غربة الجليس وحده
لو بدت من خلف عينيه ظلال
خبأ الرأس ومده
وبكى في حين غرة
لصبي كان مرة
يحفظ البسمة عنده
غربة الجالس وحده
انت لا تعرف ضره
يقتل الصمت ليله يميت الخوف صدره
يتمشى بين اصداف الديباجي
ذارفا في الخد عبرة
لو مشى تحسبه يحفر حفرة
هاوي الرأس يهد الخوف جهده
غربة الجالس وحده
من حبيب لم يزل يكتم سره
وبراءة وسط كهف ينسل بنظره
ويمينه المودة
لم يزل يحفظ في صدره زهرة
وعلى قلبه نقش كالمخدة
غربة الجالس وحده
ورأى فيما يرى النائم مجده
فوق غيم الصيف ينحل وئيدا
فإذا الدنيا عمياء لا تطلب وده
فبكى من شدة الإعياء سعده
ومضى يطلب نوما ابديا
لم يجد نوما ولكن وجد الوحدة ذخره
وظلالا لعيون لم تزل تفرش مهده
غربة الجالس وحده
في غشاوات التمني
كجنين لم يزل يجهل أمره
كورد بعثرتها اصبع تجهل عطره
كيف لا يجلس وحده...؟!
هكذا في حماة البركان تنهد مباينة
ويغدو الكل
في عينيه إبرة
يحمل الذنب الذي لم يأتيه مقدورة
ألا يرى في العمر عمره
غربة الجالس وحده
لم يزل حتى يرى في الشمس نورا
ويرى في ابعد الاشياء بعده
الأستاذة بلحسان فاطمة