( غُربَةُ شاعِرْ )
مالي أراكَ ترْمُقُ السَّماءَ
تُحاكِيها بِصوتٍ خاملٍ
ياأيُها الشَّاعِرْ
أَأَغْضَبَكَ أنكَ أَلْقيْتَ بذورَكَ
في أرضٍ سَبخةٍ
لاتحفظُ ماءً
ولا تُنْبِتُ كَلَأً
نَحَلَكَ الإعْياءُ
إعْياءُ الغُرْبةِ
وأنت ترى أقلامَكَ مُكسَّرةً
تفتقد ﻷولي اﻷلبابِ
وَضيَّعَكَ صمْتُ الكلِماتِ
ماعادَ أعْجبَ الناسَ نَظْمُ الكَلِمِ
لا تَبْتَئِسْ
ماندرَ وجودَهُ ، غلا ثَمَنُهُ
إذاً هي ضريبَةُ العقلِ
في عصْرِ الجنونِ
فلا تَبْتَئِسْ
فالذهَبُ لا يُثيرُ الإهتمامَ
إلا إذا غاصَ في لُجَّةِ النيرانِ
والقلمُ لايعرِفُ الإبداعَ
حتّى يَعرِفَ من مِحْبرَتِهِ معنى التَلَوُّثِ
طِرْ وحلِّقْ
بعيداً بعيداً
بِفِكْرِكَ ، ولو بِزُعافِ سمكةٍ
لا بُدَّ أنْ تُعْصَرَ
فالزيتونُ لا يَحْلو إلا بعد عَصْرٍ
ولذلك جذورَهُ أقوى لَهبا
نعم هي الحقيقة
فهل يَشْعُرُ بالشاعرِ
فاقِدُ المشَاعِرْ ؟
والطَيرُ يعَبَثُ باللآليءِ
ظناً منهُ أنَّها حبَّاً
وسَتبقى غريباً غريبا
حتّى تَصْنعَ لِغُرْبَتِكَ وَطَنا
وتُحَلِّقَ بأَيِّ جُنحٍ كان
ماأصعبَ أنْ تكونَ اﻷرضُ
لِشاعرٍ وطَنَا
إجْعَلْ مهْدَكَ على سَحابةٍ
حتّى تستصغر اﻷمور
وتبقى شاعِراً
فلا تصْلُحُ لنا
أبداً أبَداً
هذه اﻷرضُ وطَنَا
عبد المجيد حاج موَّاس