الأم الفلسطينية:
يا أمّ أُنتِ ألوفا والحبُّ والكرمُ
ومن نَداكِ توالتْ بيننا النّعَمُ
لقد عرفنا كفاح الأُمّ ملحمةً
فيها العطاءُ ومنها تُستقى القِيَمُ
أُ مُّ البطولة أعلى النَّاسِ منزلةً
لم يوفها حقّها بذلٌ ولا كَلِمُ
وكلُّ صرحٍ عدا ما شيّدتهُ لنا
إخالهُ ( بعد طول العمر ) ينهدِمُ
أشتاقُ يا أُ مُّ ( للطابون) يُخرجُ لي
خبزاً شهيّاً بطعمِ العِزّ يُلتقَمُ
كم ضوّعَ الزّعترُ البرّيُّ رائحةً
أشهى الى النّفسِ ممّا غيرنا طَعِموا
قدسيّةُ النّفسِ والأنفاسِ حانيةً
يزولُ من حدبها الإعياءُ والسّقَمُ
قد أودعَ اللهُ سرّاً في التي نذرت
عُمراً لتُنشيء جيلَ الثأر ينتقِمُ
كلٌّ يعود إلى بيتٍ يَلُمُّهُمُ
ويصرخون ( أيا أمّاهُ) كلّهُمُ
للهِ درّكِ من أُمّ مرابطةٍ
من كنتِ ظئراً لَهُ هيهاتَ ينهزمُ
لا يُحمدُ المرءُ إلا في خلائقه
وفيكِ كلّ خصالِ المدح تلتئمُ
أنتِ الحمى أنتِ فينا القدس ماثلة
سنفتديها ومنّا العهدُ والقسمُ
شاعر المعلمين العرب
حسن كنعان