مقابرُ الأحياء .... :
ناديتُ في القومِ حتى قِيل ما الخبرُ؟
أَجُنَّ صاحبُكمْ أم مسّهُ ضَرَرُ
هذي مقابرُ أحياءٍ بيوتهمُ
فلا تظُنّنّ مَيْتَ الرّوحِ من قُبِروا
تتابعتْ تلكُمُ الأحداثُ فاتكةً
ما رفَّ جفنٌ لهم أو هزّهُمْ خَبَرُ
تكالبتْ زُمرةُ الأوغاد يدفعها
لؤمٌ على الدين والأحقادٰ تستعرُ
هبَت مع الغاصبِ المُحتلّ تنصُرهُ
وفيكمُ الحقُّ، من للحقّ ينتصرُ
عيشوا الحياةَ بعيداً عن كرامتكمْ
للبطنِ والفرجِ حتى يغربَ العُمُرُ
هذي شعوبٌ أضاعَ الجهلُ شوكتها
ففرّخَ الحقدُ فيها وانتفتْ عِبَرُ
عاموا على النّفطِ حتى قالَ قائلُهم
نحنُ الذين ملكنا العِزَّ فانتظروا
مرّتْ عقودّ علينا وانقضتْ حِقَبٌ
لم يبدُ من ثروةٍ في أمرنا أثَرُ
أمالُ سُحتٍ عن المُعترِّ يحجُبُهُ
ولاةُ أمرٍ فساقوهُ كما أُمِروا
كيف الملايين تحيا دون بُغيتها
والموتُ يحصُدُهم جوعاً وما صبروا
جاءَ الربيعُ ، تفاءلنا بهِ فإذا
بالجهل يحرقُ آمالاً فتحتضرُ
يا أمّةً أصبحَ القرآنُ خلفهُمُ
وما تقدّمً إلّا الخادعُ الأشرُ
ولم تعُدْ نخوةُ الأجدادِ حاضرةً
لا خالدُ بينهم يغزو ولا عُمَرُ
ولا عليٌّ بسيف الحقّ يردعهمْ
ولا صلاح لهُ في قُدسنا الظّفَرُ
مالٌ وفيرٌ وجندٌ لا عِدادَ لهُم
أمّا الإرادةُ في اللُّقيا فتحتضرُ
لم تفعلِ الجندُ ما ترجوهُ أُمّتُنا
فقصّروا وانبرى الأطفالُ والحجرُ
قد أغمد ( ترامبُ) في الأحشاء خنجرهُ
وباتَ يحقرُ دينَ اللهِ مُحتقَرُ
إنّي لأقسمُ أنّ اللهَ ناصرُنا
وديننا رٰغمَ أهلِ الشّركِ منتشرُ
شاعر المعلمين العرب
حسن كنعان / أبو بلال