علي الديناري

موقع دعوي يشمل نسمات من القرأن وشروح بعض الأحاديث ومدرسة الدعوةأسرة المسلمة والفكر والقضايا المعاصرة



العناصر:
           ـ الله يصطفي من عباده من                     يشاء
           ـ هذه الأيام تجدد إيماننا بملة ابراهيم عليه السلام كما تجدد انتماءنا لأمتنا الاسلامية
ـ التعرف على سيرة أبينا ابراهيم عليه السلام
هيئته ـ مولده ونشأته ـ دعوته وصبره فيها وثباته وتضحياته وتسليمه لربه
ـ قصة نشأة الأمة المسلمة 
ـ قصة ابراهيم مليئة بالعبر
ـ نحن أولى الناس بابراهيم ملته وأمته
إن أمتنا أمة لها تاريخها وعمقها ورسالتها
ـ رسالة أمتنا هي أقامة الدين
ـ ثمرة هذه الأيام المباركة لها ثمرتها العظيمة
ـ ثمرتها اعادتنا الى رسالتنا
رسالتها اخراجنا من حالة الانهزام النقسي التي نعيشها
 الموضوع 

 

الحمد لله على نعمة الاسلام وكفى بها نعمة
الحمد لله الذي جعلنا على فطرة الاسلام وعلى دين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى ملة أبينا ابراهيم حنيفا وماكان من المشركين
وأشهد ألا إلله الا الله وحده لاشريك له ولانِدَّ له، ولاشبيه ولانظير
سبحانه فالملك له وحده وله الأمروحده يخلق ما يشاء .. يصطفي مما يخلق مايشاء ويختار (الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس )
اصطفى من أرضه مكة
واصطفي من عباده آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين
واصطفى من رسله أولي العزم من الرسل
واصطفى منهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
واصطفى من الشهور الأشهر الحُرُم
وأشهد أن محمد عبده ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه وأشهد أنه بلغ الرسالة وأدّى الأمانة ونصح للأمة وكشف الله به الغمة
لما التقى باخوانه الانبياء في الاسراء والمعراج ثم عاد وصفهم نبياً نبيا لأصحابه فسألوه عن ابراهيم عليه السلام فقال صلى الله عليه وسلم : "انظروا الى صاحبكم "
فكان نبينا عليه الصلاة والسلام أشبه الناس بأبيه أبي الأنبياء ابراهيم عليه السلام
فمن أراد أن يستحضر هيئة ابراهيم فليستحضر هيئة ابنه محمد صلى الله عليه وسلم
كان نبينا صلى الله عليه وسلم أزهر اللون أبيض مشوبا بحمرة مستدير الوجه كالقمر ما رآه أحد إلا قال: لم أر أجمل منه ولا أحسن منه صورة
كان ليس بالطويل البائن ولا بالقصير لكن من مشى بجواره وكان طويلا بدا رسولنا صلى الله عيه وسلم أطول منه، وكان لابالنحيف ولا بالبدين لكنه كان عريض المنكبين سواء البطن والصدر صلى الله عليه وسلم
فاللهم صلِّ وسلم وبارك عليه صلاة تنزل بها علينا الساعة سكينة من عندك تهدي بها قلوبنا، وتطمئن بها نقوسنا وتشرح بها صدورنا وتوفقنا بها للعمل الصالح في هذه الأيام المباركة وتكتب لنا بها صلاة في مسجده مع حج بيتك الحرام
أما بعد
هذه أيام العشر الأول وعرفة والحج والعيد تجدد إيماننا وانتماءنا وولاءنا بملة ابراهيم عليه السلام  قال تعالى( فاتبعوا ملة ابراهيم حنيفا) وقال: (وماجعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم ابراهيم هو سماكم المسلمين من قبل )  قيل: ضمير "هو" أي الله الذي سماكم المسلمين وقيل:هو أي ابراهيم عليه السلام اذ دعا ربه هو واسماعيل(ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك) البقرة فنحن أمة الاسلام دعوة ابراهيم واسماعيل
وهذه الأيام المباركة بشعائرها ومناسكها تجدد ولاءنا وانتماءنا واعتزازنا بهذه الأمة التي منَّ الله علينا بالانتماء اليها ، (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا)
وقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نجدد أيماننا وثقتنا واعتزازنا بابراهيم وملته كل صباح ومساء فنقول:
أصبحنا (أو أمسينا ) على فطرة الاسلام وعلى دين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى ملة أبينا ابراهيم حنيفا وماكان من المشركين)
لذا فنحن بحاجة الى المزيد من التعرف على سيرة أبينا ابراهيم عليه السلام
سيدنا ابراهيم ولد ببابل وقيل ولد بدمشق ونشأ وسط قومه الذين كانوا يعبدون الكواكب والأصنام ولكن الله تعالى عليه آتاه رشده كما قال سبحانه (ولقد آتينا ابراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين)الأنبياء
لم يكن في قومه بل ولاعلى الأرض من يوحد الله تعالى فماذافعل ابراهيم؟
دعا قومه وبدأ بأبيه (واذكر في الكتاب ابراهيم ......)الآيات سورة مريم
بهذا الأسلوب الرقيق الجميل المهذب دعا ابراهيم أباه فهناك فرق بين مخاطبة الوالدين ومخطبة غيرهما ولو في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فماذا كان رد ابيه (قال أراغب أنت .......)الآيات
دعا ابراهيم قومه الى التفكر بالعقل فيما يعبدون من الكواكب كما قال الله تعالى( واذ قال ابراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناما آلهة..... ) الأنعام ا ( فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي فلما أفل قال لاأحب الآفلين) فالإله لايغيب عن خلقه فهذا الكوكب لايصلح أن يكون إلها
كان ذلك على سبيل المناظرة أي لو أننا سلمنا أن هذه الكواكب آلهة فتعالوا ننظر اليها واحدا واحداهل تصلح أم لا؟ (فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي فلما أفل قال لئن لم لم يهدني ربي لأكون من القوم الضالين) فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي فلماأفلت قال ياقوم إني بريء مما تشركون) فهي كما رأيتم آلهة لاتصلح ولاتنفع ولاتضر ولاتقوم على الخلق لذا فإني بريء مما تشركون (إني وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين) فماذا فعل قومه ؟
قال تعالى (وحاجه قومه) فماذا فعل ؟هل استسلم لهم وهو يقف وحده يواجه هذا الاجماع على الشرك والضلال؟
فماذا فعل؟ هل استسلم لهم وهو يقف وحده يواجه هذا الاجماع على الشرك والضلال؟
(قال أتحاجوني في الله وقد هدان)؟ لقد استدل على الله بهدايته له اليه
وما من أحد الا وفي أعماق فطرته نداء خفي من الفطرة نحو ربه
إن الانسان بطبيعته محتاج لأن يتعبد للإله الحق لأن الانسان خُلق ضعيفا فهو يحتاج الى قوة قاهرة مهيمنة مسيطرة على الكون كله يلجأ اليها لذا يبحث عن هذا الإله فيهتدي أو يضل لذا أرسل الله الرسل مكملة للفطرة وللعقل الذي يدل على الله تعالى وجعل الله الحجة لاتقوم الا ببلوغ دعوة الرسل الى الانسان.
أما الأصنام التي صنعوها بأيديهم فقد أخذ ابراهيم أيضا بعقولهم للتفكر في صلاحيتها لأن تكون الها لكنه هذا المرة اضطرهم للتفكير عمليا كما جاء في سورة الشعراء
اذ قال لأبيه وقومه (ما تعبدون )؟
(قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين)
(قال هل يسمعونكم إذ تدعون أو ينفعونكم أو يضرون)
 (قالوا بل جدنا آباءنا كذلك يفعلون )
هذا هو الدليل وحده
لذا قال ابراهيم عليه السلام :(أفرأيتم ماكنتم تعبدون أنتم وأباؤكم الأقدمون )؟
فانهم عدو لي الا رب العالمين
الذي خلقني فهو يهدين
والذي هو يطعمني ويسقين
 واذا مرضت فهو يشفين
والذي يميتني ثم يحيين
 والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين)
هذه هي الأدلة على الله الذي له الحق أن يعبد وحده
