العوْدةُ إلى الأمجاد :
صَيّرِ العُمرَ للنجاحِ طريقا
واجعلِ العزمَ في الوصولِ رفيقا
أنت من يدركُ الحقيقةَ يوماً
وأخو الأُمنياتِ باتَ غريقا
واعتلِ المجدَ فالذرا شامخاتٌ
وترى واديَ الهوانِ سحيقا
غايةُ الحُرِّ أنْ يعيشَ طليقاً
لا يحبُّ الذّليلُ عيشا طليقا
كيف والقيدُ في المعاصمِ دامٍ
نبلغُ القصدَ نطلبُ التوفيقا
قُدَّ من ليلنا العَبوسِ رداءٌ
سامنا الذُّلَّ زَفرةً وشهيقا
والكُسالى مع المذلّةِ ناموا
كلّهم ماءُ وجههِ قد أُريقا
واستقلّ العدُوُّ شأنَ أُناسٍ
لم يَملّوا مع الهوانِ نقيقا
ومضى العيشُ في الورى نكباتٍ
وحريقٍ يتلو بصمتٍ حريقا
أدمنوا الخضوعَ والجُبنُ يحكي
قصّةَ القومِ أُخوةً وصديقا
نكبةٌ ثُمَّ نكسةٌ فسلامُ
زائفُ الوجهِ وامتُطينا رقيقا
آيةُ الذّلّ والهوانِ سُراةٌ
ملأوا الأفقَ للخضوعِ نعيقا
وشعوبٌ لم تستفق من سُباتٍ
عهدها بالهوان أمسى وثيقا
صَدِيءَ السّيفُ والقرابُ قَلاهُ
وصهيلُ الخيولِ صارَ نهيقا
عُرِفَ السّيفُ في الوغى يعربيّاً
وحصانٌ في السّاحِ يعدو رشيقا
سائلِ الشّرقَ واسألِ الغربَ عنّا
كم حطمنا قُوىً وعرشاً عريقا
وأحلنا القتالَ نصراً لدينٍ
لم نجدْ للجهادِ يوماً مُعيقا
كيف لانت مع الزّمان قناةٌ
مزّقتنا في عيشناتمزيقا
لو تعودون أُمّةً ليس فيها
فتن ٌ ، يقتلُ الشّقيقُ الشّقيقا
يشمتُ الخصمُ والحياةُ صراعٌ
ويُرينا الخؤونُ وجهاً صفيقا
قد بدا الزّحفُ والطلائعُ همّتْ
فارقبوا في الأفق نصراً حقيقا
شاعر المعلمين العرب
حسن كنعان/ أبو بلال