المراهقة العلمية
فى سن المراهقة
عندما تبدأ التغييرات على جسم الصبى
يتخيل أنه أصبح رجلا كاملا
عضلاته بدأت فى النمو
صوته أصبح أكثر خشونة
عندها يتوهم أنه أصبح رجلا
وهو فى الحقيقة مازال صبيا
بملامح الرجال
وأول من يمارس عليهم هذه الرجولة الوهمية
هم الأهل
فهو يعترض على الأب
وعلى قراراته
ويلومه على كل شىء
ويطالب بأشياء ليست فى استطاعته من زمن
أو فى الوقت الحالى
ويبدأ الاعتراض على
أسباب وجوده
ليه خلفتونا؟
لما انتوا مش قد الخلفة خلفتونا ليه؟
ونسى
أنه مازال يلبس من الملابس التى اشتراها والده
ويأكل من طعام والده
ويبات فى منزل والده
ويتعلم فى مدارس دفع مصاريفها والده
ويحتمى تحت اسم والده
هذا المراهق
لايدرك سوى الاعتراض
لأنها مرحلة تغيير شامل
لايدركها
الا بعد مرور الكثير من الوقت
وبعدما يبدأ فى الحياة كرجل
ويواجه الحياه
ويرى المصاعب التى واجهها والده
فيبدأ فى الترحم على والده
بعد فوات الأوان فى الغالب
ونحن الآن
فى مرحلة التغيير الشامل
الرجال يمرون عليها بالحكمة والعقل
وتشجيع حماس الشباب
وهم ليسوا بعيدين عنهم
أما الصبيان
فيمرون بمرحلة المراهقة العلمية
نرى المعيد
التلميذ
يتطاول على أستاذه
لا لضعف فى علمه أو فى آرائه
بل لأنه تعدى الخمسين
ولنرى
فى أى سن
سيصل الى الأستاذية
وفى أى سن
سيصل الى الخبرة والحكمة
وفى أى سن
سيندم على هذا التطاول
والمراهقة العلمية
عندما ينتقده ابنه
ويضعه فى دار مسنين
ان كان الاعتراض على السن لأنهم
لم يقوموا بثورة من قبل
فهذه مراهقة
لأن ميدان الحكماء هو
الارشاد
وتعليم أجيال
وتسليحهم بالعلم
ليستطيعوا مواجهة الحياة بكل مافيها
وليتذكر الجميع
أن الرسل
وعلى رأسهم رسوال الله
صلى الله عليه وسلم
لم يبعث الا فى سن الأربعين
وظل يدعوا الناس بالحكمة
وبدون حروب 13 سنة
حتى ازداد العذاب
ولم يحارب
بل هاجر
ولم يعد لمكة الا بعد سنين أخرى
ولم يكن تعدى الخمسين فقط
بل تعدى الستين
صلى الله عليه وسلم
اعمل ماشئت
كما تدين تدان
ولكننا أوفر حظا منك ايها المراهق
على الأقل مازال لدينا الكثيييييييييييييييير
من الأبناء البررة
الذين قدمنا لهم العلم
وقدموا لنا الاعتراف بالجميل
ولتنتظر
لترى نتيجة تطاولك على أساتذتك الذين
مازلت تدرس تحت أيديهم
والذين لو اعتذروا عن الاشراف عليك
نتيجة تطاولك
لظللت العمر بلا قامة تناطحهم بها
الزم بيتك
وصن لسانك
حتى تمر من هذه المرحلة الخطرة
مرحلة
المراهقة العلمية
ساحة النقاش