فلا يطاع الا هو
ولايخشى الا هو
ولايذل الا له
ولا يتقرب الا اليه
ولايخضع ويستسلم ويذل الا له
ولايتوكل الا عليه
لم يتوقف ابراهيم عند المناظرة النظرية لكنه عليه السلام دبر أمرا آخر حيث تركهم يخرجون الى يوم عيدهم (فراغ الى آلهتهم ) دخل عليها فوجدها في بهو كبير وأمامها الأطعمة التي قربها اليها قومه قرابين لترضى عنهم فسخر منها (قال ألا تأكلون)؟ (مالكم لاتنطقون ؟ فراغ عليهم ضربا باليمين )
وفي سورة الأنبياء (فجعلهم جذاذا إلا كبيرا لهم)
 .فماذا فعل قومه عندما رجعوا؟
(قالوا من فعل هذا بآلهتنا)؟
كلام مضحك هل الإله يُفعل به ؟
ثم هل يفعل به وهو لاحول له ولاقوة؟
(قالوا سمعنا قتى يذكرهم) أي كان ابراهيم عليه السلام شابا استعمل نعمة القوة في الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهو كما قال القرآن "فتى"
(قالوا ائتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون" يشهدون ما سنفعل به من القصاص والثار  للآلهة أي أن البشر سينتصرون لتحطيم الآلهة!!
وكانت هذه أمنية ابراهيم كما حدث مع موسى عليه السلام ومع غلام الأخدود أن يخلى بين الداعية وبين الناس وقد كان..
 إذ قالوا لابراهيم: (أأنت فعلت ها بآلهتنا يا ابراهيم)؟
 (قال بل فعله كبيرهم هذا) . الذي تركه ابراهيم فلم يكسره وقيل انه وضع القدوم على كتفه . سخر منهم ومن آلهتهم قيل انه يعني بذلك أنه هو الذي فعل وقيل بل عني أسألوه فليدلكم على الذي فعل فمن المفترض أنه قد شهد .. رأى وسمع
(فرجعوا لى أنفسهم فقالوا إنكم أنتم الظالمون " لحظة افاقة لكنها لم تطل بل غلب عليهم الضلال الذي كان متمكنا من قلوبهم واقوى من لحظة افاقة عابرة لذا (ثم نكسوا على رؤسهم )
(قالوا لقد عملت ماهؤلاء ينطقون ) وهنا واجههم ابراهيم عليه السلام بالدليل العملي على تفاهتهم وضلالهم "قال أفتعبدون من دون الله مالا ينفعكم ولايضركم أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون)
إذا أيها الاخوة
وصلنا الى المرحلة اياها مرحلة عجز الباطل وفشله وخوائه العقائدي والفكري والعقلي عن اقناع العقول بحجته ودليله وما ذاك الا لأنه لايريد الحق اصلا بل يريد الباطل
هنا  تبدأ القوة المادية الغاشمة يبدأ البطش والتكيل والتعذيب والوعيد
(قالوا ابنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم ) الصافات
(قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم ان كنتم فاعلين) الأنبياء
فماذا فعل ابراهيم ؟
قال ابراهيم: "حسبي الله ونعم الوكيل"  فصارت هذه سنة المؤمنين حين يكيد لهم أعداء الدين ويتآمرون عليهم قال ابن عباس ("حسبنا الله ونعم الوكيل" قالها ابراهيم حين ألقي في النار وقالها أصحاب محمد حين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا "حسبنا الله نعم الوكيل" )
(فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين ) وفي سورة الصافات فجعلناهم (الأسفلين )ونجا الله ابراهيم كما تعلمون فلم يحترق الا الوثاق أو الحبل الذي حول يديه
وهجر ابراهيم قومه وخرج من بينهم ورحل أكتر من مرة رحل الى إيليا ورحل الى مصر لتبدأ قصة نشأة الأمة المصرية
ولما دخل مصر كان فيها ملكا ظالما باطشا مستبدا جبارا وهؤلاء الجبابرة دائما يعتبرون أن كل شيءهو من حقهم وحدهم حتى لو كان ملكا لغيرهم ولو كانت زوجة أحد
أخبِر الملك أنه قد دخل البلد رجل معه امرأة حسناء فأرسل الى ابراهيم فساله عنها ....................)القصة في كتاب قص الأنبياء لابن كثير
