس؟
أتخشى الناس! فالله أحق أن تخشاه، أقولها لكل من ضَـعُـف، وساعدته نفسه في ذلك، اتق الله في قلوب الناس، أقول للبنات اتقين الله، ولا تخونوا الله وأهليكم.
أقول للشباب اتق الله في الضعيفين المرأة واليتيم، كيف تطلب زوجة صالحة، وأنت غير صالح، وكيف تطلبين رجل صالح وأنتِ غير ذلك، كيف تريد أن تتزوج بمن لا تُـحَـدِث وتعشق عبر الأسلاك، وأنت هائم هنا وهناك، ألا تعلم إن كما تدين تدان، ألا تعلم إن دعوة واحدة منها، وهي مكسورة قد تتسبب لك في عذابك باقي عمرك، ألا تعلم إنه قد يُـرَدُ في بناتك وأخواتك، ابتعدوا من البداية عن مواقع الشبهات؛ حتى لا تصير شهوات.
وأخيرًا نسأل الله أن يرزقنا الصدق في الحديث والوعد.


ساحة النقاش