علي الديناري

موقع دعوي يشمل نسمات من القرأن وشروح بعض الأحاديث ومدرسة الدعوةأسرة المسلمة والفكر والقضايا المعاصرة



(ليلة الخميس 3/4/2003)
في اشتداد الحرب على العراق
فكرت في موضوع خطبة الجمعة ..
جمعت أفكاري التي أثارتها الحرب في نفسي لعها تكوِّن موضوعا ..لم جدها كافية ولاتمثل موضوعا ولكن يمكن الربط بينها ويمكن تكملتها
رحت أنسق كلماتها في عبارات فاذا هي عبارات  فخمة بليغة جميلة لكنها جوفاء صماء لامعنى فيها
رجعت الى أصل فدائماً اذا تشتت الفكر يجتمع اذا رجع الى أصل . ماالهدف من الخطبة ؟ ومامقصود خطبة الجمعة عموما؟ ان النفوس الآن مشغولة بالحديث عن الحرب فهي مهيأة لتقبل الموضوع المرتبط بالحرب ثم ان القلوب تنتظر أي توجيه يوجهها بخصوص الأحداث الجارية مثل قوله تعالى في سورة الروم (لله الأمر من قبل ومن بعد ) وقوله (ينصر من يشاء) وهذا ماكان يجري عليه القرآن فقد كان ينزل يتناول الأحداث ويطرق على القلوب وهي ساخنة فيدوم أثره كما حدث بعد كل غزوة وفي أحداث كثيرة وهذا ما يجعل القلوب قريبة من القرآن فيحييها ... والخطبة التي تتأثر بالقرآن خطبة حية
قادني هذا الأصل الى دعاء بالتوفيق في الاختيار وأن لايكلني الله الى نفسي فيه فأزل
اهتديت الى البحث في القرآن والسُنة عن حديث عن الحرب فبالتأكيد سأجد حديثا يروي ظمئي
تذكرت أن في السنة أحاديث أحفظها  لكنها كلها وصايا للجيوش تصلح لموضوع "أخلاق المسلمين في الحرب"  وهذا موضوع كثر استوفي من قبل
فجأة تذكرت أن سورة الروم تبدأ بالحديث عن الحرب
وجدتها
إذن سورة الروم ستكون كلها أو معظمها عن الحرب أو فيها معان كثيرة تخص الحرب والنصر والقوة وماشابه
هرعت الى السورة قرأتها فكانت مفاجأة ..فكأني أقرأ السورة لأول مرة . والعجيب أنني قرأتها من قبل وأنا أعيش نفسية معينة فوجدتني كأنما أقرأها لأول مرة كذلك وكأنها لم تنزل الا الآن وللموضوع الذي أعيشه
إن السورة تضع قارئها في جو الحرب ليعيش كما نعيش نحن هذه الأيام التي لاحديث فيها إلا عن الحرب ثم توجه هذا الجو الى زيادة إيمان المؤمن ويقينه وثقته في وعد الله كل موعود لله تعالى (النصر ـ الرزق ـ الفرج ـ لقاء الله ـ الجزاء ـ رحمة الله )
قرأت السورة أكثر من مرة وأنا أتعجب وأقلب فيها لأجد في مطلعها (وَعْدَ اللهِ لايُخْلِفُ اللهُ وَعْدَهُ) وختامها (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌ) وفي ثناياها استهزاء بكل القوى المغرورة الظالمة على وجه  الأرض
في تلك الليلة أيقنت أن القرآن كنز الله في الأرض وأسأل الله أن يعطيني منه ولايحرمني
  

 

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 315 مشاهدة
نشرت فى 1 مارس 2022 بواسطة denary

ساحة النقاش

على الدينارى

denary
موقع خاص بالدعوة الى الله على منهج أهل السنة والجماعة يشمل الدعوة والرسائل الإيمانية والأسرة المسلمة وحياة القلوب »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

345,953