نجا الله ابراهيم وسارة من ملك مصر ووهب هذا الملك سارة جارية هي "هاجر" المصرية فلما كبر سن هاجر وهي لاتنجب وهبت هاجر لابراهيم لعل الله يرزقهما منها ولدا وقد دعا ابراهيم ربه (رب هب لي من الصالحين ) واستجاب له ربه (فبشرناه بغلام عليم ) فلما بلغ معه السعي أمر الله ابراهيم أن يأخذه الى مكان البيت الحرام الآن الى مكة وحدثت قصة الذبح هناك لكن العبرة منها
أن هذه قصة نشأة الأمة المسلمة  حيث دعا ابراهيم به من قبل أن يكون هناك بلد فقال (رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات ......) فبارك الله تعالى في رزق هذا البلد وجعله آمنا (أولم نمكن لهم حرما.............)الآية القصص (أولم يروا انا جعلنا حرما آمنا يجبى اليه ثمرات كل شيء)
وهذا مايراه كل زائر للحرم
والعبرة من قصة الذبح أن ابراهيم عليه السلام هاهو بعد أن جعل نفسه لله حتى إنه يلقى في النار فيثبت ويحتسب ويستمر في دعوته هاهو يجعل ابنه كذلك لله تعالى فلما كان صادقا في ذلك وكانت محبته لربه أعلى من محبته لولده وظهر ما في قلب ابراهيم من صدق ويقين واستسلام ومحبة ورضا وخضوع وإيثار لمحبة الله على غيره الى حد أنه شرع في ذبح ولده هنا نزل الفرج وانتهى البلاء بحصول الحكمة من البلاء إذا عند هذه النقطة ينتهي البلاء وتبدأ عطايا الله تعالى وإكراماته وثوابه العاجل في الدنيا
وفديناه بذبح عظيم ذبحه ابراهيم فنحن نذبحه اقتداء به وتجديدا لذكراه
وبشرناه باسحاق نبيا من الصالحين
وباركنا عليه وعلى اسحق وفي البشارة باسحق عبرة عظيمة
اسحاق بشر الله به ابراهيم وزوجته سارة التي كانت عقيما والتي وهبت هاجر لابراهيم لانجاب الولد أي انها رضيت بقضاء الله بل انها دلت زوجها على طريق لانجاب الولد فكان الجزاء هو البُشرى على ايدي الملائكة الذين نزلوا ضيوفا على ابراهيم (هل اتاك حديث ضيف ابراهيم..............) وفي هود (ولقد جاءت رسلنا ابراهيم بالبشرى ....)
صكت وجهها ضربته تعجبا (وقالت عجوز عقيم) (قالت ياويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب ...
شيء عجيب؟
قالوا أتعجبين من أمر الله؟
 وماله لايحدث الأمر العجيب لأهل الايمان واليقين والثقة والثبات والصبر والتوكل على الله والحب لله وأيثار محبة الله على غيره ؟
إن من الناس من يأتي الى الدنيا ثم يرحل منها لايدري فيها الا كما يفعل الانعام يأكلون ويتمتعون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم هؤلاء لاصبر لهم على شيء ولاتضحية بشيء لايزرعون شجرة ولايحبون للناس خيرا ولايتحرك لهم ساكن لأجل أحد فلا يتركون في الحياة بصمة كالفقاقيع تظهر ثم تختفي بلا أثر
أما أهل الإيمان فهم الذين يجعلون الدنيا مزرعة للآخرة لذا فهم يزرعون الخير وينشرون الهدى ويصنعون المعروف وينصرون الحق ويجاهدون الباطل وينتصفون للمظلوم ويقولون الحق ولو كان مرا فهؤلاء أهل الإيمان والصبر الذين يفعلون العجائب فيفعل الله لهم وبهم العجائب
أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد
ورزق الله ابراهيم وسارة التي كانت عقيما اسحق عليه السلام (فبشرناه باسحاق ومن وراء اسحق يعقوب) أي ان اسحاق سيعيش حتى ينجب ولدا يسميه يعقوب وهو اسرائيل عليه السلام بن اسحاق بن ابراهيم وهو نبي كريم وهو واخوته وذريتهم هم بنو أي ابناء سيدنا اسرائيل ظلمه الصهاينة بتسمية المكان الذي اغتصبوه باسمه عليه السلام
أيها الاخوة
هذا ابراهيم عليه السلام الذي استحق أن يمدحه ربه فيقول (إن ابراهيم كان أمة )جامعا لأوصاف الخير ـ قدوة وإماما وقف وحده يدعو الى التوحيد أمة مجمعة على الضلال والشرك وتحمَّل عليه السلام  وثبت واستمر وجعل نفسه وولده وزوجه وماله لله تعالى
