**حروف وزقوم
حروفٌ ترهِبُ الزقوم...
شحوبُ حِسٍ معدوم
حروفٌ ترهب الأشواك
رغم الأقنعة والرياء...
وثرثرة افًاكٍ ظلوم
هذا الضنك اللحظِي المحموم
قيدها في المتاهة...
عنفها بالرذاءة والقبح المشؤوم...
وعلى الرصيف ...
داستها البومة والغول
تقاسمُ انينَها الوباء
وكالشاة جُرًتْ نحو المعدوم...
وبين السطور ...
مزقَتْ نورَها طحاليبُ الأسى...
من جمعت المجهول والمعلوم
الحقً والباطلَ...
النابل والحابل...
فلا بياضَ أشرقَ والكراسُ مذموم
حتى محابرالنجوم تواظئت
والقلم تنكر وعاد للجور خدوم...
لذبح التين والكروم
لذبح الأفراح ...
وخلف الرياش يحبو ويحوم
فهل ترهبك الحروف ايها الخروع
ام انت من أرهبتها...
بشرارة النكران المسموم...
وفيض الرياء المحموم
هذا الفقد الهزيل في احشائك
هذا الوحش الذي نهب حقً مغروم...
فهل ترهبك الحروف ...
أم أرهبتها يوما وها قد طل يوم
ليهزم الظلام والقلم المأجور
يا من نهب همسَ كادحٍ مهموم
يا من أخرس صوت البلابل...
لقحها باليأس وشرًدَ عناقيد الكروم
فهل ترهبك الحروف....
أم انت من أرهبتها يا زقوم ....
بسياط الهمجية...
والمقص المشؤوم
فلا تخف ...لا تهتم
فما خُلقتِ الحروفُ إلا مخلصا....
من الشتاتِ ، وغدا يزهر الحرف...
تغرد عرائس الجلاء والحبور
حروف ترهب الزقوم...
شاحبا من الحياء يحيى ...
واهما ...فاشلا...مجوفا...
يخاف عواصف البيان والحرف الموزون
ففي العدم والسراب سيحيى غريبا ...
وفي المنحدر يُلقى كل جائرٍ ظلوم
حروفٌ ترهِبُ الزقوم...
شحوبُ حِسٍ معدوم
حروفٌ ترهب الأشواك
رغم الأقنعة والرياء...
وثرثرة افًاكٍ ظلوم
***الأديب والشاعر: أحمد الكندودي***المغرب***