مؤمن محمد صلاح

مقالات للكاتب مؤمن محمد صلاح

لست أنا من قال أن هناك عبيد للمال، ولكن بنص الحديث الشريف (تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة إن أعطى رضي وإن منع سخط ) ...

نعم المال هو عصب الحياة ومقوم من مقوماتها وزينة من زينتها...

 قال الله تعالى ( الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا )  وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم  ( نعم المال الصالح للعبد الصالح )...

 وفى ذم الفقر قال الإمام على بن أبى طالب رضى الله عنه  ( لو كان الفقر رجلاً لقتلته )...

 كل هذا شئ جميل ولا نختلف عليه، ولكن ما نريد الحديث عنه هم هؤلاء الذين  سيطر حب الدنيا والمال على قلوبهم، وأصبح شغلهم الشاغل هو جمع المال، لا يهم سواء من حلال أم من حرام، لا يهم هل اكتسب ماله من أسهم البنوك والربا، أم اكتسبه من الكذب والبهتان والتدليس، أم اكتسبه من بيع المحرمات، كثيرمنهم أصبح لا يهمه غير جمع المال ونسى أنه لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع وذكر فيهم ( عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ).

والعجيب أن هناك علاقة بين الشح وزيادة المال، تلاحظ بعض الناس كلما يزدادون مالاً يزدادون بخلاً، وكثير منهم فى جفاء مع أهله ومع أولاده، بل لا يكاد يراهم لأنه مشغول بجمع المال الذى يحبه أكثر من أولاده، مما ينتج عن ذلك جفوة كبيرة بينه وبين أولاده وسوء تربية وانحراف فى الأخلاق

ومن أجمل ما قال البارودى رحمه الله

يود الفتى أن يجمع الأرض كلها         إليه ولمّا يدر ما الله صانع

ألا إنما الأيام تجري بحكمها              فيحرم ذو كد ويرزق وادع

لم يخشَ علينا رسولنا الكريم من الفقر وقال صلى الله عليه وسلم (فو الله لا الفقر أخشى عليكم ولكن اخشي عليكم ان تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها وتهلككم كما أهلكتهم).

الصراع على المال والسلطة والدنيا أصبح حديث الساعة، مما يدل على أن الناس لا تقرأ التاريخ ولو قرأت لا تتعظ...

 أين الملوك التى كانت مسلطــنةً  حتى سقاها بكأس الموت ساقيها؟

 وأين ما حازه قارون من ذهب وأين عاد وشداد وقحطان؟

 وأين أصحاب الأموال والتجارة؟

 وأين ملوك الدنيا الذين ظلموا وقتلوا من أجل المال والسلطة وغيرها؟

 أين من سرق ونصب وغش وكذب ؟

 كلهم خرجوا منهم بكفن ليس له جيوب، تركوا  أموالهم لمن يبخل عليهم بالرحمة والدعاء، تركوا أموالهم وسوف يحاسبون على كل كبيرة وصغيرة فى حياتهم.

ألا نتعظ ممن سبقنا ونجعل المال فى أيدينا لا في قلوبنا؟

 يا غافلاً وله فى الدهر موعظة إن كنت فى سِنَةٍ فالدهر يقظان، ألا نعلم أن الله خلقنا لعبادته وتكفل بالرزق ووعد أن لن تموت نفسًا حتى تستكمل رزقها ألا نطمئن لوعد الله ونتفرغ لعبادته؟؟!!

أنا لا أطلب منك أن تتواكل وتترك العمل وتترك الدنيا برمتها، بل أفضل أن تترك أولادك أغنياء خير لك من أن تتركهم يتكففون الناس، وخيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلى، ولكن اتق الله فى الأموال التى تتركها لأنك أنت المسئول الأول عنها وتحاسب عليها وكل مال أتى من حرام فالنار أولى به.

كل ما أريده منك أن تعرف حقيقة هذه الدنيا وأن تجعل المال وسيلة وليس غاية أن تسعى للحصول عليه دون ألا يملك قلبك، وصدق من قال

فلو كانت الدنيا جزاء لمحسن              إذا لم يكن فيها معاش لظالم

لقد جاع فيها الأنبياء كرامة               وقد شبعت فيها بطون البهائم

واعلم يا أخى أن أموالنا وأولادنا فتنة وعند الله الأجر عظيم ، بل قد يكون من أزواجنا وأولادنا عدو لنا فلنحذر أن تشغلنا أولادنا وأزواجنا عن ذكر الله وعبادته خاصة أن طالب المال لا يشبع أبدًا

واعلم أننا فى رحلة قصيرة وسنعود إلى الله قريبًا فنتق الله فى أنفسنا.

وإلى لقاء آخر بإذن الله...

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 79 مشاهدة
نشرت فى 7 نوفمبر 2016 بواسطة doformomen

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

5,151