ويقول سبحانه (واذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فأتمهن ) البقرة
كما قال(وابراهيم الذي وفى) النجم
(اذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين)البقرة
(ووصى بها ابراهيم بينه ويعقوب يابني ان الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن الا وأنتم مسلمون) البقرة
(ومن أحسن دينا مم أسلم وجهه لله وهو محسن  واتبع ملة ابراهيم حنيفا واتخذ الله ابراهيم خليلا ) النساء
ـــــ
الخطبة الثانية
هكذا تأتي هذه الأيام لتجدد سيرة ابراهيم عليه السلام
ان قصة ابراهيم ليست للتسلية إن القرآن اهتم بها وذكرها في خمس وثلاثين موضعا منها مواضع طويلة
 لايمكن أن يكون ذلك لمجرد الحكاية والتلسلية بل جاءت في سورة البقرة خمسة عشر مرة وهي السورة التي ركزت على بني اسرائيل وأفعالهم وتمردهم على الله وكيف كانو غير مؤتمنين على شريعة الله
ثم جاءت في سورة آل عمران التي أكثرت من خطابها لأهل الكتاب (يا أهل الكتاب لم تحاجون في ابراهيم وما أنزلت التوراة والانجيل الا من بعده )؟ آل عمران
ثم حسمت فقالت (ماكان ابراهيم يهوديا ولانصرانيا...)الآية
ثم (إن أولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا) فقصة ابراهيم مليئة بالعبر
فنحن أولى الناس بابراهيم ملته وأمته
إن أمتنا أمة لها تاريخها وعمقها ورسالتها التي لم تكن أبدا منافسة بقية الأمم على الدنيا وأنما رسالتها هداية البشرية الى الدين
 الى ادراك الحقيقة الأزلية
الى توحيد الله
رسالة أمتنا هي إقامة الدين ( شرع لكم من الدين ماوصى بها نوحا..................)الاية الشورى
رسالتنا أقامة الدين بتعلمه أولا ثم العمل به والالتزام باوامره ونواهيه وإيثاره على ماسواه ثم الدعوة اليه ونشره وهداية الناس به وتحبيب الخلق واقناعم وجعله دستورا لحياتنا ومنهاجا لها في كل شؤننا ثم الصبر على ذلك والثبات
هذه رسالتنا ونحن بخير ونحن سادة الأمم مادمنا قائمين بها فاذا ابتعدنا عنها وتخلينا فمالنا الا مثل مانعيشه الآن من انهزام نفسي
إن المسلمين يعيشون الآن انهزاما نفسيا رهيبا
أهل لدنيا منهم مهزومون أمام انبهارهم بالغرب في دنياه
وأهل الدين مضطهدون وكثير منهم يائسون
فتأتي هذه الأيام أيام الأضحى والحج وعرفة والعشر الأوائل لتخرجنا من اليأس والإحباط الى اليقين والثقة في الله ومن ثم الى العمل والاجتهاد والجهاد في سبيل اقامة الدين
فيا أيها المسلمون
هذه الأيام المباركة لها ثمرتها العظيمة إن أحسنا العمل فيها كما يحب الله ورسوله
وثمرتها تقوية الأمة بتجديد إيمانها وانتمائها وولائها ووحدتها
وثمرتها تكبير الأمة ربها وبالتالي تجديد ايمانها به وثقتها فيها ورجائها ويقينها بأن مع العسر يسرا وعدم خضوعها لغيره
وثمرتها وحدة هذه الأمة التي هي أكبر بكثير من كل شعوبها ومن كل ولاة أمورها
ان وحدة الأمة على مستوى الشعوب الاسلامية أمر ثابت لاينال منه أحد بدليل وحدة هذه الشعائر والصلوات والمناسك في وقت واحد بزي واحد وشعار واحد وتكبير واحد
ان هذه المناسك والشعائر الاسلامية تجمع الأمة رغم ماتفعله السياسة وتفرقها رغم ماتفعله الأهواء والأغراض الشخصية فالله أكبر لا إله الا الله والله أكبر ولله الحمد
الدعاء

 

<!--

<!--

 

التحميلات المرفقة

ساحة النقاش

على الدينارى

denary
موقع خاص بالدعوة الى الله على منهج أهل السنة والجماعة يشمل الدعوة والرسائل الإيمانية والأسرة المسلمة وحياة القلوب »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

347,226